زيارة ماكينزي إلى الحدود السورية اللبنانية.. ماذا وراء الأكمة؟
سنان حسن
في غمرة الأحداث التي يمر بها لبنان من انهيار اقتصادي وأزمة سياسية معقدة عطلت حتى الآن تشكيل الحكومة، وبعد سبعة أشهر من تفجير مرفأ بيروت، إضافة لجائحة كورونا وتأثيرها على كل مفاصل الحياة اللبنانية، كان لافتاً الاهتمام الأمريكي العسكري بلبنان وزيارة قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال كينيث ماكنزي، قبل أيام، للحدود السورية اللبنانية من بوابة تدشين بئر في إحدى القرى البقاعية “غزة” مولته إحدى المؤسسات الأمريكية للتنمية!! ما طرح العديد من الأسئلة حول توقيت الزيارة وأهدافها، ولماذا الحدود مع سورية بالتحديد، وهل من مخطط ما تعكف الإدارة الأمريكية الجديدة على البدء فيه؟
على مدى سنوات من الحرب الإرهابية على سورية، شكلت الحدود السورية اللبنانية قبل تحريرها من قبل الجيش العربي السوري وحلفائه في المقاومة، خاصرة رخوة استفاد منها الإرهابيون ومشغلوهم في العبور ونقل العتاد والسلاح وتهديد الأمن في المناطق الحدودية، ولاسيما في بدايات الحرب، حيث شكلت المدن والبلدات التي سيطروا عليها نواة لتنفيذ أجندات خارجية قبل أن يتمكن الجيش من وأدها إلى الأبد، ولكن اليوم وفي ظل الأوضاع المتردية والفوضى التي يعيشها لبنان عاد الحديث من جديد عن الحدود السورية اللبنانية و”ضرورة” نشر قوات دولية على الحدود لمراقبتها، ولكن ممن تريد واشنطن ضبطها والسيطرة عليها؟
قبل زيارة الجنرال الأمريكي بشهر وبالتحديد في 13- 2- 2021، قدمت الحكومة البريطانية 100 عربة عسكرية مدرعة من نوع “لاند روفر” إلى لبنان مع طاقم أفراد بريطاني لتدريب القوات العسكرية اللبنانية على استخدامها.. مساعدة تحمل في ظاهرها دعم القوات اللبنانية بالعتاد العسكري وفق الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، ولكن بيان وزارة الدفاع البريطانية كان حاسماً بأن هذه المساعدات مشروطة باستخدامها لمراقبة الحدود السورية اللبنانية تحديداً.. طبعاً بذريعة مكافحة الإرهابيين ومنعهم من العبور إلى أوروبا.. إن هدف تزويد لبنان بهذه الآليات المدرعة، يشمل بشكل أساسي “الدفاع عن حدوده مع سوريا”، وفي نفس اليوم أيضاً سلمت القيادة المركزية الأمريكية الوسطى الجيش اللبناني طوافات وطائرات درون، وأيضأ ذكرت أن الهدف منها هو المساعدة في ضبط الحدود مع سورية، ما يعني أن هناك هدفا مبيتا يتم العمل عليه على الحدود.
منذ انتصار المقاومة الوطنية اللبنانية في حرب 2006 على العدو الإسرائيلي، واعتماد القرار 1701، لم تتوقف الدعوات الأوروبية والأمريكية وطبعاً الإسرائيلية لأن تتوسع مهمة قوات اليونيفيل التي تراقب الحدود مع فلسطين المحتلة لأن تشمل الحدود السورية اللبنانية عبر محاولات من داخل مجلس الأمن أو من بوابة الضغط السياسي ولكن كان رد لبنان أن القرار يتضمن فقط خط المواجهة مع العدو الصهيوني، ومع إعلان القيادة المركزية الوسطى الأمريكية قبل فترة توسع منطقة عملياتها لتشمل فلسطين المحتلة، عادت الأصوات في الداخل اللبناني ومن الخارج لتنادي بذلك، وفي السياق جاءت المساعدات البريطانية والأمريكية، ما يؤكد أن هناك مخططات جديدة تريد واشنطن ومن خلفها إسرائيل إنفاذها بالاستفادة من الحالة اللبنانية المضطربة، الأمر الذي يفرض الحذر والانتباه من وراء هذه المحاولات، وماذا يلوح بالأفق؟