رائدات الفرات.. تاريخ من العطاء والتميز
دير الزور – خالد جمعة
ألقت السيدة نرجس رمضان محاضرة بعنوان “رائدات من بلدي”، جالت فيها على العمق التاريخي الذي أثبتت فيه المرأة ريادتها في وادي الفرات منذ أورنينا مغنية المعبد في مملكة ماري والتي تعدّ أيقونة تاريخية، وصولاً إلى عظمة زنوبيا وما تحمل من قوة تشهد لها ساحات الشجاعة وكتب التاريخ.
ويتتابع التاريخ ليصل الحاضر بالماضي ونتوقف عند نساء من القرن العشرين كان لهن قصب السبق في مشاركة الرجل والوقوف إلى جانبه والتحصيل العلمي والثقافي والدراسي والأثر الاجتماعي الذي مازال بصمة على جدران التراث الفراتي، ولعلّ خرمه السليمان كانت أشهرن في منتصف القرن الماضي وهي شاعرة شعبية وهبت شعرها إلى أغاني الهدي التي كانت تنظمها للأطفال الرضع وتقوم الأمهات بغنائها لينام أطفالهن والتي ماتزال حاضرة في أذهان الديريات.
وأضافت: في تلك الحقبة ولأننا مجتمع شرقي كان لزاماً على المرأة أن توهب حياتها لمنزلها وتقوم على خدمة زوجها ورعاية أولادها، لكن هناك نساء فراتيات استطعن أن يثبتن جدارتهن بالتوفيق بين عملهن ودراستهن وواجباتهن المنزلية، لذلك كان لهن بالغ الأثر اجتماعياً وثقافياً وتربوياً نذكر منهن خنساء الفرات، نصرة الجيجان التي قدمت ثلاثة شهداء من فلذات أكبادها في حرب تشرين.
ومن المربيات الفاضلات اللواتي عززن فكرة تعليم المرأة ومتابعة دراستها لبيبة حسني التي كانت أول معلمة في مدارس دير الزور لتتوالى بعدها قافلة المعلمات منهن جيهان طبال، وصفية الشيخ، راجحة قدوري، زينب الخيري، ليلى سبع الدير، سهام العمر، هدنة عطالله، وفاء الشيخ، سمية السراج، خالدة العبدالله، ليلى مدلجي، خديجة العبدالله، فتحية حساني، ماري روز كوز، شكرية عبد الغني. وأيضاً سعاد قصار التي أصبحت بعد ذلك أول قاضية، وزهرة الحافظ أول محامية في دير الزور، والسيدة خديجة فرحان التي بنت مسجداً في محلة علي بك من مالها الخاص، وعايدة عزاوي أول ديرية تخرجت طبيبة من ألمانيا الغربية، ولمياء الجوهري أول طبيبة تخرجت من جامعة دمشق وتابعت اختصاصها في فرنسا وعملت في حلب.
وختمت الالسيدة نرجس محاضرتها بأن المرأة الديرية امرأة قوية جبارة لها أفقها الواسع وإدراكها، وفي سنوات الأزمة الطوال سمعنا عن الكثير من اللواتي تحملن وقاسين الكثير حتى تبقى صورة المرأة الفراتية صافية ومشرقة.