الهلال في مؤتمر فرع حمص: تنقية الجهاز الحزبي ضرورة ملحة ولن نقبل أنصاف الحلول
حمص ـ مكتب “البعث”:
انطلقت أعمال المؤتمر السنوي لفرع حمص للحزب بحضور الرفيق المهندس هلال الهلال الأمين العام المساعد للحزب.
وتركزت مداخلات أعضاء المؤتمر حول تعزير المستويات الفكرية والتثقيفية لدى الرفاق البعثيين، وإعادة إصدار الدوريات والكراسات والمنشورات الحزبية حول مختلف القضايا التي تهم عمل ومواقف الحزب، وتعديل المادة 64 من النظام الداخلي حول الطرد من صفوف الحزب. كما طالبت بتحصين الجيل لمواجهة الفكر الهدام، وتسوية أوضاع المتخلفين من خدمة العلم الذين لديهم أكثر من شهيد، واستثناء الطلاب الذين استشهد ذووهم من شروط القبول بالجامعات، ودعت إلى ترميم المباني التاريخية والأثرية والتجاوزات على الحدائق التي تحولت إلى مطاعم وملاه، ومعالجة وضع الأندية الريفية والاهتمام بالتعليم العام، ومعالجة نقص المدرسين في منطقة المخرم وخاصة للمواد العلمية، ورفع مستوى التعليم المهني بحيث يلبي حاجة السوق، وإضافة متقاعدي الشرطة والجيش إلى قائمة المستفيدين من القروض السريعة والاهتمام بتأمين الخدمات للقرى على تخوم البادية.
كما تطرقت المداخلات إلى التداعيات السلبية التي تخلفها السياسات الأمريكية العدوانية تجاه سورية، ولا سيما ما يسمى قانون قيصر”، مشيرة إلى أنه لا يمكن اعتبار الحصار المسؤول الوحيد عما يجري، وأن الشفافية ضرورة وواجب أمام الشعب، ولا بد من تغزيز دور الحزب في الرقابة والمساءلة لدعم جهود الدولة في التخفيف من أعباء المواطنين.
ولم تخل بعض المداخلات من المطالب الشخصية، وخاصة ما يتعلق منها بعدم تنفيذ قرارات صدرت ولم تنفذ لمأرب شخصية، ولم يرق الجانب التنظيمي إلى ما كان متوقعا أو مأمولا.
ونقل الرفيق الهلال في بداية حديثه تحيات ومحبة الرفيق الأمين العام للحزب، السيد الرئيس بشار الأسد، لكل أبناء حمص مؤكداً أننا في محافظة لقنت الإرهاب درسا لن ينساه وبداية النصر بدأت منها، وأشار إلى أن ثورة البعث هي الثورة الحقيقة، لأنها ثورة على الظلم، فيما أراد الآخرون تدمير الوطن تحت شعارات مغرضة ومزيفة عبر ادعاءات ثورية تلطخت بالقتل والإجرام، مشدداً على أن شعبنا بعيد عن التعصب، وكان وما زال مثالا للتعايش بين مختلف المكونات والطوائف والأديان.
وقال الرفيق الأمين العام المساعد: إننا أصحاب حق وسحقنا الإرهاب لأننا تمتلك الإرادة، وفي البعث لم نعد نقبل أنصاف الحلول، وتنقية الجهاز الحزبي عملية ملحة وضرورية جدا، وعلينا التركيز على الشباب لأنهم أمل المستقبل وعلى العنصر النسائي الذي طالما أثبت فعاليته في الماضي والحاضر، ونساء سورية رائدات العصر، والبعث يفخر بالمكانة التي وصلت إليها المرأة السورية.
وشدد الرفيق الهلال على أنه لا رجعة عن المسألة الديمقراطية في الحزب، موضحاً أن موضوع تثبيت العضوية هدفه إلغاء الترهل في الحزب، وتجميل الصورة لم يعد يهمنا، وما نريده الآن البحث في الكيف وليس بالكم، ولا بد في سبيل الوصول إلى ذلك من تفعيل الاجتماع الحزبي وتنشيط دور الفرقة الحزبية ذلك أن الالتصاق باحتياجات الناس والمجتمع شغل ويشغل صدارة اهتمامات الحزب.
