تدمر بعد العودة.. الحاجة لتدعيم الخدمات والمشفى الوطني بطبيب وحيد!
بعد مرور عدة سنوات على تحرير مدينة تدمر من الإرهاب الأسود، والذي طال بالتخريب والتدمير كل مناحي الحياة، بدأت عودة الأهالي إلى المدينة، حيث وصل عدد العائلات القاطنة بالمدينة إلى نحو 750 عائلة (3800 شخص).
خدمات أولية بحاجة للتعزيز
ومن أجل تسهيل العودة وتشجيع المغادرين للمدينة على العودة، عملت محافظة حمص على إعادة تجهيز البنى التحتية بشكل جزئي، لكن يبقى الكثير مما يحتاجه الأهالي. وحسب الشكوى التي تقدّم بها بعض السكان القاطنين، فإن المخبز وخط سيره القديم دائم الأعطال، والمطلوب إعادة تأهيله وزيادة كميات الطحين للمدينة، وإعادة فتح مدرسة التمريض والثانوية الصناعية، زيادة الدعم للأهالي لتشجيع العودة وتأمين مشاريع صغيرة للعائدين، والحاجة ماسة لسيارة ضاغطة لترحيل القمامة وسيارة إطفاء حريق، لأن أقرب مركز إطفاء لتدمر في حمص، والعمل على إعادة تشجيع الحرف ودعم الحرفيين من مختلف المهن، وإحداث مدرسة ورفدها بالكادر التدريسي إضافة للمدرسة الابتدائية والإعدادية، واستبدال أو إصلاح محولة الكهرباء لمنطقة الساحة والتي تبلغ حمولتها ثلاثة أضعاف استطاعتها، وتزويد المشفى الوطني بالأطباء (يوجد طبيب واحد مختص هو المدير)، وتجهيز المركز الصحي ورفده بالكوادر الطبية والممرضين، علماً أن المركز يخدم المدينة فقط، وهناك معاناة من قلة المياه الصالحة للشرب وعدم صيانة محطة التحلية بالصوانة، وطالبوا بتأمين المحروقات لتشغيل المولدات بالسعة المناسبة للفلاحين، والحاجة للأعلاف خلال فصل الشتاء للثروة الحيوانية، حيث يوجد نحو 23800 رأس غنم حالياً حسب المربين. وطالب الأهالي بإحداث مركز تجميع حليب بالبادية وتصنيع منتجاته مدعم بالأجهزة الحديثة، وتأهيل البيارات، والأهالي مستعدون للمشاركة بالعمل الشعبي، واقتراح إعفاء المقترضين مدة خمس سنوات من الفوائد لمن يأخذ قرض السماد بالبيارات، وكخطة تشجيعية إعادة زرع البيارات لمقاومة التصحر.
المشفى الوطني بلا أطباء
د. وليد عودة مدير مشفى تدمر الوطني أشار إلى أنه يوجد (30 – 35) سريراً وقسم نسائية من دون طبيب وقسم حواضن من دون طبيب، غرفة عمليات واحدة مجهزة بكامل المعدات ومخبر مجهز، كما يحتوي المشفى جهاز ايكو عام وايكو نسائي وغرفة عناية مركزة (5 أسرة)، ويوجد طبيب مقيم من صحة حمص ومخدر واحد، ويقوم المشفى بتقديم العلاج لحالات الإصابة باللاشماينا. وأضاف: يراجع المشفى أكثر من (1200) مريض شهرياً بمختلف الإصابات والحالات والاختصاصات (حالياً الإصابات غالبيتها تتركز بانفجار الألغام من بقايا الإرهاب)، لافتاً إلى أن المشفى يخدم المدينة والبيارات والبادية إضافة لإصابات الطرق. ويعاني المشفى من نقص الأطباء بكافة الاختصاصات والحاجة الماسة لطبيب نسائية وتوليد وداخلية وأطفال، وأن يكون بدوام جزئي (يومان بالأسبوع)، والنقص الكبير بالأدوية حتى الإسعافية منها، يوجد سائق واحد ولا يوجد أي مستخدم والحاجة لعدد من السائقين والمستخدمين وعمال الصيانة ومكتب هندسي. ولفت الدكتور عودة إلى أن المشفى يؤمّن النقل والطعام والمنامة للكادر التمريضي، وأكد أنه لايوجد أي مركز صحي حالياً يخدم الأهالي، لكن يوجد نقطة طبية دائمة تشارك حالياً بحملة لقاح الشلل التي أطلقتها الوزارة.
