قطاع التخليص الجمركي.. أولويات مقترحة لتطويره وتوسيع دوره الاقتصادي والملاحي؟!
يضع المخلّصون الجمركيون في اللاذقية أولوية الإسراع بإعادة اعتماد هيكلية تنظيمهم النقابي من خلال تأسيس نقابة مستقلة تضمهم على رأس الأولويات المستعجلة بعد مضي عدة سنوات على مطالبتهم بهذه الأولوية التي عادت مجدداً إلى واجهة الاهتمام مؤخراً في مؤتمر جمعية المخلّصين الجمركيين سعياً منهم ليكونوا ضمن جمعية أو نقابة خاصة مستقلة عن التنظيم الحرفي.
مهنة اقتصادية
واقع قطاع التخليص الجمركي، ودوره الاقتصادي والخدمي، والآليات الواجب اعتمادها لتحقيق أكبر انسيابية إجرائية في حركة عمل هذا القطاع المرتبط مع المرفأ والمنطقة الحرة الداخلية، كانت المحور الأساسي مع المخلّصين الجمركيين الذي أكدوا على أن التخليص الجمركي مهنة اقتصادية بامتياز تساهم في انسيابية تخليص البضائع، وفي تحقيق إيرادات تذهب إلى خزينة الدولة، إلا أن هذه المهنة تحتاج إلى صيغة تنظيمية تضبط مزاولتها، لأنها مهنة علمية اختصاصية، إضافة لكونها مهنة تنافسية لاستقطاب التجار، وضرورة تحقيق الدقة في تنظيم العمل الجمركي المرتبط بالواقع المرفئي، مع التركيز على انعكاس التنسيق بين الجهات المعنية بحركة الشحن والنقل والتفريغ والتخليص إيجاباً على عملية التخليص الجمركي لتخليص البضائع الصادرة والواردة، وإنجاز البيانات وتنظيمها ومتابعتها وتسريعها بما يخدم عمل المستثمرين والتجار، كما أن هذا القطاع بحاجة إلى تكريس طابعه الاقتصادي، وضرورة تطويره، وذلك بإحداث نقابة مهنية علمية مستقلة تسهم في تذليل صعوبات هذا القطاع، حيث لاتزال مهنة التخليص تصنّف كمهن حرفية، رغم أن مزاولتها تستند إلى قانون الجمارك، وأحكام قانون التجارة الخارجية، والتشريعات والقرارات الوزارية ذات العلاقة بالاستيراد والتصدير والترانزيت، ومن يزاولها فهو يزاول واحدة من المهن الاختصاصية، فالمخلّص الجمركي لابد أن يكون حاصلاً على الإجازة الجامعية في الاقتصاد أو التجارة أو الحقوق وغيرها.
إعادة النظر
رئيس جمعية المخلّصين الجمركيين في اللاذقية ميهوب الحكمية اعتبر هذا المطلب بالغ الأهمية، وقد جرى التأكيد عليه في الطروحات المقدمة من المخلّصين الجمركيين الذين أكدوا أن عملهم اختصاصي اقتصادي بحت، ويتطلب الحصول على شهادة علمية أكاديمية، ما يقتضي تنظيمهم بنقابة أو جمعية تتناسب وطبيعة عملهم واختصاصهم، كما طالبوا بإعادة النظر بقيمة الضريبة المفروضة من مديرية المالية، واعتماد ضريبة موضوعية تراعي الظروف الراهنة وتأثيراتها السلبية على عمل المخلّصين، وتنظيم عمل مفتشي المالية، ومراعاة واقع الدخل الحالي للمخلّص الجمركي، وتخفيض رسوم الدخول للمرفأ، وإلزام الوكالات البحرية، وشركة المرفأ، ومصرف سورية المركزي، والجهات المعنية ذات العلاقة باستيفاء الرسوم المتوجبة بالقطع الأجنبي بمعادلها بالليرة السورية وفق سعر الصرف الصادر عن المصرف المركزي، وإمكانية الموافقة على إنجاز البيانات الجمركية بموجب صورة عن الوثائق الأصلية، وضمن القوانين والأنظمة النافذة، وذلك بالاستناد لتعهّد يُقدم من قبل المستورد بتصديق الوثائق عند انتهاء الأزمة، وكذلك تمت مطالبة الشركة العامة لمرفأ اللاذقية بقبول تسديد بدلات الخزن، وغيرها من الرسوم الخاصة بالمرفأ ومحطة الحاويات بموجب شيكات أسوة بالرسوم الجمركية، وغيرها من قضايا ومسائل وأولويات مختلفة لامست جوانب عمل التخليص الجمركي.
