في يوم المرأة.. الأسيرات الفلسطينيات يتعرّضن لأبشع أشكال التعذيب
وثقت تقارير حقوقية رحلة العذاب والألم والمعاناة التي تمر بها الفلسطينيات عند اعتقال قوات الاحتلال لهن حيث يتعرضن لأبشع أشكال التنكيل والتعذيب النفسي والجسدي إضافة إلى الإهمال الطبي المتعمد والعزل الإنفرادي والحرمان من زيارة ذويهن لهن ومن احتضان أبنائهن.
وقد أوضح نادي الأسير الفلسطيني في بيان له بمناسبة يوم المرأة العالمي أن الاحتلال يعتقل 35 فلسطينية بينهن 8 جريحات أصبن بالرصاص خلال عمليات الاعتقال و11 لديهن أطفال ومحرومات من رؤيتهم لافتاً إلى أن الأسيرات تواجهن كجميع الأسرى منذ بداية انتشار وباء كورونا عزلاً مضاعفاً جراء منع زيارات ذويهن وأنه رغم المطالبات المتكررة للاحتلال على مدار العام الماضي بالسماح لهن بالتواصل هاتفياً مع أسرهن إلا أنه يرفض الاستجابة.
وأشار البيان إلى الأوضاع الصعبة للأسيرات المريضات وتحديداً الجريحات جراء مماطلة الاحتلال المتعمدة في تقديم العلاج لهن وأن أكثر الحالات صعوبة وخطورة هي حالة الأسيرة إسراء الجعابيص التي تحتاج إلى سلسلة عمليات جراحية في اليدين والاذنين والوجه وإلى بدلة خاصة بعلاج الحروق.
من جانبها قالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة: إن هذا اليوم يأتي في ظل معاناة متزايدة للمرأة الفلسطينية فهي الشهيدة والجريحة والأسيرة وجزء من الحركة الوطنية وانخرطت في كل الميادين في مقاومة الاحتلال لافتة إلى أن انتهاكات الاحتلال المستمرة بحق الأسيرات داخل المعتقلات لم تنل من عزيمتهن وصمودهن وكن مثالاً للمرأة الفلسطينية البطلة التي قدمت وماتزال أروع أساطير التضحية والفداء من أجل فلسطين.
ميدانياً، أصيب اليوم عشرات الفلسطينيين جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مظاهرة مناهضة للاستيطان جنوب مدينة الخليل في الضفة الغربية كما اعتقلت تسعة عشر فلسطينياً خلال اقتحامها مناطق متفرقة في الضفة.
و ذكر مصدر أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز السام باتجاه الفلسطينيين المشاركين في المظاهرة احتجاجا على تجريف أراضيهم في بلدة يطا جنوب الخليل لتوسيع إحدى المستوطنات.
الى ذلك أوضح المصدر أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة طوباس وسط إطلاق الرصاص ما أدى إلى إصابة شاب برصاصة في ساقه، واقتحمت حي أم الشرايط في مدينة البيرة وسط إطلاق قنابل الغاز السام ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق، كما اقتحمت مدينتي الخليل وجنين ومخيم عائدة في بيت لحم وبلدتي بير زيت ورأس كركر في رام الله وبلدة بيت دقو ومخيم شعفاط في القدس المحتلة واعتقلت خمسة عشر فلسطينياً.
إلى ذلك اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيتين خلال قمعها فعالية بمناسبة يوم المرأة العالمي في بلدة الطور بمدينة القدس المحتلة.
وذكرت وكالة معاً أن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة واعتدت على المشاركات في معرض تراثي أقيم في نادي جبل الزيتون بالتعاون مع المركز النسوي بالطور واستولت على ملابس فلسطينية تراثية ومحتويات المعرض واعتقلت مديرة مركز الطور النسوي إخلاص الصياد ومنال ابو سبيتان ذلك في الوقت الذي يحتفل فيه العالم أجمع بيوم المرأة.
في الأثناء ، دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الفلسطينية، “للأخذ على محمل الجد، تصريحات وزير شؤون الاستيطان في حكومة دولة الاحتلال، وتأكيده عزم “إسرائيل” على ضم “أجزاء من الضفة الغربية” من خلال تطبيق القانون الإسرائيلي على المستوطنات، ومحيطها، والطرق الالتفافية وغيرها من المواقع العسكرية والتي تصل في مجموعها إلى أكثر من 60% من مساحة الضفة، بما في ذلك غور الأردن وباقي المناطق الاستراتيجية عسكرياً واقتصادياً وجغرافياً”.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين وعمليات التهجير القسري وخاصة في مدينة القدس المحتلة والأغوار بالضفة الغربية لإفراغها من الوجود الفلسطيني وتنفيذ مخططاته الاستيطانية وتهويدها.
وأوضحت الخارجية في بيان اليوم أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل جرائمه بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم وهدم منازلهم وتدمير وتخريب آبار وخطوط المياه كما حدث اليوم في بلدة بني نعيم شرق مدينة الخليل وحرمانهم من الكهرباء وتجريف أراضيهم كما يحدث في مسافر يطا والأغوار.
وشددت الخارجية على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته واتخاذ إجراءات حاسمة لوقف الاحتلال جرائمه بحق الفلسطينيين مؤكدة أن الصمت الدولي المريب على هذه الجرائم والانتهاكات يرتقي لمستوى التواطؤ معها والتغطية عليها.
وأشارت الخارجية إلى أن قرار المدعية العامة للجنائية الدولية فتح تحقيق رسمي بجرائم الاحتلال يشكل بارقة أمل للشعب الفلسطيني.