سورية أوكسجين لبنان
سنان حسن
على الرغم من كل الظروف التي تمر بها من حرب إرهابية وحصار وإرهاب اقتصادي وظلم ذوي القربى، إلا أن ذلك لم يمنع سورية أن تدعم لبنان الشقيق وتقف إلى جانبه لمواجهة جائحة كورونا وتداعياتها، في الوقت الذي تنصل فيه كل من يدعي الإخوة والصداقة من مساعدته، إذ سارعت سورية، قلب العروبة النابض، لتلبية احتياجات لبنان من الأوكسجين لإنقاذ المواطنين اللبنانيين وتخليص القطاع الصحي اللبناني من كارثة لا تحمد عقباها.
مساعدة تحمل في طياتها معاني ودلالات كبيرة، تؤكد من جديد أن كل محاولات زرع التفرقة بين الشقيقين باءت بالفشل الذريع، وحتى المشاريع التي ينوي مدعي الحرية الاستقلال إطلاقها بين الفينة والأخرى سيكون مصيرها كمصير سابقاتها “نقاط المراقبة على الحدود بين البلدين”.. ولعل ما حدث بعد لحظات قليلة فقط من إعلان وزير الصحة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن توجيه الرئيس بشار الأسد تزويد المشافي اللبنانية بـ 75 طن من الأوكسجين على دفعات من تفاعل شعبي غير مسبوق على منصات التواصل الاجتماعي بإطلاق هاشتاغات تؤكد ذلك.
تاريخياً، مرّت العلاقة بين لبنان وسورية بالكثير من المحطات، رغم محاولات أعداء سورية استخدام بلاد الأرز منصة لاستهدافها مستفيدين من التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية اللبنانية، لعل أبرزها ما حدث إبان الحرب الاهلية، ومسارعتها لحمايته في وجه مشاريع التقسيم، ومن ثم ساعدته في مواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان واتفاق 17 أيار 1983، والذي أسقطته القوى الوطنية اللبنانية، بدعم مباشر من الجيش العربي السوري، الذي ساند ودعم المقاومة الوطنية في حربها ضد الاحتلال الاسرائيلي حتى التحرير في عام 2000، والذي سجل بأن لبنان أول بلد عربي حرر أرضه من الكيان الصهيوني، ليستمر بعدها الدعم في عدوان 2006، والتي تحقق خلاله انتصار تاريخي للبنان ومقاومته.
وعليه فإن ما حدث بالأمس من استجابة عاجلة للطلب اللبناني الإنساني يؤكد من جديد أن كل المحاولات لعزل لبنان عن سورية ستفشل، وأن ما يوحد السوريين واللبنانيين هو أكثر بكثير مما تحاول بعض الأبواق النشاز إطلاقه بين الفينة والأخرى والتي تتماهى مع ما يريده أعداء البلدين، وتساهم أولاً بحصار اللبنانيين قبل السوريين بحجة الامتثال لقوانين من خلف المحيطات بدعوى حماية الكيان اللبناني من التجاذبات السياسية والحفاظ على حياديته والنتيجة ما حصل ويحصل يومياً من أزمة محروقات وأدوية والآن نقص أوكسجين.
إن ماجرى وسيجري لاحقاً بين سورية ولبنان يثبت حقيقة وحدة المسار والمصير، ومهما سعوا للتفريق سيفشلون مهما كبرت الضغوط وتعاظمت الأحداث، فسورية ستبقى أوكسجين لبنان شاء من شاء وأبى من أبى.