نادي الشعر العربي الأصيل يطوّر شعراءه
البعث – نزار جمول
تابع نادي الشعر العربي الأصيل جلساته نصف الشهرية في صالون سلمية الثقافي، لتأتي جلسته السادسة مغايرة، خاصة وأنه اعتمد على شعراء الصالون، فجاءت قصائدها متأنية من خلال تطور الشعراء الذين ألقوا قصائد تنتمي لجسم الشعر العربي الأصيل الموزون، فقد وضعت هذه الجلسة حداً لشعر كان يتمّ تقديمه من أجل النظم وبأوزان بحوره الستة عشر، ومن دون أن تكون صوره وأبياته نتاج روح الشعر العربي الأصيل، وانطلقت الجلسة من خلال الشاعر وعد أبو شاهين “مدير النادي”، حيث قدّم قصائد بغاية الروعة وقال في إحداها عن قيمة الكتاب:
كم ثائراً وصف الكتاب بنثره أو شاعراً مدح الكتاب بشعره
وبدأت الشاعرة آمنة طالب التي كُلفت بتقديم الشعراء بطريقة شعرية جميلة الجلسة بقصيدتها “حنين”، ثم استهل الشاعر إسماعيل عيسى قصيدته الرثائية “سحاب”، وتحدث فيها عن عمق الحزن في نفسه، ثم ألقت الشاعرة جمانة حيدر ثلاث قصائد، وفي إحداها تقول:
شقي دروبكِ وامضي في مناكبها حمّ الضفاف إليك اليوم أن تصلي
أسرج شراعك واحملني على دُسر واعبر بقلبي بحار الشك والخجلِ
ثم ألقت الشاعرة فاتن حيدر قصيدتين “فكَّ قيدي، مُزن الهوى”، وقالت من القصيدة الثانية:
وجدتكَ بعد صبري واشتياقي ونار الحب تُمعن باحتراقي
بكيتُ على بُعادكَ بعد وصل وألقيتُ النــوى بعد العنـاقِ
وقرأ الشاعر عبد العزيز مقداد ثلاث قصائد: “سمو الحب، سلمية، نعمة الإيمان”، يقول في قصيدته سمو الحب:
بانشغال العمر أغفلنا الأماني قد نسينا فوح أنسام الأقاحي
وألقت الشاعرة هناء الفيل قصيدة قالت فيها:
وأنا الجريح بسهم رمح صائب بالظلم جاء تحكماً لم يرحمِ
يا ويلاه كيف استباح كتائبي
القلب والروح قد صرا له والعقل مفتون وقد بدا كالخائبِ
وعبّر الشاعر أيمن ياغي عن أحاسيسه المرهفة بقصائده الثلاث: “مواء الذل، لسان الروح، نشيج الغرام” وقال في إحداها:
بهذا الكون غير دعائه من شكل عيشه لا دواء لدائه
ثم ألقت الشاعرة ثناء الأحمد قصيدتين “لا تغر، رياض شعري” وفي قصيدتها لا تغر قالت:
لا تغر قلبي عن سواكَ انتحر فأنا أعشق عينيكَ حتى التطرف
وغنّى الشاعر قصيدته بالشعر المحكي أطرب فيها الحضور، وليختتم الشاعر أمين حربا المشاركات بقصيدته “عشر عجاف” قال فيها:
موج الحياة غدا باللؤم يلطمنا كل السعادة من ساحاتنا كنسا
أرض المدافن قد صارت مساكننا وطائر الشؤم من أرجاي قد أنسا
واعتبرت الشاعرة جمانة حيدر التي انطلقت بشعرها من ملتقى الشام الثقافي، أن صالون سلمية الثقافي وُجد في زمن كادت فيه الثقافة أن تنحسر في مدينة الثقافة لغياب المنبر الرسمي “المركز الثقافي العربي” عن القيام بالنشاطات والفعاليات لسنوات عديدة، وهذا الصالون أعطى فرصاً جديرة بالاحترام والتقدير لإدارته لمن ملك موهبة الشعر، وبيّنت أن تجربتها الشعرية بدأت تعطي ثمارها بعد أن بدأت المحاولات الشعرية من دون أية مسميات حتى انتسبت لملتقى الشام الثقافي لتؤطر مسيرتها الشعرية بالمسؤولية التي أُلقيت على عاتقها بعد لقائها بمجموعة من الشعراء، وليبدأ الشعر يدغدغ أحاسيسها فكان حاضراً ببحوره، وعبّرت عن سعادتها بالمشاركة في نادي الشعر العربي الأصيل الموزون في هذا الصالون، معتبرة أنه الأهم شعرياً كونه ينطلق من الأصالة وجزالة اللغة العربية وجماليتها، مؤكدة أن هذا النادي طوّر من أداء شعرائه وأعطاهم زخماً لنظم الشعر ليس لمجرد النظم.