دبلوم العلوم السينمائية في دفعته الخامسة
احتفت المؤسّسة العامة للسينما مؤخراً بتخريج طلبة دبلوم العلوم السينمائية وفنونها في موسمه الخامس بدار الأسد للثقافة والفنون، وباركت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح للخريجين بالعلم الذي اكتسبوه والتأهيل الذي حصلوا عليه ووفَّرته لهم بلدهم، مؤكدة أننا سنخرج من هذا الكابوس لنصل إلى ما نبغي وإلى وطن آمن وجميل، يجمعنا فيه الحب والألفة والأرض التي أكلنا وشربنا من خيرها، متمنية أن ينتقلوا إلى ما هو أعلى في المرحلة القادمة من أجل كلّ من يحلم بالحصول على تأهيل سينمائي أكاديمي رفيع دون أن يحتاج إلى السفر، مبينة في تصريحها للإعلاميين أن وزارة الثقافة استحدثت الدبلوم كمرحلة أكاديمية تمهيدية لمحبّي العمل السينمائي والراغبين بالانطلاق في هذا الميدان، لكن اليوم نأمل أن ينتقل الخريجون من هذه المرحلة إلى مرحلة أكاديمية في المعهد العالي للسينما الذي استحدثته وزارة الثقافة مؤخراً من خلال دفعات جديدة مؤهلة ستفتح آفاقاً جديدة في الصناعة السينمائية السورية.
إنجاز مهم
وبيَّن المدير العام للمؤسسة العامة للسينما مراد شاهين أن انخراط الشباب السوري في صلب العالم السينمائي كان هدفاً مهماً من أهداف المؤسسة، وضرورة ملحّة لضمان استمرارية هذه العملية بشكل يعبّر بكل أمانة عن الهوية الجامعة لأبناء المجتمع السوري، فكان العمل معهم من خلال دورات ذات طابع سينمائي معرفي تغنيهم وتشبع حاجتهم في مثل هذا النوع من المعارف ليكونوا قادرين على الاستخدام الأمثل لأدواتهم الإبداعية في العمل السينمائي. من هنا كانت فكرة دبلوم العلوم والفنون السينمائية الذي حقّق إنجازاً مهماً على صعيد نشر مفردات هذه الثقافة وكيفية العمل على تطويرها، إيماناً من وزارة الثقافة بضرورة دعم الشباب السوري الذي يتمتّع بالموهبة والكفاءة في العمل الثقافي وضرورة خلق الظروف الملائمة لذوي المواهب وأصحاب الملَكات والعمل معهم من خلال إتاحة الفرص المناسبة لهم للتعبير عن مواهبهم وإبراز قدراتهم، ليكونوا أداة فعّالة في مستقبل الثقافة السورية في كافة مناحيها. وتمنّى شاهين للخريجين النجاح والكثير من الجهد والعمل على تطوير الذات والأدوات والعمل على اكتساب المزيد من المعارف والمهارات والثقافات والخبرات، وإثبات الذات والبحث عن معالم الهوية الذاتية لكل واحد منهم.
تجربة ناجحة في ظل الحصار
وأشار الأديب حسن م يوسف في تصريحه لـ”البعث” وهو الذي واكب رحلة الدبلوم منذ سنته الأولى كأستاذ فيه إلى أن خريجيه الشباب أغنوا حياتنا الفنية، ونجح عدد منهم في الحصول على جوائز ذهبية في المهرجانات العربية والدولية، مؤكداً أن الدبلوم كان تجربة ناجحة في ظل الحصار المفروض على بلدنا والذي يمنع شبابنا من السفر لإكمال دراستهم في تخصصات يحبونها، مبيناً أنه يؤمن بالشباب، وهو سعيد لأنه كان جزءاً من حياتهم خلال السنوات الخمس الماضية، وهو متأكد أنهم قادرون على صنع إنجازات في حياتنا الفنية إن أكملوا تجربة الدبلوم بالممارسة الفعلية واكتساب المزيد من المعارف والمهارات، مشيراً إلى أن الحياة ظلمتهم وهم يخوضون معارك لاتزال تستعر منذ عشر سنوات وقد قدموا تضحيات كثيرة. وختم م. يوسف تصريحه موضحاً أن التجارب أثبتت أن الدراما السورية والفنون الدرامية البصرية لعبت دوراً في الدفاع عن وجود سورية إلى جانب الجيش العربي السوري، لذلك يجب علينا تعزيز الصناعة الدرامية لأنها تقدمنا إلى العالم، ولذلك فهي تحتاج إلى فنانين وفنيين لتعميق تجاربنا ولتستعيد الدراما السورية ما سرقته منها الحرب.
جديرون بالمتابعة
وأشار د. سمير جبر المدرّس في الدبلوم إلى الأهمية الكبيرة للدبلوم الذي استحدثته وزارة الثقافة والمؤسسة العامة للسينما وهو المعنيّ بتخريج كوكبة من المواهب السينمائية الشابة على مستوى عالٍ، ورأى أنهم جديرون بالمتابعة لأنهم يمتلكون أحلاماً وطموحات كبيرة سيحققونها بالجدّ والعمل وهي تصبّ في مصلحة السينما السورية.
لغة التواصل
وأكد طبيب الأسنان د. قصي صالح وهو أحد الخريجين أن وجود الدبلوم أتاح له الفرصة لدراسة العلوم السينمائية التي هي لغة التواصل بين الشعوب، وهي اللغة التي تؤثر فينا وتحرك مشاعرنا الشخصية بفعل الصورة والكلمة والموسيقا، مبيناً أن الدبلوم كان محطة مهمّة في حياته وهو يستعد لإنجاز فيلم يترجم من خلاله ما تعلّمه في الدبلوم.
وفي نهاية الحفل الذي أخرجه عوض القدرو وأحيته سوريانا وشهرزاد للمسرح الراقص، قدم مراد شاهين المدير العام للمؤسسة درعاً تكريمية للسيدة الوزيرة تعبيراً عن الدعم الكبير الذي تقدمه. وحضر حفل التخريج أندريه معلولي مدير عام دار الأسد للثقافة والفنون وأساتذة الدبلوم، إضافة للطلاب الخريجين وأهاليهم والمهتمين بالشأن السينمائي ووسائل الإعلام.
أمينة عباس