التهريب وغلاء الأعلاف ونقص اللقاحات يهدد بتراجع تربية الأغنام في حماة
حماة- ذكاء أسعد
تشهدُ منطقة ريف حماة الشرقي تراجعاً واضحاً في أعداد الأغنام والماعز ولأسباب متعدّدة، أهمها التهريب وغلاء أسعار العلف ونقص اللقاحات.
ويؤكد عدد من المربين لـ”البعث” أن ارتفاع أسعار الأغنام ونقص أعدادها يعود إلى قيام التّجار بتهريبها إلى الدول المجاورة، وذلك بسبب التفاوت الكبير بالأسعار، حيث يصل سعر رأس الغنم في الدول المجاورة إلى أكثر من مليون ليرة، بينما لا يتجاوز سعره محلياً الـ700 ألف، معتبرين أن المعاناة لا تقف عند حدّ ارتفاع أسعار الأعلاف، وإنما هناك ارتفاع في أسعار اللقاحات ضد الأمراض التي تصيب القطيع، مشيرين إلى أن اللقاحات التي توزّع عن طريق الإرشاديات غالباً لا تكون مفيدة أو قليلة، الأمر الذي يضطرهم لشرائها من الصيدليات الزراعية بأسعار مرتفعة، والأمر نفسه ينطبق على الأعلاف غير المتوفرة في الجمعيات.
الدكتور سامي أبو الدان معاون مدير الزراعة لشؤون الثروة الحيوانية في حماة أكد أن اللقاحات توزّع على المربين بشكل مجاني، ومنها ما يرغب به المربون لما له من تأثيرات جيدة كلقاح (الانتروتوكسيميا) المحلي الصنع، ولقاح الحمّى القلاعية وهو لقاح مستورد، ولقاح (الباستريلا) المستورد أيضاً.
وبيّن معاون المدير أن هناك ما لا يرغب به المربون كلقاح جدري الأغنام لعدم جدوى المناعة والتحصين بهذا اللقاح -حسب زعمهم- ويرغبون باللقاح الأردني وهو مهرّب بشكل غير نظامي لكنه يعطي فعالية -حسب زعم المربين- ولقاح (بروسيلا الفطائم) لا يوجد رغبة وإقبال عليه رغم أنه مهمّ جداً كونه يقي الفطائم عند بلوغها وحملها من مرض البروسيلا المسمّاة بالحمى المالطية المسبّبة للإجهاض.
أما عن آلية توزيع الأعلاف فقد قال أبو الدان: إن المؤسّسة العامة للأعلاف تعتمد على لجان في المناطق والقرى تقوم بإحصاء عدد الأغنام، مشيراً إلى أن الحصص التي يتمّ توزيعها غالباً ما تكون غير كافية لكل المربين.
وقدّم معاون المدير عدة مقترحات لزيادة أعداد الثروة الغنمية والمحافظة عليها، أبرزها تحرير استيراد الأعلاف بشكل عام وعدم حصرها، واتخاذ الإجراءات التي تسهّل آلية الاستيراد كزيادة عدد المستوردين وحصول منافسة حقيقيّة تؤدي إلى انخفاض الأسعار، ومنها أيضاً تشجيع زراعة الأعلاف كالصويا والذرة الصفراء، وإعادة زراعة البادية بالشجيرات الرعوية، وضرورة اتخاذ الإجراءات الصارمة لمنع التهريب والسماح بتصدير الخراف الذكور فقط، على أن يتمّ استيراد خراف لحم بدلاً عنها، مثل البيلا والمرينو لاستمرار وجود اللحوم الحمراء في السوق بأسعار مناسبة، مشدداً على ضرورة تفعيل البحوث العلمية فيما يخصّ تحسين الكباش واتباع طريقة الاسفنجات لولادة التوائم، واستيراد كافة اللقاحات وخاصة لقاح (الانتروتوكسيميا) لأن الإنتاج المحلي قليلٌ ولا يلبي الحاجة.
يُذكر أن بادية ريف حماة الشرقي من أهم مناطق تربية الأغنام، وهي تضمّ القطعان الأفضل والأكثر جودة في سورية، وكانت تعتبر الأولى في تصدير الأغنام والحليب ومشتقاته إلى عموم سورية والخارج.