وبين الرفيق الهلال أن الكثير من البعثيين المزيفين حملوا السلاح في وجوهنا، وعلينا ألانسمح للفكر الإجرامي بالتغلغل في صفوف مجتمعنا بعد اليوم، وإن كان أحدهم قد تغلغل سابقا فإنما بفعل تقاعسنا وتراخينا عن تأدية مهامنا، وبالمقابل كان هناك بعثيون حقيقيون، وهم كثيرون، وفي مقدمتهم الرفاق في كتائب البعث التي شكلت رديفا للجيش العربي السوري وقدمت الشهداء.
وأشار الرفيق الهلال إلى أنه مهما قدمنا للشهداء وأسرهم لن نفيهم حقهم، وندرك جميعاً أن الوضع الاقتصادي ضاغط، وأن شعبنا يسجل كل يوم صموداً أسطورياً في مواجهة مفردات الحصار، ليحاكي ما سطره أبطال الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب الإجرامي.
ولفت الرفيق الهلال أنه عندما تكون الإرادة موجودة نستطيع الوصول إلى ما هو إيجابي وبناء، والوصول أيضاً إلى حلول خلاقة ومتميزة، خاصة بعد عشر سنوات من تحديات الحرب، داعيا إلى المتابعة والمثابرة الدؤوبة، لأن عملنا لحظي ومحكوم بالمفاجآت في كل وقت، ومهمتنا الأهم العمل للتخفيف من معاناة المواطنين، داعياً البعثيين اليوم لكي يكونوا القدوة كما كان حال رواد البعث، والمساهمة وتقديم العون في عملية محاسبة الفاسدين، والإبلاغ عن أية حالات من هذا النوع، خاصة وأننا عالجنا الكثير من مظاهر الفساد خلال الفترة الماضية.
ونبه الرفيق الأمين العام المساعد إلى إن أعداء سورية الذين فشلوا في الميدان يحاولون التضييق على أبناء الوطن في حياتهم المعيشية وقوت يومهم، وخاصة خلال الفترة هذه التي تسبق الاستحقاق الرئاسي.
وفي الجانب الفكري قال إن دورات الإعداد كانت شكلية، ونحن نعمل لأن تكون مدارس الإعداد على مستوى عال من العلم والمعرفة، بحيث تؤهل خريجين جديرين بممارسة أدوار قيادية في مفاصل العمل الحزبي.
وقال لا يمكن لسورية أن تنسى ما قدمه الأصدقاء والحلفاء، وكل من يمد لنا يد الخير نتعامل معه بإخلاص، ونحن نعول على أنفسنا في تحقيق ما نتطلع إليه، ونحن أصحاب قرار وتستمد قوتنا من شعبنا العربي السوري. وتابع: إن المعركة لم تنته ولن يهنأ لنا عيش طالما بقيت ذرة من تراب الوطن خارج سيطرة الدولة، ونحن متفائلون بالمستقبل، متمنيا أن تتجسد الأيام القادمة أيام عمل ومثابرة وإنتاج.
الرفيق جورج الريس عضو لجنة الرقابة والتفتيش الحزبي بين أن الملاحظات التي تم ذكرها خلال المؤتمر لابد من إضافتها إلى التقرير الذي أعد بشكل متميز وخاصة في الجانب المالي.
بدوره المهندس بسام بارسيك محافظ حمص أكد أن ما يطرح في المؤتمرات الحزبية بوصلة عملنا في ضوء الإمكانيات المتاحة، وتتم متابعته، وقال إن الحفاظ على التراث أولوية والتعليم المهني بحاجة الاختصاصات جديدة ولابد من تحديد صلاحيات الوحدات الإدارية.
كما أجاب مديرو الدوائر المعنية على المداخلات المتعلقة بعمل مديرياتهم والصعوبات التي تعيق تنفيذ الخطط والبرامج.
حضر المؤتمر الرفيق أمين فرع حمص للحزب عمر حورية وأعضاء مجلس الشعب وأعضاء مكاتب فروع المنظمات الشعبية والنقابات في المحافظة.