اتحاد الكتاب العرب يطلق خطته الثقافية والإجراءات التنفيذية لها
لا يحب رئيس اتحاد الكتاب العرب د.محمد الحوراني تسمية أي مؤتمر صحفي بالمؤتمر وإنما يفضل أن يكون لقاءً يتم من خلاله مناقشة الأفكار والقضايا والتركيز على بعض النقاط السلبية قبل الإيجابية، لعله يحقق شيئاً أو يضيء شمعة وسط هذا الظلام.
هو لقاء أراده د.الحوراني مع الشأن الإعلامي والثقافي والمعنيين في جهات وفروع الاتحاد، حيث قال: لا يمكن للمكتب التنفيذي في الاتحاد أن يسير لوحده ويحقق أي نجاح، والإعلام جزء أساسي من النجاح ونحن عندما نتحدث عن عمل ثقافي إنما نتحدث عن جناح الثقافة وهو الإعلام والتربية والتعليم العالي وعندما نتحدث عن خطة ثقافية لا بد أن نكون قد عملنا على مذكرات التفاهم مع بعض المؤسسات والاتحادات المعنية بهذا الشأن، وهناك خطة بغاية الأهمية لابد من الإشارة إليها وهي أنه لا يمكن لاتحاد الكتاب العرب وهو المؤسسة الثقافية ذات الصفة الاعتبارية أن يقبل بأي شيء يفرض عليه ويخالف قناعاته الثقافية والأهداف التي الأساسيةمثل فكرة التطبيع.
خلل
وبيّن رئيس الاتحاد الرغبة الحقيقية بالتعاون مابين الاتحاد والوزارات المعنية، إذ قام الاتحاد بعقد مذكرة تفاهم مع وزارة التعليم بإقامة فعاليات بالتعاون مع الجامعات والاتحاد الوطني لطلبة سورية، وأضاف: ثمة خلل واجه المؤسسات الثقافية عموماً ومنها الاتحاد، فمثلاً الفعاليات والأنشطة التي كانت تقام في فروع الاتحاد كانت مخصصة للأعضاء فقط وهذه مشكلة حقيقية، ونحن بدورنا علينا الذهاب إلى طلابنا في المدارس والجامعات وإلا ماهي الفائدة التي يمكن أن نحققها من إقامة فعاليات وندوات وماشابه ذلك عندما تكون حكراً علينا فقط، والحقيقة نحن نتحمل جزءاً كبيراًمن استلاب الأطفال والشباب من قبل الآخر، ولو أننا عملنا في المناطق والأرياف والمناطق النائية لما وصلنا إلى هنا.
مكتبات
وفي ظل الظروف الاقتصادية لم يعد اهتمام الطالب والمثقف بشراء الكتاب، وعن دور الاتحاد قال د. الحوراني: سيعمل الاتحاد على الاستثمار الثقافي، وعلى سبيل المثال خسر الاتحاد مايقارب مئة مليون كتاب في المستودع نتيجة التلف، والسؤال هو: ماذا كان يضير الاتحاد لو أنه بإهداء هذه الكتب للجامعات، وإنشاء مكتبات في الأرياف والمناطق النائية، وتقديم مجموعة من كتبه للمدارس والسجون وماشابه ذلك، وقد تباحثنا مع وزير الداخلية لتقديم كتب ووضعها في السجون للاستفادة منها.
مجلات الاتحاد
وفيما يتعلق بمجلات الاتحاد قال د.الحوراني: بالنسبة لمجلة الأسبوع الأدبي، الافتتاحية ليست حكراً على رئيس الاتحاد وإنما يحق لأي شخص يملك صفات الكاتب أن يكتبها، ومن ضمن خطة تطوير العمل أخرجنا مجلة شام الطفولة بحلة جديدة، والحقيقة أن هناك بعض المشكلات حاولنا تداركها.
وعن مجلة “شام الطفولة” قال المشرف الفني عليها رامز حاج حسين: تعتبر ثقافة الأطفال في اتحاد الكتاب العرب من الأمور الهامة انطلاقاً من قناعة أن ألف كتاب لن يغير تفكير رجل راشد متمسك بأفكاره بينما قصة واحدة قادرة على تغيير تفكير ألف طفل، المجلة بحلتها البصرية الجديدة ستبصر النور في عددها التاسع في الأيام القليلة القادمة لتكون منبر اتحاد الكتاب نحو الطفولة، منفتحة على كل المواهب الأدبية والفنية، وستكون لغتها البصرية والفكرية تحت المجهر في انتظار خطوات التطوير والاستفادة من المتاح، وستكون محاولة صد ورد على المحاولات الظلامية لكسر حلقتنا الحضارية واستلاب أطفالنا منا، كما حدث قبل 10 سنوات، إذ امتلأت رؤوس أطفالنا بثقافات التجهيل والعنف والظلام، وفي النهاية باب المجلة مفتوح للجميع لتكون شعلة نور طفولية في درب ثقافتنا السورية.
توثيق بطولات الجيش
ومن الأمور المهمة في خطة الاتحاد هو إطلاق مشروع لتوثيق بطولات الجيش والشعب العربي السوري أدبياً بإشراف الأديب نصر محسن الذي قال: نعمل على إنجاز بطولات حقيقية عن الجيش بمعنى اللقاء مع الجرحى، والوقوف على أحوالهم واستبسالهم حتى تحقيق النصر، واللقاء مع ذوي الشهيد وأصدقائه ممن عرفوا لحظة استشهاده، والقصد من إنجاز الكتاب هو عرض حكايات توثيقية بصيغة أدبية، واتحاد الكتاب معني بإنجاز هذه القصص بشكل فني، لكننا سنقدم الجانب التوثيقي على الفني ومايهمنا هو إبراز حقيقة ماجرى في الحرب اللعينة.
ومن ضمن خطة الاتحاد لعام 2021 إطلاق سلسلة “إبداع أسير” وهي كما تحدث رئيس الاتحاد سلسلة معنية بالبحث عن بعض المبدعين من الكتاب والشعراء والقاصين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتم التواصل مع بعض الجهات من أجل البحث عن هؤلاء وقد توفر لدينا ديوان شعر كبداية لسجين له ما يزيد عن ثلاثين عام في السجون ونعمل الآن على طباعته.
العلاقات الخارجية
في النهاية تطرق د.محمد الحوراني إلى علاقات الاتحاد الخارجية حيث قال: هناك تواصل مع الكثير من الاتحادات والروابط خارج سورية والأمين العام لاتحاد الكتاب العرب أبدى ضرورة أن تكون سورية حاضرة، بالإضافة إلى البحرين والإمارات وعمان وتونس والجزائر واليمن والمفارقة أنه جاءت برقية تهنئة للمكتب التنفيذي من السعودية. بالإضافةإلى المراسلات مابين سورية واتحاد الكتاب في روسيا، ويوجد رغبة من الكتاب الروس لزيارة سورية وإقامة علاقات ثقافية مابين البلدين، وستكون هناك زيارات لمسؤولين ثقافيين من أفغانستان وكوريا وتوقيع مذكرات تفاهم معهم.
جمان بركات