مديرية الخدمات الفنية بدير الزور.. البدء من نقطة الصفر!!
“البعث الأسبوعية” ــ وائل حميدي
ترتبط طبيعة عمل مديرية الخدمات الفنية بكافة القطاعات الحكومية من حيث إعداد الدراسات الإنشائية والطرقية لمشاريع تلك القطاعات، بحيث تقوم المديرية مع صدور الخطة الاستثمارية وما تتضمنه من اعتمادات للأبنية وصيانتها أو إشادتها، بما في ذلك النفايات الصلبة والصرف الصحي والطرق بتجهيز خطة عملها وعرضها ومن ثم الإعلان عنها ضمن مناقصة أصولية.
ولعل ارتباط عمل مديرية الخدمات الفنية بالأعمال الإنشائية الخاصة بالقطاعات الحكومية كافة يعكس طبيعة عملها الضخمة ومدى أهمية أن تتوفر لديها الكوادر الفنية المختصة والآليات المناسبة.
من كل هذا، تبدو مهام مديرية الخدمات الفنية بدير الزور كبيرة جداً، وجهدها أكثر من مضاعف إذا ما أجرينا مقارنات سريعة بين ما تمتلكه من مقومات النهوض بأعمالها اليوم، وبين ما كان لديها قبيل الحرب الحاقدة على سورية، والتي استهدفت معظم أبنية وآليات القطاع الحكومي، واضطرت بغالبية الخبرات إلى الهجرة هرباً من ويلات الحرب.
مدير مديرية الخدمات الفنية بدير الزور، المهندس ناصر سبع الدير، أكد لـ “البعث الأسبوعية” صعوبة النهوض بأعمال المديرية قياساً على الأرقام المتوفرة التي تعتمد عليها اليوم وانخفاضها إلى حدود اضطرت المديرية لمضاعفة جهودها في ظل وجود كادر فني واختصاصي لا يكاد يُذكر، واعتماداً على عدد ضئيل من الآليات.
وبين سبع الدير أن المهام العظمى تقع في غالبيتها على دائرة الدراسة في المديرية والتي يتبع لها عدد من المهندسين والفنيين والمسّاحين، وهؤلاء مهمتهم الكشف على المشاريع المدرجة في الخطط الاستثمارية لدوائر الدولة ومجلس المدينة، وتنفيذ أعمال الدراسات على تلك المشاريع سواء مخططات أو كشوف تقديرية.
وبحسب سبع الدير فإن المديرية تعاني من قلة الكادر الفني بحكم ظروف الحرب، وعلى سبيل المثال لا يوجد في دائرة الدراسات سوى ثلاثة مهندسين ومثلهم مراقبون، والحقيقة أن وجع المديرية كبير، ويبدو هذا الوجع واضحاً من خلال الشح الكبير في عدد الآليات كونها ركيزة العمل الأساسية، مع الإشارة إلى أن معظم الآليات تم تدميرها وحرقها وسرقتها من قبل الإرهابيين، وقد تم بذل جهود خطرة لاستجرار ما أمكن من الآليات أياً كان وضعها، وتمت صيانة ما يمكن صيانته منها ضمن الحدود المقبولة، وضمن ما هو متاح من اعتمادات في الميزانية، وحالياً يوجد عدد لا بأس به من الآليات المعطوبة على أمل القدرة مستقبلاً على صيانتها ليتم استثمارها في ميادين عملنا الواسعة جداً.
ولإيضاح صعوبة العمل، يستعرض سبع الدير عدد الكادر في المديرية الذي انخفض إلى ٥٥٠ موظفاً بعدما تجاوز الألفي موظف وفني وإداري عام ٢٠١١، وهذا يعني أن العمل تضاعف على الكادر الحالي بمقدار أربعة أضعاف عما كان عليه سابقاً، إذا ما اعتبرنا – تجاوزاً – أن ظروف العمل واحدة بداية الحرب واليوم.
وتبدو الصعوبة واضحة إذا ما علمنا أن قيمة الآليات التابعة للمديرية عام ٢٠١١ تجاوزت الخمسة مليارات ليرة سورية – آنذاك – بينما لا يوجد حالياً سوى عدد محدود جداً نحاول التكيّف معه وبه، مع ملاحظة انخفاض عدد الآليات من ١٢٠ آلية بمختلف أشكالها، عام ٢٠١١، إلى ١٤ آلية فقط بما فيها الثقيلة والخفيفة اليوم.
ورغم هذا الفارق الكبير بين العامين، لم يتم تزويد المديرية بآليات جديدة مع ما تسعى إليه خطة الوزارة جاهدة لتأمين ما أمكن مستقبلاً، إضافة إلى عدم تخصيص المديرية بمسابقة تعمل على رفدها بعدد جديد من الاختصاصيين، على أمل أن يكون لها نصيب فني من الناجحين في مسابقة المسرحين التي أعلنت عنها الحكومة مؤخراً.
وينهي مدير الخدمات الفنية بدير الزور حديثه بأن بناء المديرية السابق لم يعد صالحاً للاستثمار من الناحية الفنية ويجب إزالته بالكامل، ومؤخراً تم إجراء دراسة تقديرية لإعادة المبنى الضخم إلى سابق عهده، وتبين أن الكلفة قد تتجاوز ملياري ليرة سورية، لذا ما تزال المديرية تباشر عملها حالياً في بناء مُستأجر من دائرة التخطيط حيث عملت المديرية على تأهيل ١٣ غرفة في الدور الأرضي منه، نقوم بتأدية مهامنا منها، كما قمنا مؤخراً بإعادة تأهيل محطة المحروقات التابعة للمديرية وذلك في إطار العمل الحثيث على إعادة تفعيل كل ما يمكن ضمن ما تتيحه لنا الخطة الاستثمارية.