روسيا: مستقبل مجلس أوروبا مرهون بالابتعاد عن “عقلية المعسكرات”
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مستقبل منظمة مجلس أوروبا مرهون بقدرتها على الحفاظ على استقلاليتها وطابعها الأوروبي العام وعدم الوقوع في أسر “عقلية المعسكرات” والعمل بعيداً عن ازدواجية المعايير لمصلحة جميع دول القارة الأوروبية.
وقال لافروف في رسالة وجهها إلى الأمينة العامة لمجلس أوروبا ماريا بيتشيفونيتش بوريتش بمناسبة مرور 25 عاماً على انضمام روسيا إلى هذه المنظمة ونشرت على موقع وزارة الخارجية الروسية الإلكتروني: “لا يجوز لمنظمة نشأت على أنقاض خلفتها الحرب العالمية الثانية أن تقف مكتوفة الأيدي أمام مظاهر مراجعة حقائق التاريخ وتعظيم أعوان النازيين”، مضيفاً: “إن تجربة السنوات الأخيرة أظهرت أهمية عدم تحول الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا إلى ساحة لتصفية الحسابات والامتناع عن فرض قرارات لم يتم تبنيها بالإجماع والحرص على بقاء نشاطات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان خالية من أي تحيز سياسي أو أيديولوجي”.
وانتقد لافروف المجلس بسبب صمته إزاء التمييز ضد أبناء الشعب الروسي والناطقين باللغة الروسية في أوكرانيا ودول البلطيق الثلاث، مشيراً إلى أن السلطات الأوكرانية تسعى لإزاحة لغات الأقليات القومية من حياة المجتمع ومن المؤسسات التعليمية بواسطة قانون اللغة الرسمية وقانون التعليم.
بدوره، أكد ممثل روسيا الدائم لدى المجلس الأوروبي إيفان سلطانوفسكي أن روسيا لن تنسحب من المجلس وأن الشائعات التي تنتشر بهذا الشأن عارية عن الصحة.
وقال سلطانوفسكي: “تروج وسائل الإعلام بانتظام لشائعات لا أساس لها بأن روسيا ستنسحب قريباً من المجلس الأوروبي ومثل هذا التصعيد في الموقف لا يفيد القضية المشتركة”، مضيفاً: “إنه وعلى مدى خمسة وعشرين عاماً من انضمامها إلى المجلس قدمت روسيا مساهمة حقيقية في عمله وهي مستعدة لتوسيع التعاون لمواجهة التحديات الجديدة لعموم أوروبا ولا سيما في مكافحة فيروس كورونا وضمال الوصول المتساوي للقاح إلى الجميع وهو الأمر الذي نعتبره ذا أولوية على مستوى العالم”.
وأوضح المسؤول الروسي أن التحديات والتهديدات التي تواجه عموم أوروبا تتزايد بشكل عام وفيما تسهم التكنولوجيا الجديدة بجعل حياة الناس أسهل إلا أنها في الوقت نفسه تسير جنباً إلى جنب مع انتهاكات حقوق الإنسان ومحاولات التلاعب وفرض القيود من قبل المطورين ومقدمي الخدمات وعمالقة الإنترنت.
في سياق آخر، أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسي أوفرشوك عن عقد اجتماع لمجموعة العمل الثلاثية حول إقليم قره باغ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان على مستوى نواب رئيس الوزراء بطريقة الفيديو كونفرانس غداً الاثنين.
وقال أوفرشوك: إن الأطراف المشاركة في المجموعة الثلاثية روسيا وأذربيجان وأرمينيا اتفقت على عقد اللقاء المقبل بطريقة الفيديو.
وأشار أوفرشوك إلى أن السلطات المختصة في المجموعة أوصت بإجراء جرد للمعاهدات الدولية المبرمة في إطار رابطة الدول المستقلة والمعاهدات الدولية المبرمة مع دول ثالثة بشأن تنفيذ النقل.