“غراي زون” الأمريكي: أربع شركات لعبت دوراً رئيسياً في الحرب الإعلامية القذرة ضد سورية
على مدى سنوات الحرب الإرهابية ضد سورية تواصلت هيستيريا التضليل الإعلامي حول ما يجري في سورية لتصبح حرب المعلومات المضللة والحملات الدعائية المغرضة التي تمولها قوى غربية وإقليمية مختلفة أحد أبرز جوانب الحرب القذرة التي تستهدف سورية لما لعبته تلك الحرب في الترويج للتنظيمات الإرهابية واختراع غطاء سياسي وإنساني لها.
وسائل الإعلام الغربية والإقليمية شكلت الركن الأساسي في الحرب الإرهابية على سورية منذ عام 2011 وعملت على حرف الحقائق وغسيل عقل المتابع، هذا ما كشفته وثائق مسربة نشرها موقع غراي زون الأمريكي في وقت سابق، مؤكداً أن شركات تعاقدت مع قوى ودول غربية وعملت على مدى سنوات طويلة على تشكيل وتهيئة وتحضير تنظيمات إرهابية تحت مسمى “المعارضة” وكانت في كل مرحلة من المراحل مسؤولة عن التسويق لها وخلق صورة مزيفة عنها في أعين المتابع الغربي، إضافة إلى اختراع الشعارات وفبركة القصص والصور والتحضير لمقابلاتها في وسائل الإعلام الأجنبية.
الوثائق التي نشرها غراي زون وغيرها من المستندات والتسريبات أظهرت إنفاق الحكومات الغربية مليارات الدولارات بشكل مباشر أو عبر هذه الشركات المتعاقدة والمرتبطة بشكل أو بآخر بأجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية لشن الحرب على سورية وتمويل ودعم وإنشاء تنظيمات إرهابية فيها وإخفاء الحقائق وتزويرها عبر تجنيد أشخاص اصطلحت تسميتهم في وسائل الإعلام الغربية والأمريكية نشطاء لفبركة التقارير والقصص والصور وقلب الوقائع بحسب ما يخدم مصالح القوى الاستعمارية.
المعلومات المفصلة التي وردت في الوثائق المسربة من أربع شركات لعبت دوراً رئيسياً في الحرب الإعلامية القذرة ضد سورية تبين كيف عمد متعاقدون بريطانيون وأمريكيون واوروبيون على إنشاء بنية تحتية كاملة لتشكيل ودعم ما يسمى “المعارضة” وتقديمها كقوة سياسية على الساحة الدولية تخدم المصالح الغربية.
شركة انكوسترات البريطانية وهي إحدى هذه الشركات الأربع تباهت وفق وثيقة مسربة بإنشاء شبكة مؤلفة من 1600 شخص وصفتهم بـ “المراسلين أو النشطاء” لفبركة القصص وتشكيل التغطية الإعلامية العالمية لما يجري في سورية في حين عملت شركة “آرك” وبحسب وثائق خاصة بها على زرع عملاء لها منذ عام 2011 بزعم تغطية الأحداث وفقاً لمصالح مشغليها كما عملت بحسب اعترافها في إحدى الوثائق التي تعود لعام 2012 في إدارة استراتيجية العلاقات العامة للتنظيمات الإرهابية التي روجت لها وسائل الإعلام الغربية والأمريكية على مدى سنوات وغطت على حقيقتها الإرهابية.
هيسيتريا التضليل الإعلامي حول ما يجري في سورية ومحاولات شرعنة التنظيمات الإرهابية غربياً تواصلت على مر السنوات بالتوازي مع الاعتداءات العسكرية وحملات التمويل المادي واللوجستي لهذه التنظيمات على الأرض وقد أكدت وثائق كشفها الكاتب البريطاني مارك كورتيس العام الماضي أن بريطانيا بدأت عمليات سرية ضد سورية في أوائل عام 2012 أي منذ بدء الحرب الإرهابية عليها حيث تورطت بريطانيا وبشكل وثيق في تهريب شحنات الأسلحة إلى الإرهابيين وتدريبهم وتنظيمهم في عملية دامت سنوات بالتعاون مع الولايات المتحدة والنظام السعودي.
موقع “ذا كناري” الإخباري البريطاني كشف عام 2016 عن تورط بريطانيا وإعلامها بتلميع صورة الإرهابيين في سورية وتقديمهم للرأي العام على أنهم “معارضة معتدلة” كما حذرت عضو الكونغرس الأمريكي السابقة تولسي غابارد العام الماضي من إخفاء وسائل الإعلام الأمريكية للحقائق وتغطيتها على التنظيمات الإرهابية بما فيها “القاعدة”.
صحيفة الغارديان البريطانية كشفت عام 2016 استناداً إلى وثائق أن الحكومة البريطانية مولت عمليات دعائية لمجموعات إرهابية في سورية تحت مسمى “معارضة” حيث استعانت الخارجية البريطانية بمتعهدين أشرفت عليهم وزارة الدفاع لإنتاج أفلام فيديو وصور وتقارير عسكرية وبرامج إذاعية وإنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل شعارات التنظيمات الإرهابية وإدارة مراكز إعلامية لها وتم نشر المواد عبر قنوات سفك الدم السوري العربية والأجنبية كما نشرت على الإنترنت.