الشاعر محمد الفهد يطوي دفتر الشعر
حمص–آصف ابراهيم
رحل الأحد الماضي الشاعر محمد الفهد الذي يعد أحد أهم أعمدة الشعر الحديث في مدينة ديك الجن الحمصي، وبدأت رحلته مع الكتابة عام 1990 في الصحف والدوريات المحلية والعربية، قبل أن تحل الأزمة بخرابها المؤلم على المدينة التي ولد فيها ودرس الأدب العربي في جامعتها، كان مشروعه الدائم هو البحث عما يوقظ الروح ويجعل مكامن الجمال أسلوباً وحياة، فالشاعر بالنسبة له محكوماً بالبحث الدائم عما يجعل القصيدة روحاً ورؤيا ومسافات أحلام. تلك الرسالة التي كانت تثقل كاهله بحب، كانت ترافقه أينما حل وارتحل.
مواظبته الدائمة على حضور كل الانشطة الثقافية فاعلاً ومتفاعلاً، ولاسيما ندوات وفعاليات اتحاد الكتاب العرب في حمص، جعلته علامة فارقة ضمن تلك الامكنة، التي قلَّ روادها، عقب مجانبة الأمن والامان لشوارع وحارات مدينة حمص لفترة.
صدر له منذ أقل من شهر مجموعته الشعرية الاخيرة “حبر الغياب” عن الهيئة العامة السورية للكتاب، وكأنه في هذا الديوان يستشعر قرب الرحيل والغياب، حيث يسترجع فيها أوجاع سنوات الحرب الماضية التي حملت معهاالأسى والحزن لكل أبناء الوطن وهجرت الكثير منهم عن ديارهم ووطنهم، يقول:
“حاولت كثيراً
أن أفتح نافذة آخرى في قلبي
أن أبعد ظل سواد يتمدد دمعاً
أن أزرع أفراحاً وفراشات بيضاء تلّون قافيتي
وأصير قريباً من باب الحضرة
مسكوناً بغناء الشحرور..
صدر للراحل أكثر من عشرة دواوين شعرية منها “مرايا الوقت، مرثية الاسئلة، سراب على الغيم، خريف المعنى، من فصول العشق والرماد، قصب على الشرفات، ناي يذاكر في الظلام، مناديل اللوعة، فضاء لنشوء الإيقاع” وهو عضو اتحاد الكتاب العرب وانتخب مقرراً لجمعية الشعر لسنوات عدة.