مسابقة المسرّحين.. إجراءات مؤتمتة وسريعة لتعيينهم والاستفادة من طاقاتهم؟!
بعد سنوات من الكد والتضحية، وبعد معاناة طويلة في حربهم على الإرهاب، وبعد أن بدأ قطاف الثمار في الاستقرار والأمان الذي ساهموا بتحقيقه، تقوم الحكومة، وبتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد، ببدء خطة شاملة لزج الشبان المسرحين في كافة عمليات التنمية وإعادة الإعمار، وتأمين فرص العمل لكافة المسرحين من الخدمتين الاحتياطية والإلزامية، بإشراف من وزارة التنمية الإدارية، والاستفادة من طاقاتهم بمختلف المجالات في كافة الجهات العامة بمواقع عمل فعلية من خلال مسابقة المسرحين، كما تم تشكيل لجنة برئاسة وزيرة التنمية الإدارية سلام سفاف لمراجعة أنظمة التعيين، وإجراءات المسابقات، وتبني نموذج قائم على مركزية المسابقات، وتبسيط إجراءاتها، واختصار الوقت والتكاليف المادية، والاعتماد على القابلية الوظيفية كمعيار في انتقاء الناجحين بدلاً من قياس المعلومة الذي كان سائداً في النظام القديم.
التعيين حسب الجهد
وزيرة التنمية الإدارية سلام سفاف خلال أحد الاجتماعات في وزارة الإدارة المحلية، بحضور مديري التنمية الإدارية لدى الجهات العامة، والأمناء العامين في المحافظات، أكدت أن مسابقة المسرحين تم إنجازها بعد عام كامل من التحضيرات بالتعاون مع جميع مديري التنمية في الوزارات والشركات العامة المركزية، وفي المحافظات، وبالتعاون مع الأمناء العامين في المحافظات، وقد تم بعد المسابقة فرز الفئة الأولى من المسرحين وفق الاحتياجات الفعلية بموجب بطاقات وصف وظيفي منظّمة من كافة الجهات العامة، وهي أول مسابقة عامة تجرى بمراكز عمل موصفة، أي أن الناجح في المسابقة يتم تعيينه في المكان الذي تم التسابق عليه حصراً وفق جهد المتسابق، ودون وجود أية عوامل أخرى، أو تدخل أو صدفة، بل على العكس، هناك متسابقون كانوا يأملون بالرغبة الثالثة التي سجلوها في المسابقة، ففوجئوا بحصولهم على الرغبة الأولى كونه تم اختيار الأجدر والأكفأ وفق علامات النجاح في الامتحان المؤتمت للمسابقة كمعيار أساسي، ومعدلات التخرج الجامعية، كما أوضحت سفاف أن البطاقات تم رفعها من الجهات العامة عبر مديري التنمية لديهم، وتم تعديل بعضها من قبل وزارة الإدارة المحلية كي تستكمل إجراءات التعيين بسلاسة، ولضمان حقوق كافة المسرحين الناجحين في المسابقة.
إعفاء المدير غير المتعاون
ودعت سفاف لتسهيل كافة إجراءات تعيين المسرح والتعاون معه، وأكدت أنها تقوم بشكل يومي برصد شكاواهم حول المسابقة عبر تواصلهم مع صفحات التواصل الاجتماعي لوزارة التنمية، كما أكدت أنها ستقوم باقتراح إعفاء أي مدير تنمية لم يثبت تعاونه مع المسرحين ضمن المسابقة، أو قام بعرقلة إجراءاتهم، وقصّر في التواصل مع إدارته المركزية، ومع الأمناء العامين في المحافظات للإحاطة بكافة شؤون الملف، أو عدم حصوله على التقييم الجيد ضمن مهامه الموكلة إليه، باعتبار أن مديري التنمية تابعون فنياً للوزارة، وسيتم تقييمهم بشكل دوري من قبلها، وسيعتبر التعاطي مع ملف المسرحين المؤشر الأساسي في التقييم، وكل شكوى ستقدم بحق أية جهة ستعتبر نقطة سلبية على أدائها، ودعت كافة مديري التنمية للتحرر من عقليات البريد الورقي والدواوين القديمة، ومتابعة القرارات والتوجيهات بشكل لحظي وسريع عبر مجموعات التواصل الاجتماعي المفتوحة بينهم وبين وزارة التنمية، خاصة أنه سيتم تطبيق منظومة الـ (لاتش- آر) الحديثة والمؤتمتة في منتصف العام الحالي، كما طلبت منهم إعداد جداول أسبوعية بأسماء المسرحين الذين يتقدمون للمسابقة عبر مجموعة التواصل