مجلة البعث الأسبوعية

الرياضيون السوريون بعد رسالة الرئيس الأسد.. مرحلة جديدة عنوانها تحقيق الإنجازات ورفع راية الوطن

“البعث الأسبوعية” ــ مؤيد البش

ما يخرج من القلب سيصب في القلب دون شك، ومن هذا المنطلق تلقى الرياضيون الرسالة التي وجهها السيد الرئيس بشار الأسد لهم بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس منظمة الاتحاد الرياضي العام، والتي نقلها لهم وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام خلال الاحتفالية التي أقيمت مساء الأحد الماضي في دار الأوبرا في دمشق.

رسالة السيد الرئيس نقلت الاحتفالية من حالة الرتابة والتقليدية إلى وضعية التحفز والترقب لبدء مرحلة جديدة قوامها التحضير الجيد، وتجاوز كل آثار الأزمة، وكل ذلك على طريق تحقيق الإنجازات التي باتت واجبة وحتمية في ضوء الاهتمام الاستثنائي والدعم اللامحدود الذي حظيت به الرياضة، وفق ما أكد عليه العديد من الرياضيين في المفاصل المختلفة.

 

مكرمة استثنائية

رسالة السيد الرئيس طرقت قلوب الرياضيين قبل أن تجاوز آذانهم، حيث لامس كلام سيادته شغاف الوجدان ورسم خريطة أمل بأن الواقع الرياضي يحظى باهتمام خاص، وفق ما أكده رئيس الاتحاد الرياضي العام، فراس معلا، لـ “البعث الأسبوعية”، ودعا معلا لأن تكون رسالة السيد الرئيس بوصلة عمل لكل الرياضيين، لاعبين وإداريين، بما تحمله من توجيهات ومعان تمجد البطولة الرياضية وتحض الرياضيين على بذل الجهود لتبقى راية الوطن مرفوعة.

وأشار معلا إلى أن كلام الرئيس الأسد سيحمل الرياضيين مسؤولية كبيرة في قادم الأيام، حيث سيكون المطلوب منهم أن يكونوا على قدر المأمول كون الرياضي الأخلاقي المتفوق – وفق ما وصفه السيد الرئيس – اللبنة القوية في بناء صرح الوطن.

وعاهد رئيس الاتحاد الرياضي العام السيد الرئيس بشار الأسد بأن يكون الرياضييون عند حسن ظنه، وأن يبذلوا الغالي والنفيس ليكون علم الجمهورية العربية السورية عالياً وخفاقاً في كل المحافل العربية والقارية والدولية.

 

ثقافة مجتمع

المكرمة الاستثنائية للرياضيين من السيد الرئيس عبر رسالته القيمة كرست الرياضة كثقافة مجتمع، وفق ما بينه أمين عام اللجنة الأولمبية ناصر السيد، كونها تقوي العلاقات بين أبناء المجتمع الواحد، وبالتالي تدعم أساسات المجتمع، وهي تسهم بشكل كبير في تقارب أبناء الثقافات، وتعارف الناس على بعضهم البعض، ويظهر ذلك واضحاً في البطولات الرياضية العالمية التي تجمع لاعبين من شتى بقاع العالم، فتعرف كل بعثة بثقافتها الخاصة، وهو ما يعود عليها بالنفع المعنوي، وبشكل غير مباشر بالنفع المادي. وتعتبر الرياضة وسيلة جامعة تعبر عن الرغبة في أن يسود السلام وتتوقف الحروب والصراعات التي تحطم أحلام وطموحات الرياضيين والشعوب على حدٍّ سواء، ولطالما ساهم رياضيونا في نشر هذا المفهوم في كل المحافل التي شاركوا فيها.

وأوضح السيد أن الرسالة ستضع الرياضيين أمام مسؤوليتهم في نشر الرياضة وقيمها وأخلاقها، والمساعدة في تأهيل الجيل الجديد وتخليصه من الآثار النفسية على الأقل الناتجة عن سنوات الأزمة.

 

حرص واهتمام

كما لفت أمين سر المجلس المركزي للاتحاد الرياضي عبدو فرح إلى أن ذكرى التأسيس الخمسين للمنظمة زادت تألقاً برسالة السيد الرئيس، فعندما يخص الرئيس الأسد الرياضيين بتوجيه رسالة لهم في عيدهم الذهبي فذلك دليل على حرص ومتابعة القيادة السياسية للرياضة والرياضيين المعول عليهم اليوم قبل الغد أن يضعوا أيديهم بأيدي بعض حتى ترتقي رياضتنا وترمم آثار الحرب الكونية على وطننا الحبيب ونحقق المزيد من الانجازات في الاستحقاقات القادمة لأن الرياضة ركيزة مهمة في بناء العلاقات الاجتماعية الحسنة ورفعة الأخلاق وصناعة الأبطال. وأوضح فرح أن رسالة السيد الرئيس تضمنت كاف شعارات المؤتمرات التي عقدت في السابق، وفي ذلك تأكيد على أن المطلوب في المرحلة القادمة تسخير كل الإمكانيات من أجل تحقيق الانتصارات ببناء الإنسان الرياضي الناجح المسلح بالتدريب الجيد والأخلاق العالية ليكون لبنة قوية في بناء صرح الوطن وعزته وكرامته واستمرار تطوره.

