الرئيس الأسد في رسالة إلى الرياضيين: تحقيق المزيد من الإنجازات.. فنصركم هو نصر لجميع السوريين
دمشق-عماد درويش- سانا:
بحضور ممثل السيد الرئيس بشار الأسد، أقام الاتحاد الرياضي العام اليوم احتفالاً مركزياً بمناسبة العيد الذهبي لتأسيس الاتحاد في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق.
وتوجّه السيد الرئيس بشار الأسد برسالة تهنئة إلى الكوادر الرياضية السورية بهذه المناسبة، نقلها وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام، نوّه فيها الرئيس الأسد بالرياضيين الأبطال الذين تحدّوا، كما الشعب السوري، ظروف الحرب والحصار ورفعوا اسم سورية عالياً في المحافل الدولية، مؤكداً أن الشعب السوري يتطلع لتحقيق المزيد من الإنجازات الرياضية في الاستحقاقات المهمة القادمة، وقال سيادته في الرسالة:
الأخوة والأخوات الرياضيون
بداية أترحم على أرواح شهداء الوطن جميعاً.. ومنهم شهداء القطاع الرياضي، الذي قدّم أكثر من خمسمئة شهيد، وأبارك لكم العيد الخمسين للرياضة السورية.. وأهنئكم بذكرى تأسيس الاتحاد الرياضي العام.. هذه المنظمة التي تأسست قبل خمسين عاماً لتكون المعبّر عنكم.. والراعي لمواهبكم.. والداعم لطموحاتكم في تحقيق الفوز والانتصار.. وتمثيل بلدكم خير تمثيل في كل المحافل.. ومختلف المنافسات الرياضية.
أهنئكم بنتائجكم الإيجابية التي شرّفتم بها أنفسكم وعائلاتكم ومدربيكم ووطنكم الذي يفتخر بكم.. وإن كنا جميعاً كسوريين نتطلّع دائماً لأن يرفع أبطال وبطلات منتخباتنا الوطنية اسم سورية عالياً فإن للرياضة جانباً آخر غير خوض المنافسات.. وتحقيق الانتصارات.. هذا الجانب هو تكريس للرياضة كثقافة في المجتمع.. فالرياضة في زمننا هذا لم تعد مجرد هواية بل أصبحت وعبر مؤسساتها ركيزة مهمة في بناء العلاقات الاجتماعية الحسنة ورفعة للأخلاق وصناعة للأبطال.
أنتم بوصفكم أفراداً تتمتعون بالبناء الجسدي السليم والذهني السليم يناط بكم المساهمة في بناء المجتمع وتحصينه.. وما أحوجنا اليوم، بعد عشر سنوات من الحرب الإرهابية التي فرضت على بلدنا، إلى أن نضع جميعاً أيدينا بأيدي بعض حتى نرمم آثار هذه الحرب التي خلفتها في جميع المجالات.
وعلى الرغم من مرور سنوات طويلة ونحن نتعرّض لإرهاب وتدمير وحصار وعقوبات إلا أن رياضيينا أكملوا مسيرتهم، كما كل أبناء الشعب العربي السوري، الذين تحدّوا ظروف الحرب والحصار.. وتابعوا كلاً في مجال عمله بإمكانيات محدودة تسببت فيها هذه الحرب الظالمة.. فالرياضة السورية كانت حاضرة في كل المحافل رغم ما طالها من إرهاب استهدف رواد الرياضة وأبطالها.. وتدمير وتخريب نال من البنية التحتية لهذا القطاع.. ولكن مع كل تلك المصاعب نجح أبطالنا وبطلاتنا في تحقيق نتائج جيدة وحصدوا الميداليات رافعين العلم العربي السوري في المحافل العربية والدولية.
الشعب السوري يتطلّع إليكم من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات في الاستحقاقات المهمة القادمة.. فنصركم هو نصر لجميع السوريين.. وإنجازاتكم تأتي مكملة للإنجازات التي حققها ويحققها أبناء شعبنا العظيم سواء على الجبهات أو في ميادين العمل والبناء والإنتاج والعلم والثقافة.. ومن هنا فإن القيادات الرياضية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن تضع هذه الانتصارات نصب أعينها.. وأن تسخّر كل الإمكانيات من أجل تحقيقها.. فالطريق الصحيح لتحقيق الإنجازات الرياضية المميزة يبدأ ببناء الإنسان الرياضي الناجح المتسلّح بالتدريب الجيد والأخلاق العالية.. ليكون لبنة قوية في بناء صرح الوطن وعزته وكرامته واستمرار تطوّره.
مرّة أخرى أبارك لكم بهذا العيد متمنياً للرياضة السورية التألق والنجاح.