الاجتماعي، ودون الحاجة لإرسالها بالبريد العادي، خاصة أن عدد المسرحين المتقدمين بلغ 30 ألفاً، وسيتم تعيين 1700 مسرّح من الفئة الأولى حالياً، ومن المتوقع أن يبلغ العدد في الفئات الأخرى حوالي 7000 كحد أدنى لكل فئة، يتركز معظمهم في محافظتي طرطوس واللاذقية، وأبدت استعدادها لتقديم الدعم اللازم لهم، كما طلبت من أية جهة تواجه نقصاً في الاعتمادات المالية لتعيين المسرحين أن تقوم برفع كتاب عاجل للوزير المعني ليرفعه بدوره إلى رئيس مجلس الوزراء لتأمين هذا الاعتماد كونه صدر قرار حكومي بإضافة الاعتمادات اللازمة لتعيين الناجحين من المسرحين، لأن الاعتمادات رصدت لهذا العام حسب عدد الموظفين الموجود فقط، وأكدت أنه لن يتم قبول ورود اسم أي مسرّح دون تعيين إلا إذا تقدم باعتذار خطي عن تعيينه مرفقاً بصورة هويته، وهناك على المقلب الآخر طلبات لوظائف موصفة، واحتياجات جديدة تمت إضافتها مؤخراً من قبل عدد من الوزارات إلى بقية الفئات بتوجيه من رئاسة مجلس الوزراء، وأكدت سفاف أنه من الضروري طلب وزارة الإدارة المحلية من الأمناء العامين في المحافظات تنظيم تقارير عن حالة التعيين مع الجهات الموجودة في المحافظات وفق نموذج أعدته وزارة التنمية، فهم حزام الأمان فيما يتعلق بأمور تعيين المسرحين.
المباشرة معيار صدقنا
وزير الإدارة المحلية حسين مخلوف شدد على ضرورة التعاون مع جميع المسرحين، وأنه لا يجب أن ترد أية شكوى من أي مسرّح بحق أي مدير أو مفصل إداري في وزارة الإدارة المحلية لم يتابع إجراءات مباشرة المسرحين لعملهم، مؤكداً أن الخدمة المخلصة والصادقة لهذا الملف تتم عندما يحصل جميع المسرحين على أمر المباشرة في عملهم، فالجميع بحاجة لطاقاتهم، وبحاجة لليد العاملة، وقد سهّلت هذه المسابقة إجراءات الحصول عليها بشكل مؤتمت ومنصف للجميع، واليوم نحن بصدد الحصول على أفضل النتائج، كما أكد مخلوف على ضرورة قيام كل مفصل بواجباته بدقة دون الطلب من المسرّح بأن يراجع وزارة التنمية للحصول على الأوراق المطلوبة، أو غيرها من الإجراءات، فهذا الطلب يعني فشل هذا المفصل بواجباته ومهامه، وعليه ألا يترك المسرّح بحلقة مفرغة، ومتابعة كافة المعلومات المتعلقة به بالتنسيق مع الإدارات المركزية، وفيما يخص استكمال أوراق المسرّح، أوضح مخلوف أن مراكز خدمة المواطن تابعة للوزارة، وهي تمنح معظم أوراق المسرّح، ووجّه على ضرورة استكمال هذه الأوراق من قبل الوزارة بموجب قوائم جماعية بأسماء هؤلاء المسرحين، مع استعداد الوزارة أيضاً لدفع رسوم هذه الأوراق بالكامل، وبالنهاية نحن لا نخدم المسرّح فقط، بل نخدم الإدارات أيضاً، لأن لديها شواغر وفراغات بحاجة لتملأ، والجميع معني بهذا الموضوع، كما طلب مخلوف من الأمناء العامين في المحافظات تنظيم تقارير أسبوعية عن حالة التعيين والمراجعين، والإحصائيات، والمشكلات التي تعترض ملف التعيين، وحول ما تم إنجازه وما لم يتم إنجازه مع الجهات الموجودة في المحافظات.
التأشير الفوري
أحمد ملحان، وكيل التأشير في الجهاز المركزي للرقابة المالية، أوضح أنه تم اقتراح نموذج جديد لعقد التعيين، ونموذج للصك التنفيذي بالتعاون فيما بينه وبين كل من معاوني وزيري التنمية والشؤون الاجتماعية والعمل، والذي سيؤشر بشكل فوري من قبل الجهاز المركزي للرقابة المالية وفروعه في المحافظات، ودون الحاجة للموافقة الأمنية، وسيتم استلام الأوراق الثبوتية من المسرحين لمدة شهر، ووجّه كافة مديري التنمية عند استلام الأوراق بالتغاضي عن التأخير بالحصول على ورقة غير محكوم كونها قد تتطلب المراجعة لوجود نشرة شرطية بحق المسرّح.
بشار محي الدين المحمد