ما بين نادي الشعر العربي ونادي المثقفين
البعث- نزار جمول
يبدو أن الثقافة أضحت في صالون سلمية الثقافي حالة متجذّرة، كما أن الشعر بدا وكأنه ثورة لا بد أن ينطفئ لهيبها وتذوب نارها في الأحاسيس المرهفة، فنادي الشعر العربي الأصيل الموزون لم تخلُ قصائده من الصور الوجدانية ونادي المثقفين لم يتخلَ عن الشعر الذي بدأ يتلمّس حقيقته المتنوعة ما بين القصة والنثر والموسيقى، فمن سيمتزج بالآخر لكي ينتج هذا الصالون المزيد من الثقافة والمتعة والفائدة؟.
الشعر العربي ينضح حباً
ما زال نادي الشعر العربي الأصيل في صالون سلمية الثقافي يستقطب الشعراء ويحفزهم على نظم الشعر الموزون، بهدف إعادة الألق لهذا النوع الأصيل من الشعر ببحوره المتعدّدة. وفي الجلسة السابعة حرص مدير النادي الشاعر وعد أبو شاهين على دغدغة كل المشاركين من خلال قصيدته “نادي الشعر2” التي وصف بها ببيت منها لكل شاعر ولكل حاضر ولكل صحفي مشارك ويقول فيها:
جمال الشعر في عتم الليالي يزينهـــــا ملاقـــاة الغــوالي
وهــــذا القول محمول برمز لمن حضروا بقصد للوصال
ولا استثناء في قولي ونطقي ســــأذكرهم ولكن لن أغالي
وانطلقت الأمسية من خلال الشاعرة آمنة طالب التي قدمت الشعراء بطريقة شعرية أخاذة، والبداية كانت مع الشاعر محسن عدرة الذي ألقى قصيدتيه “شركائي- قصة أمس”، وليقرأ الشاعر عبد العزيز مقداد ثلاث قصائد “خيبة، سمّو الحب، سلمية”، وألقى الشاعر الشاب جمال حمزة قصيدتين “محاولات شعرية ورثائية لوالده”، ثم قرأت الشاعرة فداء إبراهيم قصيدتين، ليأتي دور الشاعر أيمن ياغي بلغته العربية الجميلة من خلال قصائده الثلاث “أنين العمر، راسم الأشعار، شهد الهوى”، وقدمت الشاعرة لينا الخطيب أربع قصائد “يا غزال الغاب، يا عازف الأشجان، أزمعت الرحيل، دوحة الحب”، وليأتي دور الشاعر القدير خالد بدور الذي ألقى ثلاث قصائد بالطريقة الارتجالية من ذاكرته التي تختزن كل أشعاره “وطني، الزمن الصعب، نغم الحياة” ونختار بعضاً من أبيات قصيدته وطني:
وطني أحبه ســالماً ومعــــــافى وبحب أهــلك نطرد الأغرابَ
ما زلتَ من زمن محطة روحي كي يجعلوك مقســــــماً ويبابا
واختتم الشاعر أمين حربا مشاركات منبر الشعر العربي الأصيل بقصيدته “شآم”، ثم اختتم الأمسية الشاعر الشعبي “الفلاح” إسماعيل الآغا بقصيدته “سميتك وعد” التي غناها بصوته العذب.
وفي ختام الأمسية التقت “البعث” الباحث الشاعر خالد بدور الذي اعتبر صالون سلمية الثقافي ملتقى مهماً يجمع كل الأطياف الثقافية الأدبية والشعرية، وهذا الأمر يحضر لمواهب جديدة لكي يقدموا أنفسهم من خلال هذا الصالون، ونادي الشعر العربي الموزون في هذا الصالون هو اختيار دقيق لأنه يحافظ على كيان اللغة العربية واستمراريتها بكل مكوناتها. وعبّر بدور عن سعادته بوجود شعراء من المواهب، ولكن كل شاعر منهم يحتاج للمزيد من القراءة والمطالعة، واعتبر إلقاء القصيدة الشعرية يجب أن يكون ارتجالاً وليس قراءةً، مبيناً أن سلمية ستبقى ولادة للشعر إذا قدمت المواهب نتاجها من خلال الاهتمام بالأدب والشعر.
ودأب نادي المثقفين على استقطاب رواده في مدينة سلمية ومن المحافظات الأخرى، كما استقطب شعراء من العراق الشقيق في أنواع متعدّدة من الثقافة في الشعر بأنواعه والقصة والفن والغناء والموسيقا، والجلسة الأخيرة حاولت مديرته الشاعرة فاتن حيدر أن تكوّن للنادي خصوصية ثقافية مختلفة من خلال الشعر والقصة القصيرة والنثرية، فكانت البداية مع الشاعرة آمنة طالب بقصيدتين “فراق واشتياق، قيثارة عمري”، ثم قرأ الشاعر الشاب سعد حيدر قصيدتين “أنتظر غابة، نداء خفي”، وليأتي دور الشاعرة ثناء الأحمد بقصيدتيها “غرناطة، أحتاجكَ”، وقدّم الشاعر وعد أبو شاهين قصيدتين موزونتين “الصديق، فشة خلق”، وقدّمت القاصة سهير مصطفى قصصها القصيرة جداً “التقاطة، إصرار، جدل، مفارقة” ونصين نثريين “أعتاب القهر، عروسة الحزن”، وقرأ الشاعر إياد زهرة قصيدتين باللهجة المحكية “نخلة العمر، قلتلها”، وقدّمت القاصة ماجدة قلفة نفسها كشاعرة من خلال نصيها النثريين “رحلة عمر، أبحث عن امرأة”، ثم قرأت مديرة النادي الشاعرة فاتن حيدر قصيدة للشاعر العراقي كريم المفرجي بعنوان “سندباد” نقتطف بعضاً من أبياتها:
هو كالسندبادِ تغاضى موجُ حنينه وبلوحه المنثورِ عمرٌ يُحصـــدُ
هو لم يزلْ يرنو إلى كـــبدِ المنى فلعلَّ من شـهبِ الحقيقةِ يكبـــدُ
ثم قدم الشاعر الشعبي “الفلاح” مغناة “صقر الهوى” و”يا ورد أحمر”، واختتم المشاركات الشعرية الشاعر أمين حربا بقصيدته “حُلم”، ليختتم هذه الأمسية الملحن الموسيقي بقصيدة لحنها وغناها للشاعرة فاتن حيدر بعنوان “فكَّ قيدي”.
وعن نادي المثقفين في هذا الصالون أوضحت ماهيته مديرته الشاعرة فاتن حيدر باعتباره يضمّ أكبر نخبة من المبدعين في الشعر والقصة وغيرها، وأكدت حيدر أن التطور هو عنوان هذا النادي من خلال استقطاب كل الفعاليات ليس من سورية فحسب بل من كل الدول العربية وحتى العالمية.