هذا وأكد رئيس الاتحاد الرياضي العام فراس معلا عزم الاتحاد الرياضي على المضي قدماً نحو رفع مستوى الرياضة السورية، محلياً وعالمياً، مشيراً إلى أن الشعار الذي أطلقه الرياضيون هو “الفوز والمنافسة على المركز الأول في أي استحقاق أو بطولة خارجية”، فيما عبر نائب رئيس الاتحاد الدولي لبناء الأجسام الدكتور عادل فهيم عن اعتزازه بزيارة سورية في عيد الرياضة السورية، التي تشهد تطوراً في كل المجالات رغم الظروف الصعبة التي مرت بها وقد أثبتت جدارتها في المحافل الدولية، وكشف أنه تم الاتفاق على إقامة البطولة العربية في سورية في أيلول المقبل وسيحضر منافساتها رئيس الاتحاد الدولي للعبة.
وأبدى رئيس الاتحاد العربي للكيك بوكسينغ الدكتور باسل الشاعر ثقته باستمرار تألق أبطال سورية على منصات التتويج الدولية في جميع الألعاب الرياضية عموماً وفي الكيك بوكسينغ خصوصاً، لأن سورية تملك نخبة من اللاعبين المتميزين الذين أثبتوا حضورهم بقوة خلال البطولات السابقة مع ظهور جيل جديد يعول عليه بتحقيق الإنجاز تلو الآخر، فيما تمنى الرئيس الفخري للجمعية السورية للخيول العربية الأصيلة باسل الجدعان مزيداً من التألق للرياضة السورية في قادمات الأيام بالتزامن مع الانطلاقة الجديدة لها في عيدها الخمسين، مبيناً في الوقت ذاته أهمية الإنجازات التي حققتها الفروسية السورية في السنوات السابقة واستعدادها لتمثيل الوطن خير تمثيل في المحافل القادمة بفرسانها الأكفاء.
وتضمن الحفل عزف أوركسترا المعهد العالي للموسيقا بقيادة المايسترو رعد خلف، وعرض فيلم قصير عن مدينة عمريت الأثرية، التي تضم أقدم منشأة رياضية في التاريخ، وعروضاً رياضية بالجمباز وكرة السلة، وفيلم وثائقي يروي حكاية الرياضة السورية على مدى نصف قرن من إعداد المخرج نجدت أنزور. تلاها تكريم بعض الرياضيين أصحاب الإنجازات في تاريخ الرياضة السورية، وهم غادة شعاع ومنال الأسد وطلال النجار وغيداء معلا ومجد الدين غزال وعهد جغيلي ومحمد أبو سعدة وأنور عبدالحي وسلام علاوي وطريف قوطرش ووليد أبو السل وبسام المصري وأحمد حمشو ومايز خانجي ونور شمسة ومحمد غصون وصالح محمد وليث سليم ومحمد أحمد الأسطة ورشا الشيخ وخالد المحمد ورجا الكراد وهاني مرهج.
وعبر نخبة من الأبطال المكرمين عن اعتزازهم بهذا التكريم، مؤكدين أن هذا التكريم أعاد قدامى ألعابنا الرياضية وخبراتها إلى زمن البطولات وحمل جيل الشباب على بذل المزيد من الجهود في تحضيراتهم للبطولات القادمة وأبرزها أولمبياد طوكيو الذي تأهل إليه نخبة من أبطال ألعابنا الرياضية.
يشار إلى منظمة الاتحاد الرياضي العام تأسست في الـ 18 من شباط 1971.
حضر الحفل الرفيقان عضوا القيادة المركزية للحزب الدكتور عمار ساعاتي وهدى الحمصي، ووزيرا السياحة محمد رامي مرتيني والتنمية الإدارية سلام سفاف، ونائب رئيس مجلس الشعب محمد أكرم العجلاني وعدد من أعضاء المجلس، وعضو مجلس الدوما الروسي رئيس اتحادات الألعاب الرياضية في روسيا الاتحادية مراد باريف، ومستشار المجلس الأولمبي التترستاني فيصل عاطف عبد الرؤوف حسن، ومدير العلاقات العامة في الاتحاد العربي لبناء الأجسام الدكتور عبد اللطيف عبد الوهاب القاسمي، والأمين العام للجنة الأولمبية الإيرانية كيكاوس سعيدي، وعضو اللجنة الأولمبية الإيرانية أصغر فرخي، والأمين العام للاتحاد العربي للكيك بوكسينغ وصفي الشوبكي، ومعاون رئيس الاتحاد العربي لبناء الأجسام قاسم كاظم الواسطي، وبطل مصر السابق بالسباحة محمد أيمن سعد، وحشد من الرياضيين.