ويؤكد رئيس جمعية المخلّصين الجمركيين على الدور الاقتصادي والخدمي الذي يؤديه قطاع التخليص الجمركي، ومسعى الجمعية المستمر لتطوير الأداء في هذا القطاع الحيوي من خلال كادر عمل الجمعية وأعضائها البالغ عددهم (٢٢٢) مخلّصاً جمركياً، منهم ٢٨ مخلّصاً من الإناث، نُسّب منهم خلال العام الماضي (٦) أعضاء جدد، مبيّناً أن مجلس إدارة الجمعية تابع مختلف جوانب عمل قطاع التخليص الجمركي من خلال (١٤) جلسة، وفي لقاءات متتابعة مع جميع المؤسسات والجهات المعنية، وتم تنفيذ خطط العمل المعتمدة عن العام الماضي.
وأكد الحكمية التزام المخلّصين الجمركيين بمواصلة عملهم بكل صدق وإخلاص لدعم الاقتصاد الوطني، وإعلاء صروح سورية التي يتحضر أبناؤها للمشاركة في الاستحقاق الوطني القادم الذي سيتم من خلاله تجديد الولاية الدستورية الرئاسية لربان سفينة الوطن السيد الرئيس بشار الأسد، لأجل أن تعود سورية أكثر قوة وازدهاراً.
طرح الحلول
جهاد برو، رئيس اتحاد حرفيي محافظة اللاذقية، أكد أهمية طرح الحلول والمقترحات التي تنهض بواقع العمل الحرفي، ووضع تصورات جديدة للعمل الحرفي، وأكد حرص قيادة المنظمة الحرفية على متابعة شؤون الحرفيين، ومعالجة قضاياهم.
بدوره رئيس المكتب الاقتصادي والعمال الفرعي إبراهيم عبيدو أشار إلى أولوية تحقيق مطالب المخلّصين الجمركيين وفق الإمكانيات المتاحة لما يشكّلونه من دعم للحركة الاقتصادية والملاحية والمرفئية من خلال نشاطهم في تخليص البضائع، ولفت إلى دور الحرفيين في هذه المرحلة التي نعيشها، وأشار إلى المهام والواجبات الملقاة على عاتق الحرفيين، لاسيما المخلّصون الجمركيون، تلك الشريحة المثقفة التي تعتمد معطيات العلم والمعرفة للارتقاء بالأداء، وتطوير أساليب العمل، وأشاد عبيدو بأهمية الطروحات التي تعكس الحرص على تذليل العقبات والمصاعب، وتطوير عمل التخليص الجمركي، وأكد عبيدو على الحرص في معالجة كافة القضايا المتعلقة بمهنة التخليص الجمركي، لافتاً إلى أنه سيتم إعداد مذكرات تفصيلية عن القضايا المطروحة لمعالجتها مع الجهات ذات العلاقة.
معالجة الصعوبات
مدير عام شركة مرفأ اللاذقية أمجد سليمان أكد على الحرص في معالجة الصعوبات التي تعترض عمل المخلّصين الجمركيين، والتعاون مع مجلس إدارة الجمعية لتلبية المقترحات، بما ينعكس إيجاباً على عمل القطاع البحري، وأبدى مدير المالية معن مرهج استعداده لقبول أي اعتراض يتم تقديمه، والتجاوب مع المطالب المطروحة، ومعالجة أية قضية يتم عرضها.
متابعة الإجراءات
وفي سياق متابعة الإجراءات بيّن رئيس الجمعية أهم القضايا التي جرى بحثها مع مدير المالية خلال الزيارة التي قام بها مجلس الإدارة إلى المديرية، ومناقشة هموم ومشاكل المخلّصين الجمركيين، وقد تجاوب مدير المالية مع كافة المطالب.
مروان حويجة