من يتذكر معمل الجرارات؟
عندما نعرف أن القطاع الزراعي يحتاج حالياً إلى 18 ألف جرار فهذا يعني أننا ما زلنا بعيدين جداً عن ترجمة “الأولوية للزراعة” من الأقوال إلى الأفعال!
السؤال: كيف يمكن لوزارة الزراعة أن تنجح بتنفيذ خطتها لإنتاج أكثر من 4 ملايين طن من القمح دون جرارات زراعية؟ بل كيف يمكن العودة بالقطاع الزراعي إلى ما كان عليه سابقاً دون تأمين مستلزماته من الجرارات والحصادات؟!
لقد كدنا أن ننسى أنه كانت لدينا مؤسسة ناشطة اسمها “الميكنة الزراعية”، ترى من يتذكر هذه المؤسسة الآن؟
نعم، وكان لدينا معمل للجرارات الزراعية، فمن يتذكر هذا المعمل الآن، والحديث يعلو عن الاهتمام بالزراعة، وإنتاج حاجتنا من الحبوب؟
على حد علمنا، لم تضع الحكومات السابقة في خططها أي بند لإعادة العمل بمعمل الجرارات وفق أحدث التقنيات المعاصرة لا التقليدية القديمة!
وكعادتها بالانحياز للاستيراد، فإن الحكومة السابقة وافقت على استيراد ألف جرار زراعي، ومع ذلك لم يتم استيراد جرار واحد حتى الآن، ربما لأن العدد قليل لم يُسل لعاب كبار المستوردين؟!
أما في حال كانت الذريعة بالعقوبات فإن السؤال: هل سنستورد الجرارات من الغرب، أم من الدول الصديقة كالصين وروسيا وإيران، وجميعها ترفض العقوبات الغربية ولا تعترف بوجودها؟
وبما أن الاتحاد العام للفلاحين يؤكد بأن الألف جرار زراعي المقرر استيرادها غير كافية، وأن الحاجة الفعلية تتجاوز 18 ألف جرار، فهذا مبرر أكثر من كاف لإعادة تشغيل معمل الجرارات، أو إقامة معمل أكبر لإنتاج مستلزمات الزراعة من الجرارات والحصادات، بل وتصدير الفائض أيضاً، فمن يمنع ذلك التوجه؟
لقد كشف اتحاد الفلاحين أنه كلما كانت كمية الجرارات أكبر كان الوضع الزراعي أفضل، وهذا طبيعي، فالعمل الزراعي المنتج يحتاج إلى الميكنة لا إلى السواعد المفتولة والعارية.!
ولا ندري لماذا أخفق اتحاد الفلاحين بإقناع الحكومات السابقة بإعادة تشغيل معمل تجميع الجرارات، على الرغم من طرحه للموضوع مراراً وتكراراً؟!.
ربما أخفق الاتحاد بلفت الانتباه لأهمية تجميع الجرارات أو تصنيعها محلياً، لأن الحكومات السابقة لم تكن تهتم بالشأن الزراعي إلا حين يتعلق الأمر بالاستيراد أو لكونها لم تكن تؤمن فعلياً بأهمية القطاع الزراعي لتأمين حاجتنا من الحبوب.!
بالمختصر المفيد: تقدمت عدة شركات لمناقصة إعادة تشغيل معمل الجرارات، فلماذا لم تبت الحكومة السابقة بأي عرض، في حين سارعت للموافقة على استيراد ألف جرار، نعم لماذا؟ بل لماذا لا نستعين بدولة صديقة مثل الصين أو روسيا لإقامة مصنع حديث لإنتاج معدات الميكنة الحديثة إذا كنا مهتمين فعلاً بالقطاع الزراعي؟.
علي عبود