 

مضمون سام

وشدد رئيس اتحاد المصارعة محمد نور العلي على أن رسالة السيد الرئيس للرياضيين تعد استثنائية في توقيتها المهم مع بدء مرحلة رياضية متجددة من عمر المنظمة، وفي مضمونها السامي الذي كرم الرياضيين، مبيناً أن السيد الرئيس قدم أنموذجاً للرياضي الناجح الذي تتكامل عنده المعايير الأخلاقية والمواصفات الرياضية ليكون الرياضي السوري خير سفير لبلده في كل البطولات.

وأكد العلي أن الفترة المقبلة سيكون فيها الرياضيون متسلحين بكلام السيد الرئيس، وخاصة أن سيادته حضهم على بذل الجهود لتحقيق التواجد الفعال في كل البطولات عبر التدريب الجاد والالتزام الأخلاقي، لذلك سيكون جميع العاملين في القطاع الرياضي ملتزمين بهذه التوجيهات الكريمة حتى رفع علم الوطن عالياً.

واستذكر العلي كلام السيد الرئيس بأن الإنجازات الرياضية يجب أن تشكل حافزاً من أجل المزيد من الجهد لتطوير المستوى الرياضي من خلال التدريب المستمر وتوفير كل مستلزمات النجاح والتفوق.

 

مسيرة رائدة

الخمسون عاماً التي مرت من عمر المنظمة التي جاء تأسيسها وفق المرسوم 38، الذي صدر يوم 18 شباط من عام 1971، كانت مليئة بالعمل والإنجازات، وتكفي الإشارة إلى أن سورية كانت الحاضنة للكثير من الأحداث الرياضية الكبرى كدورتي الألعاب العربية الخامسة والسابعة عامي 1976 و1992، ودورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1987، والعديد من البطولات المهمة في مختلف الألعاب.

كما أن سجل المنظمة يضم ثلاث ميداليات أولمبية، وآلاف التتويجات القارية والعالمية في مختلف الرياضات الفردية والجماعية، إضافة لذلك استطاع الاتحاد الرياضي كمنظمة وطنية خلال سنوات الأزمة الحفاظ على تواجد الرياضة السورية على الخارطة الدولية، فلم تتوقف المشاركات والنجاحات رغم كل الظروف الصعبة، إلى جانب مساهمتها عبر رياضييها في الذود عن حمى الوطن في وجه قوى الإرهاب في السنوات العشر الماضية مقدمة نحو 500 شهيد في ساحات العزة والشرف.

 

ضيوف أعزاء

الاحتفالية حضرها عدد من الضيوف من الدول الشقيقة والصديقة ما أكد على المكانة الرفيعة التي تحظى بها سورية، ومنهم عضو مجلس الدوما الروسي رئيس اتحادات الألعاب الرياضية في روسيا الاتحادية مراد باريف، ومستشار المجلس الأولمبي التترستاني فيصل عاطف عبد الرؤوف حسن، ورئيس الاتحاد العربي لبناء الأجسام الدكتور عادل فهيم، والأمين العام للجنة الأولمبية الإيرانية كيكاوس سعيدي، وعضو اللجنة الأولمبية الإيرانية أصغر فرخي، ورئيس الاتحاد العربي للكيك بوكسينغ الدكتور باسل الشاعر، ومعاون رئيس الاتحاد العربي لبناء الأجسام قاسم كاظم الواسطي، وبطل مصر السابق بالسباحة محمد أيمن سعد.

إضافة لذلك، شهدت الاحتفالية تكريم عدد من الرياضيين البارزين الذين بصموا في تاريخ رياضتنا وسط ملاحظات على غياب عدد من الأسماء اللامعة عن التكريم لأسباب مجهولة.

 

أعلى سلطة رياضية

اليوبيل الذهبي للمنظمة جاء بعد أيام قليلة على اجتماع المجلس المركزي الذي يعد أعلى سلطة رياضية بعد المؤتمر العام، حيث وضع المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي خلاله رؤيته للمرحلة المقبلة، وتم التشديد على أن المشاركات في البطولات الخارجية ستكون لتحقيق المراكز الأولى ودخول أجواء المنافسة، وليس لمجرد التواجد الشرفي، وعلى اتحادات الألعاب الالتزام بذلك.

لكن الأكثر سلبية في المجلس كان عدم رفع إذن السفر بالنسبة للبطولات الداخلية بحجة عدم وجود اعتماد مالي في ميزانية العام الحالي، مع أن مقترح رفع قيمة إذن السفر تم الحديث عنه منذ بدء الدورة الرياضية الجديدة في شباط 2020. وعدم رفعه يؤكد كلام البعض بأن السبب هو وجود رغبة بتقليص عدد البطولات الداخلية كون ميزانية النشاط الداخلي تستهلك من ميزانية النشاط الخارجي!