عمار حسن في صالة عشتار
افتُتح معرض الفنان التشكيلي عمار حسن في صالة عشتار للفنون الجميلة بعنوان (بدء)، وهذه البداية ليست الأولى له، فقد عُرف بمتابعته للحياة التشكيلية السورية واهتمامه بما يُعرض وما يُنشر من لوحات من قبل الفنانين السوريين عبر صفحات التواصل الاجتماعي أو المعارض الفردية والجماعية، وقد كتب عن الكثير من هذه التجارب، كما يمتلك الدراية بما يُكتب ويُنشر من زوايا عن الفن التشكيلي السوري، ويُعرف عنه بأنه صاحب قلم شجاع في هذا الشأن، كما اكتسب عضوية اتحاد الفنانين التشكيليين وأحد المؤسّسين لجمعية النقاد والباحثين التشكيليين في الاتحاد، هذه المشاغل التشكيلية جعلت منه الناقد المميّز الذي شُغف بإنتاج اللوحة والبحث في عوالم اللون والخط والكتلة والفراغ، حتى ظهرت ملامح جديدة لهذه الشخصية المولعة بقضايا الجمال والتعبير الفني.
المعرضُ الأول (بدء) جاء نتيجة عمل دؤوب خلال سنوات بدأت فيها ملامح اللوحة الخاصة بعمار تنضج وتنمو مثل نبات بطيء النمو، وبعناية فائقة من قبل عمار الذي جرّب خامات وأحباراً وأصبغة خاصة، فعلت فعلها على الورق في مناخ من التلقائية التي تنتج عوالم غير متوقعة من الصدفة اللونية، لتنضج بفعل خبرة وحساسية الفنان المذخّرة بذاكرة بعيدة تنتمي إلى طهارة المكان والطبيعة، يبحث في مشاهد ولوج مساحات الحبر الملونة مع بعضها ومع ما تتركه انسيابية الماء على السطح الذي يشهد نبوءة أو خلقاً جديداً، وكأنّ الأرض تولد في فصل لن يعود مرة أخرى، هذه البراري المزركشة بالصخور وأشجار البطم والأزرق الفسيح لن تكون إلا اللوحة المولودة وبداية الحواس التي وصف تجلياتها عمار حسن في نصه: “كل ما في الأمر أن أحراش ووديان ضيعتي كانت بيتي، وكسنجاب يقضم ثمار البلوط والزعرور أو أبي الحناء ينقرُ حب الآس، هكذا كنت.. دفء كهوفها عند هطل المطر أعرفه، وأعرف عن كثب طعم وملمس صخور نهرها وروائح ترابها.. دون أن أشعر كنت طفل هذه البرية ودون أن أعرف أنها أمي، كانت أمي، ولربما هي التي أمسكت بيدي حين عدت أتعلم الكتابة واكتشفت أنني أخطئ في تهجئة حروف الصخر وموسيقى النهر.. فتعود تمسك يدي من جديد وتخبرني أنني لن أستطيع رسمها هكذا!.. فأنا من يرسمك وما عليك فعله لترسمني أن تعود إلى رحمي، كلّ ما في الأمر أنني لا زلت أركض في وديان أمي وألاحق عصافير الخيال، ليس لأصيدها بل لتحطّ على أغصان لوحتي، ولكم تأملت أن تفعل”.
أكسم طلاع