مؤشر جديد..فهل من مستدرك..؟!
حسن النابلسي
ربما نستطيع اعتبار عدد الشركات السورية المشاركة في معرض الخليج الدولي للصناعات الغذائية “جلفود” والبالغ عددها 16 شركة فقط مؤشراً جديداً على ضحالة البنية الإنتاجية في سورية وعلى مستويات عدة..!.
المستوى الأول من ناحية الكم.. فعدد الـ 16 شركة هو جد بسيط ويكاد لا يذكر في بلد تُعدّ الزراعة قوامه الرئيسي، وبالتالي من المفترض ازدهار الصناعات الغذائية فيه بشكل ملحوظ..!.
المستوى الثاني من ناحية المضمون.. فإذا ما استعرضنا منتجات هذه الشركات نجد أن بعضها لا يخرج عن سياق التوضيب والتغليف مثل “المتة – القهوة – البهارات” وغيرها من المنتجات الذي يدعي منتجوها أن نسبة المكون المحلي منها 40%، أي أنها بالنهاية ليست منتجا وطنيا 100%، مع عدم إقرارنا – طبعاً – بوجود منتجات غذائية سورية 100% مثل زيت الزيتون..!.
المستوى الثالث.. من ناحية تمكين الصناعات الغذائية – وهو الأهم – فنجد أن الصناعات الغذائية في بلدنا لم تأخذ ذلك الحيز المفترض أن يوازي ما ينتجه بلد زراعي مثل سورية من منتجات لها تاريخ بحكم التنوع المناخي أولاً، والخبرة المتوارثة لدى الفلاح السوري ثانياً، وبروز منتجات صناعية غذائية ذاع صيتها في عديد من البلدان مثل قمر الدين ثالثاً.. إذ لا زلنا نلاحظ عدم توزع المنشآت الصناعية الغذائية بالشكل المطلوب وفق مقومات كل منطقة، وقد تطرقنا إلى هذا الموضوع بأكثر من مناسبة..!.
في الوقت الذي قد نشاطر رأي البعض بأن عدم تمكين هذه الصناعات محكوم حالياً بظروف موضوعية تتعلق بالحصار والعقوبات الاقتصادية وخاصة لجهة تأمين بعض مستلزمات الإنتاج، نبين أنه وحتى قبل الحصار واشتداد العقوبات خلال السنوات العشر الأخيرة، لم يكن هناك مساع حثيثة باتجاه تمكين الصناعات الغذائية التي لا يزال عدد كبير من منشآتها تعمل بالظل، إضافة إلى تدني مستوى انسياب رأس المال الوطني في شرايين مشاريع التصنيع الغذائي الزراعي..!.
أخيراً.. لا ننكر أهمية تواجد الشركات السورية في المعارض الدولية فالأخيرة بالنهاية نافذة مهمة لولوج الأسواق العالمية، ولكن كنا ننتظر مزيداً من الزخم لحضور “صُنع في سورية” على قوائم هذه المعارض إيذاناً لها للتربع على واجهات المحال التجارية العالمية.. ونأمل أن تكون المشاركة السورية المستمرة في كل عام في هذا المعرض بوابة للمنتجات السورية.. !.
hasanla@yahoo.com