رفض روسي قاطع لاتهامات واشنطن بالتدخل في الانتخابات الأمريكية
أكد الكرملين أن تقرير وكالة الاستخبارات الأميركية حول تدخل روسي مزعوم بالانتخابات الرئاسية الأميركية الاخيرة لا أساس له من الصحة، مشيراً إلى أن موسكو لم تتدخل في أي من الانتخابات الأميركية، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف اليوم: نحن لا نتفق مع هذا التقرير بخصوص بلدنا، مضيفاً أن روسيا لم تتدخل لا في الانتخابات السابقة ولا في الانتخابات المذكورة في هذا التقرير في عام 2020 ولا علاقة لروسيا بأي حملات ضد أي مرشح كان، مشدداً على أن مثل هذه الاتهامات تستخدم كذريعة لإثارة مسألة العقوبات الجديدة بحق روسيا.
وأكد بيسكوف أن مثل هذا المسار يضر بالعلاقات الروسية الأميركية غير المستقرة أصلاً وهو بعيد كل البعد عن المساهمة بأي جهد وإظهار بعض الإرادة السياسية على الأقل لتطبيع هذه العلاقات.
إلى ذلك، أكدت سفارة روسيا في واشنطن أن الاتهامات والمزاعم التي وجهتها الاستخبارات الأمريكية للجانب الروسي بـ”التدخل” في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لا أساس لها.
وقالت السفارة في بيان نشرته على صفحتها في موقع فيسبوك: تتضمن الوثيقة التي أعدتها أوساط الاستخبارات الأمريكية مجموعة أخرى جديدة من الاتهامات التي لا أساس لها ضد بلادنا بالتدخل في العمليات السياسية الداخلية الأمريكية، كما ان الاستنتاجات الواردة في التقرير والزاعمة بأن روسيا نفذت عمليات نفوذ في الولايات المتحدة لا تؤكدها إلا ثقة أجهزة المخابرات الأمريكية نفسها في صحتها، مشيرة إلى أنه لم يتم تقديم أي حقائق أو أدلة ملموسة على مثل هذه المزاعم.
وشدد البيان على أن الاتهامات الأخيرة من الجانب الأمريكي لا تسهم في تطبيع العلاقات الثنائية ولا تتوافق مع حوار الخبراء المتكافئ والاحترام المتبادل الذي اقترحته روسيا لإيجاد حلول للقضايا الملحة.
في السياق ذاته انتقد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف تهديدات واشنطن بفرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب مزاعم حول تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام الماضي، وقال في تعليقه على تقرير لوكالة الاستخبارات الأمريكية بهذا الخصوص إن “هذا النهج أصبح معيارا بالنسبة للولايات المتحدة مشيرا إلى أن صياغة التقرير غامضة كما أن عدم الدقة في بياناته يعتبر أمرا متعمدا.
كما أعلنت الخارجية الروسية عن استدعاء السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف إلى موسكو للتشاور، حيث سيتم تقييم آفاق العلاقات مع واشنطن.
وقال مصدر في الخارجية الروسية إن الهدف من المشاورات هو “بحث الخطوات المطلوبة والاتجاه اللازم اتباعه على خلفية حال العلاقات مع الولايات المتحدة”، وأضاف أن الإدارة الأمريكية قريبة من تجاوز مرحلة المئة يوم الرمزية على توليها السلطة، وهي مناسبة جيدة لمحاولة تقييم ما نجح فيه فريق جو بايدن، وما لم ينجح فيه، وأردف: إن الأهم بالنسبة لموسكو هو “تحديد السبل الممكنة لترميم العلاقات الروسية الأمريكية” التي تمر بمرحلة متأزمة بسبب سياسة واشنطن، وأشار إلى أن من مصلحة موسكو “منع تدهور لا رجعة عنه لهذه العلاقات إذا كان الأمريكيون يدركون خطورة تداعيات ذلك”.
وفي وقت سابق من اليوم أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أن واشنطن قد أدرجت روسيا على قائمة “الدول الممنوعة تجارة الأسلحة معها”، فيما أشار إيغور كوروتشينكو مدير المركز الروسي لتحليل التجارة العالمية للأسلحة إلى أن الإجراء الأخير من قبل الولايات المتحدة إجراء رمزي لن يحظى بأي تأثير، ووأوضح أن روسيا “لا تشتري أي منتجات عسكرية من الولايات المتحدة ولا تصدر لها هذه المنتجات، ولذا فلا يوجد في ذلك أي مساس بالمصالح الروسية”، وأضاف: “ليس ذلك سوى تأكيد جديد على عدائية موقف إدارة بايدن إزاء روسيا، لكنها قرارات لا قيمة لها على الصعيد العملي”.
سيناتور روسي: غلبة الجنون السياسي في واشنطن
في سياق متصل، أكد رئيس مجلس الدوما الروسي فيتشيسلاف فولودين أن تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دليل عجز وتمثل إهانة لجميع الروس.
ورداً على تصريحات بايدن كتب فولودين عبر تليغرام: بايدن أهان مواطني بلدنا بتصريحه.. هذه هستيريا ناجمة عن العجز.. بوتين هو رئيسنا والتهجم عليه بمثابة تهجم على بلدنا.
كما اعتبر النائب الأول لرئيس مجلس الاتحاد الروسي أندريه تورتشاك أن تصريحات بايدن عن الرئيس بوتين، دليل على “غلبة الجنون السياسي” في واشنطن.
وقال السيناتور الذي ينتمي لحزب “روسيا الموحدة”، إن “تصريح بايدن دليل على تغلب الجنون السياسي في الولايات المتحدة وخرف قائدها المرتبط بعمره. وهذه هي أقصى درجة للعداء ناجمة عن العجز”.
وأشار إلى أن ثقة الروس ببوتين وصلت إلى الدرجة التي من المستحيل أن تصل شعبية بايدن إليها في الولايات المتحدة، ووصف تصريح بايدن بأنه “فظيع ووقح، وتحد لبلادنا كلها”.
وكان بايدن قد قال في تصريح لقناة “أي بي سي” الأمريكية إن القيادة الروسية يجب أن “تدفع الثمن” مقابل التدخل المزعوم في الانتخابات الأمريكية.