المرأة والطبيعة الصامتة في لوحات عفاف خرما
تجمعُ الفنانة التشكيلية عفاف خرما بعض عصارة إبداع السنوات العشر الأخيرة في المعرض الفردي الذي تستضيفه صالة صبحي شعيب حالياً في مقر فرع حمص لاتحاد الفنانين التشكيليين، وفيه لا تأتي بجديد على صعيد الموضوع والأسلوب التقني الذي درجت عليه خلال مسيرتها الفنية الطويلة، إلا أنها تمنح جمهور حمص فرصة الاطلاع على تجربة فنية مهمّة جعلت من موضوع المرأة بتجلياتها المتعدّدة وحالاتها الانفعالية المختلفة حالة فنية جمالية معبّرة تخفي بين ألوانها وتقاطيعها مقولات ومواقف مختلفة من الواقع. فهي تتنقل في لوحاتها بين حالة المرأة المتحرّرة والمتمردة على الواقع، وبين المرأة التقليدية الوادعة المشغولة بشؤون حياة عائلتها، والمرأة القلقة، والمترقبة بحزن، والثيمة الأساسية في لوحات المعرض التسع والعشرين هي التماهي بين المرأة بحالاتها المختلفة والطبيعة الصامتة ضمن اللوحة الواحدة والفضاء اللوني المتناغم الذي يشي بفكرة وجودية معبّرة عن حضور المرأة، ومواءمة هذا الحضور مع “أكسسوارات” الطبيعة الصامتة في مقاربة تجعل من الأنثى حالة تماثل في وجودها داخل البيت، آنية الخزف، أو طاقة الزهر، أو صحن الفواكه على الطاولة.
من جانب آخر هناك لوحات الطبيعة الصامتة المتفردة ببعدها الفني الوظيفي، تحيلنا إلى حالة جمالية تبعث على التأمل والاستمتاع بجمال اللوحة ورونقها بتدرجات الألوان الرمادية المعتمة المعبّرة عن دفء المشاعر المنبعثة من حرارة اللون وتناغم الكتل الفنية العفوي المتجاور ضمن المساحة الصغيرة.
تستخدم خرما في أغلب لوحاتها ألوان الباستيل والإكريليك بتدرجاتها المشبعة بالحسّ الجمالي المنبعث من التفاصيل البسيطة والواضحة المعالم، وهذه التقنية أصبحت سائدة لدى معظم التشكيليين المهتمين بإظهار براعة التحكّم باللون ومهارة التعامل مع الأدوات التقنية المتنوعة.
يُذكر أن عفاف خرما من مواليد حمص، تخرجت في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام ١٩٧٣، درَّست مادة الفنون في ثانويات ومعاهد حمص ودمشق، ولها العديد من المعارض الفردية، إلى جانب مشاركاتها في معارض جماعية كثيرة، وهي عضو اتحاد الفنانين التشكيليين.
آصف إبراهيم