لا إمكانية لتعديل استطاعة المحولة
مدير شُعبة الكهرباء بتدمر المهندس رياض الحافظ أكد أنه لا يمكن حالياً تغيير المولدة والتقنين 3\3 ويتمّ تغذية المدينة عبر الخط 20 من محطة تحويل T4 وهناك ضياعات للطاقة بسبب طول المسافة وتغذية البيارات الواقعة على طريق الخط، وهناك ضرورة قصوى لتجهيز محطة تحويل تدمر الواقعة في قلب المدينة قرب المشفى الوطني، مما سيخفّف الحمولات بسبب الاستجرار الطويل، وبالتالي يمكن تغذية البيارات عبر المحولة أيضاً.
مجلس المدينة العين بصيرة واليد قصيرة
المهندس هاني دعاس رئيس مجلس المدينة أشار إلى أنه وبعد عودة الأهالي، تمّ تخصيص مجلس المدينة بمبلغ 150 مليون ل.س موزعة على ثلاثة مشاريع: الأول إعادة تأهيل إنارة الشوارع الرئيسية في المدينة، وتمّ تنفيذه على ثلاث مراحل أيضاً، وإنارة بعض الشوارع الفرعية وجزء من إنارة المنطقة الأثرية، وحالياً يتمّ تنفيذ المرحلة الثالثة من المشروع وهو قيد الاستلام الأولي، حيث نفذ بموجب عقد بالتراضي مع الشركة العامة لأعمال الكهرباء والاتصالات فرع حمص وبتكلفة 100 مليون ل.س لكامل المشروع. والمشروع الثاني ترحيل الأنقاض من شوارع المدينة بكمية عشرة آلاف متر مكعب بقيمة عشرين مليون ل.س بالتعاقد مع مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية فرع تدمر (متاع 7) وتمّ الانتهاء من تنفيذ المشروع في عام 2020. والمشروع الثالث تأهيل جزء من شبكة الصرف الصحي وتضمن استبدال جزء من القساطل بالشوارع الفرعية بطول 250 متراً، وأعمال صبات بيتونية وتعزيل المصب النهائي وبعض الراكارت بقيمة 24 مليون ليرة، كما تمّ تنفيذ مشروع تأهيل وتعبيد المقاطع الطرقية بكلفة 9 ملايين، وترحيل أنقاض وسواتر ترابية من المدينة 50 ألف متر مكعب. ولفت دعاس إلى أن الصالة السورية للتجارة تمّ فتحها وتزويدها بالمواد المقنّنة، وتأهيل مبنى الهاتف في المدينة. كما تمّ تنفيذ مشروع مد شبكة الهاتف الأرضي في مختلف المناطق والشوارع وتركيب مقسم بسعة 1000 خط وبوابات، وإيصال الهاتف للمنازل والدوائر الحكومية.
عودة المهن
تمّ ترحيل الأنقاض من المنطقة وتركيب محولتي كهرباء، وذلك بعد عودة أربعة معامل لتكرير وتجفيف وتعبئة الملح ومعمل لقص الحجر الملحي، إضافة إلى مركز تجميع الملح قبل ترحيله للمحافظات، وأن الخطة المستقبلية العمل على عودة أصحاب المهن في المدينة ومعامل البلوك وإعادة هيكلة شبكة المياه، واستكمال مد شبكة التوتر المنخفض، وتلبية الاحتياجات الضرورية للمدينة: تأمين الأطباء للمشفى وتأمين مشاريع سبل العيش الصغيرة للأهالي المستقرين بالمدينة، واستكمال ترميم المنازل المتضررة للأهالي والعاملين بالدوائر الرسمية، واستكمال فتح وتأهيل باقي الدوائر الحكومية بالمدينة مثل المالية والمصرف الزراعي والمصرف التجاري والتسليف الشعبي.
سمر محفوض