السيستاني خلال لقائه البابا فرنسيس: تضافر الجهود لتثبيت قيم التآلف والتعايش السلمي
في لقاء تاريخي، اجتمع البابا فرنسيس بالمرجع الديني السيد علي السيستاني في مدينة النجف الأشرف جنوب العراق. ولفتت مصادر إلى أن اللقاء الذي كان مغلقاً استمر لساعة واحدة وبعيداً عن الإعلام، مشيرة إلى أن محافظ مدينة النجف عقد لقاء مع رئيس حكومة الفاتيكان، وبعدها غادر موكب البابا فرنسيس النجف القديمة متوجهاً إلى مدينة أور في ذي قار.
وبعيد اللقاء أفاد بيان لمكتب السيستاني أن “الحديث دار خلال اللقاء مع بابا الفاتيكان حول التحديات الكبيرة التي تواجهها الإنسانية في هذا العصر.
وتحدث البيان عما “يعانيه الكثيرون في مختلف البلدان من الظلم والقهر والفقر والاضطهاد الديني والفكري وكبت الحريات الأساسية وغياب العدالة الاجتماعية، وحروب وأعمال عنف وحصار اقتصادي وعمليات تهجير وغيرها، ولا سيما الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة”، وأشار إلى “الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من هذه المآسي، وما هو المؤمل منها من حثّ الأطراف المعنيّة، ولا سيما في القوى العظمى، على تغليب جانب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب، وعدم التوسع في رعاية مصالحهم الذاتية على حساب حقوق الشعوب”.
كما أكّد السيستاني “أهمية تضافر الجهود لتثبيت قيم التآلف والتعايش السلمي والتضامن الإنساني في كل المجتمعات، مبنياً على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين أتباع مختلف الاديان والاتجاهات الفكرية”، ونوّه إلى مكانة العراق وتاريخه المجيد وبمحامد شعبه الكريم بمختلف انتماءاته، وأبدى أمله بأن يتجاوز محنته الراهنة في وقت غير بعيد، وأكّد اهتمامه بأن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام وبكامل حقوقهم الدستورية، وأشار الى جانب من الدور الذي قامت به المرجعية الدينية في حمايتهم وسائر الذين نالهم الظلم والأذى في حوادث السنين الماضية، ولا سيما في المدة التي استولى فيها الارهابيون على مساحات شاسعة في عدة محافظات عراقية، ومارسوا فيها أعمالاً اجرامية يندى لها الجبين.
وتمنى المرجع الديني لبابا الفاتيكان وأتباع الكنيسة الكاثوليكية ولعامة البشرية الخير والسعادة، وشكره على تجشمه عناء السفر الى النجف للقيام بهذه الزيارة، وفقا للبيان.
هذا وقد رفعت في شوارع النجف لوحات عليها صور البابا فرنسيس والسيد السيستاني وصفت اللقاء بالتاريخي.
وحطت طائرة بابا الفاتيكان في مطار النجف صباح اليوم السبت. وسيعود البابا اليوم ظهراً إلى بغداد لإقامة قداس في كاتدرائية القديس يوسف الكلدانية في المدينة، على أن يستكمل سفره إلى المدن العراقية غداً الأحد ضمن جدول زيارته.
ووصل البابا فرنسيس صباح أمس الجمعة إلى بغداد ليبدأ زيارته التاريخية للعراق تستمر ثلاثة أيام. وفور هبوط طائرة البابا فرنسيس في مطار بغداد، استقبله رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. ثم توجه البابا إلى قصر بغداد وكان في استقباله الرئيس العراقي برهم صالح.
وأقيمت مراسم الاستقبال الرسمية حيث عزف النشيد الوطني العراقي ونشيد الفاتيكان بحضور رسمي وديني.
وأعرب بابا الفاتيكان أمس عن “امتنانه” لفرصة قيامه “بهذه الزيارة الرسولية التي طال انتظارها”، وقال “جئت حاجاً لأشجع على شهادة الإيمان والرجاء والمحبة”، وقال “أنا هنا بصفتي تائباً، أرجو المغفرة لكل هذا الدمار، وحاجاً يحمل السلام”، داعياً إلى “وضع حد لانتشار الأسلحة في كل مكان، ولوقف المصالح الخاصة ولإعطاء مجال للتسامح”.