سورية تطالب مجلس الأمن بإجراءات حازمة لقمع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة
أكدت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالة وجهتها إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن أن سورية طالبت المجلس مراراً وتكراراً بإدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سيادة وسلامة أراضيها واتخاذ إجراءات حازمة وفورية لقمع هذه الاعتداءات ومساءلة كيان الاحتلال الإسرائيلي عنها.
وقالت الوزارة في رسالتها أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الساعة 22:16 من مساء يوم الأحد 28 شباط 2021 على ارتكاب عدوان جديد على أراضي الجمهورية العربية السورية وذلك عبر إطلاقها موجات متتالية من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل والتي استهدفت بعض المناطق في محيط العاصمة دمشق.
وأضافت الوزارة إن هذا العدوان الإسرائيلي الجديد جاء بعد يومين من قيام الطيران الحربي الأمريكي بشن عدوان غادر على سيادة سورية في محافظة دير الزور على الحدود السورية العراقية وفي ظل دعم وحماية الإدارات الأمريكية المتعاقبة وبعض الدول الغربية لـ (إسرائيل) والتغطية العمياء لاعتداءاتها المتكررة ومعرفة القيادة الإسرائيلية بأنها لن تكون في موقع المساءلة على جرائمها التي لا تحصى والموثقة في وثائق وقرارات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ومعظم المنظمات الدولية الأخرى.
وتابعت الوزارة: نفذ العدو الإسرائيلي عدوانه الصاروخي المشار إليه أعلاه مستنداً لادعاءات وأكاذيب ممنهجة باتت تستخدم من قبل كل المعتدين على سيادة سورية بمن فيهم المحتل الأمريكي والإسرائيلي علماً أن هذه الذرائع لا تعدو كونها إلا محاولات مكشوفة لممارسة التضليل وقلب الحقائق ولإخفاء مسؤولية (إسرائيل) عن نهجها العدواني الخطير وممارستها لإرهاب الدولة ودعمها المستمر للمجموعات الإرهابية المسلحة، وهي محاولة محكومة بالفشل كما سابقاتها لأن القاصي والداني أصبح يدرك حقيقة أن (إسرائيل) هي كيان مارق على الشرعية الدولية ويشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين ولا يقل خطره عن التهديد الذي يشكله تنظيما “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيان وغيرهما من التنظيمات المدرجة على قوائم مجلس الأمن ذات الصلة كتنظيمات إرهابية حري بالمجتمع الدولي كله التحرك لاستئصالها من أجل خير البشرية جمعاء.
وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن قبول المجتمع الدولي للمبررات الأمريكية والإسرائيلية لشن هذه الاعتداءات يعني تحويل العالم إلى غابة لا سلطان فيها للأمم المتحدة وميثاقها وقراراتها وللقانون الدولي وللأمن وللسلم في كل أنحاء العالم.
وقالت الوزارة تؤكد الجمهورية العربية السورية أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة عليها لم ولن تنجح في حماية شركاء (إسرائيل) وعملائها من التنظيمات الإرهابية كما لم ولن تفلح في إشغال الجيش العربي السوري عن استئصال شراذم الإرهابيين وأدوات (إسرائيل) الأخرى كما تؤكد سورية أنها لن تتوانى عن ممارسة حقها بالدفاع عن أرضها وشعبها وسيادتها بكل الطرق التي يكفلها ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي.
وأضافت الوزارة: لقد طالبت الجمهورية العربية السورية مجلس الأمن مراراً وتكراراً بإدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سيادة وسلامة أراضيها واتخاذ إجراءات حازمة وفورية لقمع هذه الاعتداءات ومساءلة (إسرائيل) عنها كما كررت الجمهورية العربية السورية تحذيرها (إسرائيل) من التداعيات الخطيرة لاعتداءاتها المستمرة هذه وأكدت أنها تتحمل كامل المسؤولية عنها.
وختمت الوزارة رسالتها بالقول: إيماناً من الجمهورية العربية السورية كعضو مؤسس للأمم المتحدة بدور الشرعية الدولية فإنها لا تزال تطالب مجلس الأمن مجدداً بأن يتحمل مسؤولياته في إطار ميثاق الأمم المتحدة وأهمها صون السلم والأمن الدوليين وأن يلزم (إسرائيل) باحترام قراراته المتعلقة باتفاقية فصل القوات لعام 1974 ومساءلة كل الأطراف التي تدعم الإرهاب وتشن الاعتداءات على السيادة السورية عن إرهابها وجرائمها التي ترتكبها بحق الشعب السوري والتي تشكل جميعها انتهاكات صارخة لميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن 242 و338 و350 و497 وكل القرارات والصكوك الدولية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب.
خبراء: العدوان الأمريكي دعم للتنظيمات الإرهابية
إلى ذلك، أكد الباحث الإسباني في الشؤون العسكرية مدير المعهد الجيوسياسي الاسباني خوان أنطونيو آغيلار أن العدوان الذي شنته القوات الأمريكية على مناطق في دير الزور على الحدود السورية العراقية يأتي في سياق أجندات المخطط الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف دولاً في المنطقة، وأوضح أن هذا الاعتداء كشف في وقت مبكر عن الوجه الحقيقي لإدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن كما يدل على أنه مهما تعاقبت الحكومات والإدارات الأمريكية فإن القاسم المشترك بينها والأولوية لها هي دعم الكيان الصهيوني وحمايته مع مخططاته.
وأدان آغيلار الوجود العسكري الأمريكي غير الشرعي في الأراضي السورية ودعم واشنطن للتنظيمات الإرهابية وميليشيا “قسد” التي تساعدها في سرقة ونهب النفط والثروات السورية وترهيب الأهالي كما أدان وجود قوات النظام التركي في شمال سورية.
من جانبه استنكر الباحث في الشأن السوري ورئيس الجبهة الأوروبية للتضامن مع سورية في إسبانيا كارلوس باث بشدة العدوان الأمريكي على الأراضي السورية مبينا أن هذا العمل انتهاك صارخ لمواثيق وأسس القانون الدولي، وأكد أن ما قامت به الولايات المتحدة على الحدود السورية العراقية دليل آخر على الدعم الأمريكي الواضح والعلني للتنظيمات الإرهابية في تلك المنطقة مشيرا إلى أن هذا العدوان هو رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها بأن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها يحاولون إطالة الأزمة في سورية إلى أقصى حد ممكن من أجل الحفاظ على مصالح “إسرائيل” داعياً إلى إخراج جميع القوات الأجنبية التي تتواجد بشكل غير شرعي على الأراضي السورية.
كما أكد موقع نارودني نوفيني الالكتروني التشيكي أن العدوان الأمريكي يمثل خرقاً واضحاً للقانون الدولي، فيما أشار الكاتب السلوفاكي ميخال هافران إلى أن ما فعلته الإدارة الأمريكية الحالية يظهرها بموقع مشابه للإدارات السابقة التي كانت تمارس الترهيب بالقوة العسكرية ضد العديد من الدول، ولفت إلى أن تنظيم “داعش” الإرهابي الذي هزمه الجيش السوري في المنطقة التي جرى فيها العدوان كان نتيجة طبيعية للسياسات الأمريكية في العراق بعد احتلاله وبالتالي فإن العدوان الأمريكي الجديد يستهدف إنعاشه في هذه المنطقة.