متى يحاسب بن سلمان على جرائمه؟
إعداد: علاء العطار
تعتزم إدارة بايدن إصدار نسخة من التقرير الاستخباراتي عن مقتل جمال خاشقجي بعد أن رفعت عنه السرية. يكشف التقرير أن ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان هو المسؤول الأساسي عن مقتل خاشقجي، وهو ما أكده أربعة مسؤولين أمريكيين مطلعين على الأمر، إذ قالوا إن “نسخة رفعت عنها السرية من تقرير للاستخبارات الأمريكية تبين أن ابن سلمان وافق على مقتل الصحفي جمال خاشقجي في العام 2018”.
ما جاء في التقرير ليس أخباراً جديدة في الحقيقة، ولكن الإعلان عنها للفت الانتباه إلى القضية مجدداً هو أمر مؤات. في خريف 2018، كانت الأدلة تشير بصورة شبه مؤكدة إلى أن بن سلمان أمر بقتل خاشقجي، ووصلت التحقيقات اللاحقة إلى استنتاجات مماثلة، لكن بين تعتيم إدارة ترامب وإنكار النظام السعودي، تمكن ابن سلمان من الإفلات من المساءلة لأكثر من سنتين.
إن تورط العديد من الشخصيات المقربة من ابن سلمان في جريمة القتل، ومحاولة التستر عليها كشفا أنه كان الشخص الذي أصدر الأوامر، وأجرى النظام السعودي محاكمة هزلية حررت سعود القحطاني والعديد من الجناة الآخرين من الملامة، وذلك بغية الالتزام بادعائهم بأن القتل لم يصرح به أي من المسؤولين الكبار في النظام السعودي.
إن قرار نشر التقرير يحث إدارة بايدن على أن تبذل مزيداً من الجهد لتغيير طبيعة العلاقة الأمريكية السعودية، وهو ما أشارت إليه أنيل شلين، وهي باحثة في شؤون الشرق الأوسط في معهد كوينسي، وأضافت: “تباطأت إدارة بايدن في معاملة السعودية معاملةَ المنبوذ كما وعد بايدن خلال حملته الانتخابية. من المشجع أن نرى هذه الإدارة لن تبذل قصارى جهدها للدفاع عن جرائم كبار المسؤولين السعوديين كما فعلت سابقتها، لكن يجب خفض منزلة هذه العلاقة بأكملها طالما أن ابن سلمان يتمتع بمثل هذا النفوذ الواسع في حكومته. لا تستطيع الولايات المتحدة السيطرة بشكل تام على ما يفعله النظام السعودي أو على كيفية تعامله مع مواطنيه، لكن بإمكانها أن تزيد الأثمان السياسية على قيادة هذا النظام عندما يرتكبون الجرائم، وبإمكانها أن تقلل من انخراطها في أعمالهم الإجرامية. لواشنطن نفوذ كبير على النظام السعودي، وإن أرادت درء بعض اللوم عنها فقد حان الوقت لبدء استخدام هذا النفوذ لكبح انتهاكاته في اليمن وطريقة معاملته لشعبه”.
محمد بن سلمان هو رأس الأفعى التي تمثل النظام السعودي، لكنه ليس الملك في الوقت الحالي، ولا يتمتع بالحصانة التي تأتي مع هذا المنصب عادة، ولا يجوز منحه أي نوع من الحصانة، وعليه أن يحاسب على الجرائم التي اقترفها هو وأعوانه. خاشقجي هو أشهر ضحاياه، لكنه ليس الوحيد. لا ينبغي للولايات المتحدة أن تفعل شيئاً لحمايته من المساءلة.