بوتين: التهديد الأخطر هو الإرهاب ومكافحته مستمرة في سورية
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم أن التهديد الأخطر هو الإرهاب وأن مكافحته مستمرة في سورية.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن بوتين قوله خلال اجتماعه بهيئات الأمن الروسية إن “محاربة الإرهاب الذي يمثل التهديد الأشد والأكثر خطورة تتطلب الجهوزية الدائمة والإجراءات العملياتية الاستباقية”.
وأشار بوتين إلى أن مستوى التحديات العالمية مثل الإرهاب والجريمة العابرة للحدود والجرائم الإلكترونية “لا يتناقص” مبيناً أن روسيا أحبطت خلال العام الماضي أنشطة 72 موظفاً حكومياً لحساب هيئات أمن أجنبية على الأراضي الروسية و423 من عملاء الاستخبارات الأجنبية.
وشدد بوتين على أن قضايا أمن الدولة الروسية وحماية مواطنيها من التهديدات الداخلية والخارجية ستظل دائما الأهم وذات أولوية لدى الحكومة الروسية مؤكداً ضرورة مواصلة رفع مستوى حماية المعلومات السرية.
وفي هذا السياق أوعز الرئيس الروسي إلى جهاز الأمن الفيدرالي الروسي لإيلاء اهتمام خاص للكشف عن الاتصالات بين الإرهابيين وأجهزة الاستخبارات الأجنبية مشيراً إلى أن “الشبكات الإرهابية تحاول بأي وسيلة استعادة نشاطها ما يقضي ليس فقط بضرورة تحديد الخلايا الإرهابية والقضاء عليها لكن أيضاً تحليلها والتنبؤ بالوضع بشكل عام”.
وعلى الصعيد السياسي أوضح الرئيس الروسي أن بعض الدول لا تخفي موقفها غير الودي تجاه روسيا وتقوم بشن حملات إعلامية ضدها من منطلق نظرية المؤامرة.
وقال: “إنهم لا يحاولون حتى إخفاء موقفهم غير الودي تجاه روسيا وعدد من مراكز التنمية العالمية ذات الاستقلالية والسيادة لكن الأمر أبعد ما يكون عن مثل هذا الخطاب العدواني فهو يتمثل في تصرفات عملية حقيقية عبر شن حملات إعلامية ضدنا بشأن عدد من القضايا التي تتضمن اتهامات لا أساس لها”.
وأوضح بوتين أن الحملة الإعلامية المضللة ضد روسيا تستخدم جميع أنواع نظريات المؤامرة ومحاولات التشكيك كما حدث مؤخراً فيما يتعلق بالإنجازات الروسية الطبية في مجال مكافحة فيروس كورونا.
في الأثناء قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الحملات الإعلامية الكاذبة والعدوانية التي تشنها بعض الجهات تقوض الاستقرار السياسي في الدول ذات السيادة وتثير الاضطرابات ضمنها.
وقال لافروف في كلمة موجهة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وبثت اليوم.. “أصبح الفضاء الإعلامي العالمي مكاناً لحل المشاكل الجيوسياسية ضيقة الأفق” داعياً إلى “ضرورة تطوير قواعد لتنظيم الشبكات الاجتماعية على المستويين الوطني والدولي من أجل منع مثل هذه الانتهاكات وسوء استغلالها”.
وانتقد لافروف استخفاف الذين يدعون الديمقراطية وعدم مسؤوليتهم من خلال استغلالهم المراهقين والأطفال لأغراض سياسية معتبراً ذلك أمراً غير مقبول.
وكانت روسيا أكدت رفضها لاستغلال الأطفال من قبل أنصار المعارض الكسي نافالني خلال المظاهرات غير المرخصة التي شهدتها بعض المدن الروسية مؤخراً.
من جهة أخرى أعلن لافروف أنه اقترح خلال محادثاته مع نظيره الأمريكي أنطوني بلينكن أن تعلن كل من موسكو وواشنطن عدم جواز شن حرب نووية.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن لافروف قوله في تصريحات اليوم.. “نحن نؤيد باستمرار إعادة التأكيد على الصيغة الأساسية من قبل روسيا والولايات المتحدة والأعضاء الآخرين في الدول الخمس النووية بأنه لا يمكن أن يكون هناك رابحون في حرب نووية وأنه لا ينبغي إطلاق العنان لها ولقد كررنا هذا الاقتراح لوزير الخارجية الأمريكي خلال المحادثة الهاتفية التي جرت في الرابع من الشهر الجاري”.
وأشار لافروف إلى أن ضمان ضبط النفس ولا سيما مع إنهاء العمل بمعاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى لا يزال يمثل أولوية قصوى حيث قال بهذا الخصوص.. “اقتراحنا لا يزال ساري المفعول لن ننشر مثل هذه الصواريخ في المناطق التي لن يتم فيها نشر منصات أمريكية وندعو دول الناتو إلى اتخاذ خطوات مماثلة فمقترحاتنا محددة بشأن إجراءات التحقق المتبادلة معروفة جيداً”.
ولفت لافروف إلى أن خطر حدوث سباق تسلح في الفضاء الخارجي آخذ بالازدياد لكن لا تزال هناك فرصة لاتخاذ إجراءات يمكن منعها مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها بدؤوا في التنفيذ العملي لسياسة استخدام الفضاء لإجراء عمليات قتالية بما في ذلك العمليات الهجومية ونشر أنظمة أسلحة هناك وقال.. لا تزال هناك فرصة لتطوير إجراءات مقبولة بشكل عام وملزمة قانوناً يمكن أن تمنع المواجهة العسكرية في الفضاء الخارجي.
وتؤكد روسيا باستمرار أن منع سباق التسلح في الفضاء يشكل أولوية السياسة الخارجية لها محذرة من أن تنفيذ خطط الولايات المتحدة المتعلقة بالتسلح الفضائي يلحق أضراراً جسيمة بنظام أمن الفضاء.
من جانبها أكدت وزارة الخارجية الروسية أن قرار الاتحاد الأوروبي توسيع العقوبات ضد شخصيات روسية بذريعة قضية السياسي أليكسي نافالني غير منطقي وتم التخطيط له مسبقاً.
ونقل موقع روسيا اليوم عن المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا قولها في تصريح اليوم.. إن قرار الاتحاد الأوروبي خارج حدود أي منطق وعندما يغيب المنطق فإن ذلك يعني أننا نتعامل مع قصة سخيفة تم التخطيط لها مسبقاً مدعومة بحملة إعلامية.
وأكدت زاخاروفا أن الاتحاد يتعرض للإهانة بفرض سياسة خارجية عليه وقالت.. أمام أعيننا تتم إهانة جزء كبير من أوروبا من أولئك الذين يفرضون عليهم مصالح لا تتوافق مع المصالح الوطنية لشعوب هذه الدول.
وأضافت ما يجري الآن أصبح واضحاً وخاصة خلال الشهر الماضي وهو إهانة للاتحاد الأوروبي من قبل أولئك الذين يعلنون سياسة معينة والتي يتم فرضها على الاتحاد الأوروبي في المقام الأول من قبل واشنطن.
وكان مفوض الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن جوزيب بوريل أعلن أن وزراء خارجية الاتحاد وافقوا في اجتماع أمس الأول على توسيع العقوبات ضد شخصيات في روسيا على خلفية قضية نافالني.