“مارقون”.. و”أُصلاء”..!
حسن النابلسي
بات مشهد الاستعراض اليومي لمن يدّعون أنهم “رجال أعمال” عبر منصة الفيس بوك مملاً، وخاصة أولئك الذين يجترون أفكارهم وأفكار غيرهم من خلال ما ينشرونه بين الفينة والأخرى بطريقة سطحية معتقدين أنهم بذلك ينتشلون “الزير من البير”، وأن ما يطرحونه يندرج ضمن سياق “الاستثنائي”، محمّلين في الوقت ذاته في طيات ما يسطّرونه من “مقالات” -هي في الحقيقة أقرب إلى خواطر شخصية استعانوا بالغير لكتابتها- الحكومة مسؤولية التقصير، ويبثون من خلالها “النُصح الرشيد لها” من وجهة نظرهم القاصرة..!.
يا من تقدمون أنفسكم كـ”رجال أعمال”.. إن كنتم جادين فعلاً بوضع بصمات طيبة لكم في هذه المرحلة بالذات، ابتعدوا أولاً عن المضاربة بسعر الصرف، وأنأوا بأنفسكم ثانياً عن التهريب، واقبلوا ثالثاً بهامش ربح منطقي لما توردونه بموجب إجازات الاستيراد النظامية، وأقبلوا رابعاً على الاستثمار بكل جدية في هذا البلد المتعطش للاستثمار على الصعد كافة، ونعتقد أن برنامج إحلال بدائل المستوردات فرصة ذهبية لكل من يرغب بالاستثمار الحقيقي..!.
كفاكم تنظيراً لا يغني ولا يسمن من جوع.. فأنتم غير مقتنعين بما تكتبون.. وقد كنا شاهدين في أكثر من موقف واجتماع وورشة عمل ومؤتمر بحضور الحكومة وجهاتها المعنية بالشأن الإنتاجي والاستثماري.. وأثبتم عدم جديتكم بالتعاطي مع البنية الإنتاجية.. وبالتالي أنتم مجرد “مارقين” على الساحة الاقتصادية..!.
بالمقابل، لا ننكر وجود رجال أعمال حقيقيين وإن كانوا قلة إلى حد الندرة، يعملون بصمت، وإذا ما أرادوا الحديث فإن حديثهم لا يخرج عن سياق المنطق ولاسيما لجهة التشخيص الدقيق لمكامن التقصير الحكومي والخلل الاستثماري، وطالما أحرجوا المفاصل التنفيذية بمداخلاتهم، وبما أرسلوه من كتب رسمية للحكومة تتضمّن مطالب ومقترحات كفيلة بإنعاش البنية الإنتاجية كلها، وأثبتوا أكثر من مرة أنهم “أصلاء”.. لِمْ لا.. وثرواتهم لا تشوبها شائبة.. وأقوالهم مقرونة بأفعالهم؟!.
أخيراً، نعتقد أن الحكومة تعي تماماً من المقصود، وقد أسرّ لنا بعض المفاصل التنفيذية من الصف الأول بأن بعضاً ممن صنفناهم بخانة “المارقين” قد تجاوز حدوده وتم لجم جماحه..!.
hasanla@yahoo.com