الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية في حماة.. ومبادرات لتحسين واقع الأسر المتضررة
مساهمات إنسانية خلّاقة زرعتها الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية في عشرات القرى المحرّرة بمحافظة حماة، ساعدت في تعزيز مستوى النشاط الاقتصادي ومستوى التكيّف للأسر العائدة إلى منازلها وتمتين العلاقات والروابط الاجتماعية بينها. الجمعية اجتهدت لإيجاد حالة من الوئام والتوافق بين مكوّنات المجتمع التي تأثرت بالحرب، وتدخلت بشكل فعّال عبر برامج الدعم النفسي وتعزيز التعليم وإحياء المهن المنكوبة.
6 مراكز
المهندس جورج طعمة مدير فرع الجمعية أوضح أن هناك ستة مراكز بالمحافظة في عقرب وصوران وحماة وشطحة والسقيلبية ومصياف، ويضمّ كل مركز ما بين 5-10 أشخاص مدربين ومؤهلين، يركز نشاطهم بالدرجة الأولى على دعم وتعزيز نظام التعليم في القرى المحرّرة، وخاصة دعم عودة المتسربين إلى المدارس، حيث نقوم بالتعاقد مع مدرّسين مختصين من خارج الكادر الموجود في المدرسة لسدّ النقص في بعض الاختصاصات، وأُقيمت عشرات الدورات التعليمية في مجال مواد الرياضيات والانكليزي والفرنسي والعلوم. ولفت طعمة إلى أن نشاط عمل الجمعية تركز في 34 مدرسة في محافظة حماة، حيث تكفلت بكافة المصاريف من قرطاسية وتنقلات وأجور مدرّسين، كما قامت الجمعية أيضاً بإجراء صيانة لبعض المدارس المتضررة، وساهمنا بصيانة مدرستين في عقرب ومثلهما في طلف، وترميم وتأهيل مدارس أخرى في الريف الجنوبي لحماة بقيمة 24 مليون ليرة.
مبادرات مجتمعية
وأضاف مدير الجمعية: لدينا أنشطة في مجال تمكين النشاط الاقتصادي للأسر العائدة إلى منازلها، حيث عملنا على إنعاش المهن عبر تقديم /60/ مشروعاً في هذا المجال للأشخاص الذين لديهم مهن سابقاً وتضررت نتيجة الأزمة، ومن لديه الرغبة في إعادة مزاولتها، وتمّ تقديم تلك التجهيزات لأبرز المهن في الأرياف كمهن الحدادة والنجارة والكومجي وصناعة الأغذية وغيرها، وتقوم فرق الجمعية بزيارات ميدانية للأشخاص المتقدمين من أجل التعرف على واقعهم والأنشطة التي كانوا يزاولونها بهدف تقديم تقنياتها لهم.
وأشار طعمة إلى وجود مبادرات مجتمعية نقدّمها للناس في مجالات مختلفة، ولاسيما تعزيز عودة المهجّرين إلى منازلهم، وقد قامت الجمعية بتأهيل 1450 منزلاً في ريفي حماة وإدلب من حيث تزويد هذه المنازل بالأبواب والنوافذ وبمعدل سبع قطع لكل منزل، وقمنا بتوسيع النشاط في هذا المجال إلى مجالات أخرى بالتعاون والتنسيق مع المجتمع المحلي، حيث تمّ تقديم حاويات قمامة لعشرات القرى وبناء مواقف باصات في عدة قرى، وإعادة بناء أسوار متهدمة لبعض المدارس، وصيانة للمرافق العامة من لمبات وخزانات ماء للمدارس، كما قامت فرق الجمعية بعدة حملات لتعقيم المرافق والدوائر الحكومية ضد فيروس كورونا، وتقديم سلل معقمات وصابون ومنظفات، ووزعنا أجهزة بخ للبلديات.
مشاريع داعمة
وأشار طعمة إلى أهم مشاريع الجمعية التي أُطلق هذا العام ليكون مصدراً للدعم المادي للأسر الفقيرة، وهو مشروع تربية الفطر المحاري، وقد تمّ اختيار 100 مستفيد من المناطق التي يتمّ فيها زراعة الفطر في قرى مصياف وجورين بالتعاون مع المجتمع المحلي، وتمّ توزيع البذار بمعدل كيلو غرام واحد لكل شخص، والتركيز على الأسر الفقيرة بهدف إيجاد مورد مادي لها وتشجيعها على هذه التجربة، ونحن على استعداد لربطها بسوق العمل من أجل تصريف المنتجات وتسويقها، وخاصة في المدن الكبرى، ونأمل أن نتوسّع بهذا المشروع خلال السنوات المقبلة.
جلسات حوارية
بدورها قالت هبة بيطار مسؤولة برامج الجمعية في المنطقة الوسطى: إن برامج الجمعية لا تقتصر على الدعم المجتمعي ومصادر الدخل، بل أيضاً تعزيز الدعم النفسي لفئات محدّدة في المجتمع، وخاصة السيدات، وذلك لتطوير مهارة السيدات الريفيات في مواجهة المشكلات التي تواجههن. وفي ضوء ذلك أقيمت عشرات الجلسات الحوارية مع الأهالي لمعرفة حلول المشكلات التي تواجه الأطفال، مثل الكذب والسرقة والتسرّب من التعليم وتشغيل الأطفال، وتعليم السيدات الريفيات كيفية مواجهة تلك المشكلات، وتأمين حلّ بديل وناجح يساعدهن في تخطي تلك العقبات.
وأضافت بيطار: في الميدان الإنساني لدينا برنامج لتقديم المساعدات الطبية والعينية، وهي مخصّصة للأشخاص المتضررين، مثل كراسي العجزة والعكازات وقساطر بولية وحفاضات للمصابين بالسلس البولي من الأطفال المعوقين وكبار السن. وفي هذا المجال تمّ استهداف 2300 شخص استفادوا من هذا البرنامج، مبيناً أنه يوجد مساعدات عينية للأسر العائدة لمنازلها أو تلك الموجودة في مراكز الإيواء وهي عبارة عن أدوات منزلية مطبخية.
منير أحمد