ثقافةصحيفة البعث

“أنت جريح”.. فيلم سينمائي عن التضحية والحب والألفة

حبكة رئيسية وعدة حبكات متصلة، تضمنها الفيلم السينمائي “أنت جريح” –قمر الزمان علوش- ناجي طعمي، والذي شهدت دار الأسد للثقافة والفنون حفل عرضه الخاص، بحضور لفيف من أهل الفن والإعلام، وهو من إنتاج الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.

يحكي الفيلم قصة الملازم أول “إياد”، -خالد شباط- الشاب الحلبي الذي ينهي جامعته ويلتحق بصفوف الجيش العربي السوري، خلال الحرب التي خاضها هذا الجيش الرسولي في السنوات المنصرمة، وما يتعرّض له من أحداث متلاحقة على الصعيد الشخصي، فهو ابن لعائلة حلبية لم تغادر مدينة حلب عندما تعرّضت لغزو الجماعات الإرهابية المسلحة، الأمر الذي كان سبباً في فرقته عن أهله، وفي الجيش يتعرف على زميله الملازم أول “لوران” -بلال مارتيني- ويقضيان خمس سنوات معاً، وبعد واحدة من المعارك الضارية التي تخوضها الكتيبة التي يخدمان فيها، يدعو لوران رفيق السلاح إلى بيته، وهناك يشعر الشاب البعيد عن أهله بألفة العائلة والأسرة والأهل، بعد أن حرم منها طويلاً، وأيضاً يخفق قلبه لـ”نايا”، وفي إحدى المواجهات الحربية يستشهد لوران ليخسر إياد صديقه الصدوق، والحب الذي أبقاه حبيس صدره لنايا، ستكون له ذروة مفصلية في حياته، فالفتاة تتمّ خطبتها لأحد شباب القرية، وهو يقدّم نظره على مذبح الوطن في واحدة من المعارك الضروس التي يخوضها أثناء اشتراكه في معركة تحرير حلب، يعود الشاب ضريراً إلى أهله بعد التحرير وقد خسر والده أيضاً بعد أن تمّت تصفيته على يد إحدى الجماعات الإرهابية، وفي تسارع دراماتيكي للأحداث، تنفصل نايا عن خطيبها، وتعاني أيضاً في التواصل مع الشاب الجريح، الذي يترفع عن ألم القلب، نظراً لما أصابه، لكنها وفي تكثيف لمقولة الفيلم، تلتحق به لتخبره بأنها ستكون بصره وستسكن قلبه، وهذا أقل ما يمكن لمن قدم تضحية جليلة كالتي قدم.

الشاعرية، غلبت على المشاهد التي تمّت المبالغة بالاعتناء بها وبتفاصيلها، مما أرهق الفيلم في الزمن الذي امتد لساعتين، عدا عن الكوادر التي ظهرت وكأنها “معقمة”، ومنها مشاهد المعارك، التي جاء بعضها متقناً في تصميم المعركة، وبعضها جاء بعيداً عن طبيعة الحروب، ولدى المقارنة مع أي فيديو مصور بكاميرا الموبايل عن هذه المعارك – وهي كثيرة – يبدو “أنت جريح” وكأنه يقدم لمعارك من حرير!، أيضاً جاءت بعض المشاهد استعراضية، دون أن تخدم مقولة الفيلم، منها بعض مشاهد الفنانة كندا حنا، كالمشهد الذي تقوم فيه ببذر القمح وخلفها غروب الشمس يسيل على الأفق، وهذا منطق “فيديو كليب” لا منطق فيلم سينمائي!.

أيضاً الجمال المبهر للطبيعة الخلابة في جبال الساحل السوري، جاء بدوره استعراضياً، لا صلة له بأحداث الفيلم، وهذا ما جعل العديد من المشاهد تبدو منفصلة عن سياق الفيلم، لا يجمعها إلا المونتاج!.

الحوار أيضاً كان ضعيفاً كالحديث الذي دار بين المقدم –أدى دوره محسن غازي- والملازم “إياد” حول مصير من تمّ القبض عليهم من “تكفيريين” بعد إحدى المعارك، جاء مباشراً ومقحماً على سياق الفيلم، لتقديم مقولة ما، وكأن كل ظهور شخصية المقدم، فقط لهذا.

كاتب الفيلم قمر الزمان علوش قال عن “أنت جريح”: “الفيلم يحمل مجموعة من الرسائل التي تؤكد بأن الدم السوري واحد، وبأن الجيش العربي السوري بما قدمه من تضحيات عظام وجسام، هو الحامي لهذا الدم، بدفاعه عنه في كل شبر من البلاد، دفاعه عن الحق والخير والجمال، في وجه الظلام والإرهاب”.

شارك في الفيلم نخبة من النجوم السوريين، منهم: نادين خوري- كندا حنا- خالد شباط- علي صطوف- محمد حداقي- توفيق إسكندر.

تمّام علي بركات