تضاعف إصابات كورونا والمشافي جاهزة للانتقال إلى الخطة (ب)
تشهد أقسام إسعاف المشافي في المحافظات وعيادات الأطباء ازدياد عدد المراجعين الذين يعانون أعراضاً تنفسية مشابهة لأعراض كورونا وهو ما حذرت منه الثلاثاء وزارة الصحة حيث أعلنت بدء تصاعد منحنى الإصابات مجدداً محذرة من التهاون بالإجراءات الوقائية.
مدير الطوارئ والجاهزية والإسعاف في وزارة الصحة الدكتور توفيق حسابا بين رصد زيادة في أعداد المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا منذ بداية الأسبوع الجاري المراجعين لأقسام الإسعاف في المشافي بمعدل الضعف تقريباً عن الأسبوع الماضي إضافة إلى ارتفاع نسب المسحات الإيجابية في اختبارات الـ “بي سي آر” التي تجري للمواطنين الراغبين بالسفر. وأشار إلى أن معظم المراجعين لقسم الإسعاف بشكوى أعراض صدرية يؤكدون سرعة تطور الحالة لديهم وحدية الأعراض ما دعاهم لطلب الرعاية في المشفى وقال “ليس من الضرورة أن تكون جميع الحالات المشتبهة كورونا لأنه في مثل هذا الوقت من السنة ومع انخفاض درجات الحرارة يزداد معدل الإصابة بالأنفلونزا الموسمية والتهابات الرئة ونحن بانتظار نتائج المسحات لتأكيد الحالة”.
وذكر حسابا أن انخفاض أعداد الإصابات المسجلة رسمياً بكورونا الذي شهدته سورية في الأسابيع الماضية لم يكن دليلاً كافياً على انخفاض منحى الإصابات وهذا ما كنا نحذر منه ولا سيما مع زيادة معدلات الإصابات في دول الجوار مجدداً الدعوة للالتزام بالإجراءات الاحترازية والتشدد بها لكونها السبيل الوحيد لضمان كسر حلقة العدوى.
وأكد حسابا أن المشافي في مختلف المحافظات على جاهزية تامة للتعامل مع أي حالة طارئة وهي تعمل حالياً ضمن الخطة “أ” أي تخصيص أسرة عزل محددة وفي حال دعت الحاجة سيتم الانتقال إلى الخطة “ب” وهي التوسع بالأقسام لمصلحة مرضى كورونا.
رئيسة الرابطة السورية لطب وجراحة الصدر الدكتورة لبنى حويجة ذكرت أن زيادة الحالات المشتبهة بالإصابة بفيروس كورونا التي تراجع المشافي والعيادات الخاصة رصدت منذ الأربعاء الماضي وحتى اليوم ومعظمها كانت بأعراض تنفسية مختلفة الدرجة حيث تم تقديم البروتوكول العلاجي للحالات التي تستدعي القبول بالمشفى بعد إجراء صورة الطبقي المحوري التي تعتبر مؤشراً مبدئياً للإصابة بكورونا ريثما تظهر نتيجة اختبار الـ “بي سي آر”.
وأشارت الدكتورة حويجة إلى أن انتشار كورونا فرض نمطاً جيداً في التعامل بين الطبيب والمرضى المشتبه بإصابتهم من الدرجة المتوسطة والخفيفة وذلك عبر الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي التي شهدت أيضاً زيادة بطلب الاستشارات الطبية مؤكدة أن هذه الزيادة تستدعي الكثير من الحذر والوعي بأهمية الالتزام بإجراءات الحماية من الإصابة بالفيروس لجهة ارتداء الكمامة والتباعد المكاني لأنهما السلاح الآني للتصدي للفيروس ريثما يتوافر اللقاح.
ومن خلال عمله بعيادته قال اختصاصي الأمراض الصدرية الدكتور عبد الرحمن دكاك لمسنا في اليومين الماضيين زيادة بعدد المراجعين الذين يشكون أعراضاً مشابهة لأعراض كورونا بعد تراجع كبير خلال الفترة الماضية ومنها حالات شديدة الخطورة لجهة انخفاض الأكسجة والالتهابات والجلطات الرئوية موضحاً أن الاستقصاءات السريرية وصور الاشعة والطبقي المحوري أظهرت أنهم مصابون بالفيروس.
وشدد الدكتور دكاك على أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية ولا سيما أن عدداً لا بأس به من المراجعين كانوا من عائلة واحدة وظهرت الأعراض لديهم بشكل مفاجئ الأمر الذي يتطلب زيادة الوعي وتطبيق إجراءات العزل المنزلي بشكل سليم وطلب الرعاية بالمشفى في الوقت المناسب.
يذكر أن المرة الأولى التي طبقت فيها وزارة الصحة الخطة “ب” في المشافي كانت في بداية كانون الأول الماضي حيث طلبت منهم إيقاف العمليات الباردة والتوسع ضمن أقسام المشفى لمصلحة مرضى كورونا وتطبيق خطة استدعاء الكوادر في حالة الطوارئ وتشغيل المشافي بالطاقة القصوى.
وكانت وزارة الصحة أحدثت في تشرين الأول الماضي غرفة إدارة طوارئ في مبناها بهدف تنظيم حركة سيارات الإسعاف التي تنقل مرضى كورونا إلى المشافي وفق إشغال الأسرة وتوافرها.