ناجي عبيد.. في ذكراه الثانية
تصادف اليوم الذكرى السنوية الثانية لرحيل الفنان التشكيلي السوري ناجي عبيد الذي عاش مئة عام وعام قضاها في مشاغله الفنية التشكيلية وبحثه عن خصوصية فنية لشخصيته المرتبطة بالتراث.
من منّا لا يتذكّر تلك الدكان الكائنة في سوق المهن اليدوية القريب من المتحف الوطني بدمشق بلوحتها الخارجية المدوّن عليها اسمه بخط الرقعة “مرسم ناجي عبيد” العضو رقم 1 في اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية، رجل عجوز بنظارة سوداء منكباً على عمل بين يديه، وعلى الواجهة الزجاجية عشرات الأعمال الصغيرة التي نفّذها بالألوان، وبعض رسومات شعبية تدور حول البطولات والفرسان والشعراء والعشاق والجميلات من نساء العرب المتخيلات، ذاكرة ترسم للآخرين بغية إسعادهم مقابل القليل من المال الذي يعطيه له بعض السياح الأجانب لقاء تذكار يحصلون عليه من هذا المكان التاريخي، ومن المؤكد أن الفنان عبيد قد تماهى مع هذا المكان ووظيفته، فأضحى أحد علاماته بعد السنوات الطويلة التي قضاها تحت قبابه وخلف قوس محله العتيق.
يعتبر ناجي عبيد صاحب أطول سيرة فنية تضمّنت الرسم وفن الخط العربي وأعمال الفن التطبيقي، واستطاع أن يعزّز حضور اللوحة الشعبية إلى جانب تجربة أبو صبحي التيناوي رغم اختلاف البيئة والموضوع وطريقة المعالجة والأسلوب، ولربما هذا النوع من الفن لم يستثمر بالشكل الأفضل لمصلحة مخزون الثقافة والناتج التشكيلي، وذلك لأسباب عدة منها طفرة اللوحة التغريبية واتساع سوق ترويجها، وإهمال الجانب النقدي والبحثي والترويجي للفنون /الهوية/ ودعم تطويرها على حساب التجارب الحداثوية.
أكسم طلاع