الحب والرثاء في أمسية اتحاد الكتاب العرب
حمص- سمر محفوض
بدأ فرع اتحاد الكتّاب العرب بحمص الموسم الجديد لنشاطاته بأمسية شعرية شاركت فيها كوكبة من الشعراء، قدموا قصائد اتسمت بالوفاء والمحبة والإحساس بالفقد لأرواح أعلام الأدب والفكر والفن الذين غيّبهم الموت مؤخراً، لتأتي القصائد على شكل رسائل الحنين والاعتراف بعطاءتهم الفكرية المهمة.
الشاعر إياد خزعل والذي استهل الأمسية بقصيدتيه “تلاوة النهار” وصور من يوميات كورونا من شعر التفعيلة وقد تغلفت بمسحة فلسفية وإنسانية، تناول عدة مواضيع وجدانية كالحب والموت والفرح والألم وتناقضات الحياة، والقيم المطلقة من الحق والجمال والخير. ومن تلاوة النهار: (ماعاد لي دمع يسيل/ وساد صمت في عيوني/ ياربة الشعر العظيمة)، لتلقي الأديبة والشاعرة غادة اليوسف قصيدتها الطويلة المعنونة “البرية” من البحر البسيط وبمقطعين الأول على قافية الميم المكسورة التي ترمز إلى بدء الخلق، والثانية على قافية الراء المكسورة (برية الله لابرية العدم لك الملائكة خير الصحب والرحم). وقالت اليوسف: عاهدت نفسي منذ رحيل محمد بري العواني ألا اعتلي المنبر دون أن أخاطبه شعرياً، والقصيدة مهداة لروحه ولأرواح زملائها الأدباء محمد بري العواني ومعتصم الدالاتي ومصطفى خضر.
أما الشاعرة ريما خضر فقد قدمت عدداً من القصائد من ديوانها (على مرمى سنبلة)، “أقوال مأثورة” و”أريد لقلبي ما أريد” و”طريق الحنين الملون” تتضمن الحرب والحب بنفحة وجدانية وإنسانية عن الأمل والألم.
(إن كنت شاعراً على/ مقربة من حدسك/ فاحفظ نشيد الحروب/ لا ليلنا/ يشبه أحلام العبيد/ ولا نهارنا يضيء).
بينما اختار الشاعر طالب هماش باب الأمل من خلال قصيدته “قبل الليل وبعد الليل” التي حملت الجمهور إلى أجواء السهرات الصيفية الريفية المتسمة المحملة بالطيبة والعفوية عبر البحث عن موسيقا جديدة في التشكيل الشعري. ليأتي ختام الأمسية مع الشاعر غسان لافي طعمة بقصيدتين: الأولى بعنوان “السيرة الذاتية لعصفور الرمان” مهداة لروح الكاتب والمسرحي والموسيقي محمد بري العواني، وقصيدة بعنوان “ومضات” مهداة إلى روح الشاعر والناقد شاكر مطلق، وعبّر طعمة عن سعادته بعودة الأنشطة للاتحاد بعد فترة من الانقطاع وعودة التفاعل مع جمهور خاص يتسم بالنخبوية والاهتمام والمتابعة الثقافة، لافتاً إلى أنه خلال سنوات الحرب قد أرّخ شعرياً للعدوان على الوطن، وأن ذلك يتبدى من خلال منتجه الإبداع والفني خلال السنوات العشر الأخيرة.