الترسانة النووية البريطانية
ترجمة: هناء شروف
يطرح جوناثان شاو مدير القوات الخاصة وقائد القوات البريطانية في جنوب العراق عام 2007 ستة أسئلة رئيسية، يتعيّن على الحكومة البريطانية الإجابة عنها بشأن قرار المملكة المتحدة زيادة مخزونها من الأسلحة النووية، وقد تكون المراجعة المتكاملة بالفعل أكبر إعادة ضبط للسياسة الخارجية والدفاعية منذ الحرب الباردة. وفيما يلي بعض الأسئلة التي تحتاج بريطانيا الإجابة عنها:
لماذا نمتلك أسلحة نووية أصلاً؟. كانت الحرب الباردة معركة من أجل التفوق العالمي بين الأيديولوجيات العالمية المتنافسة، أما الآن فلا يوجد تهديد وجودي للأراضي البريطانية، إذن ما هو المبرّر الآن للأسلحة النووية؟.
كيف تشكّل أسلحتنا النووية جزءاً من التزامات الناتو؟. لقد أثار التخلي عن معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى بالفعل مخاوف من حدوث سباق تسلح نووي في أوروبا، لكن معاهدة الأسلحة النووية تعاملت مع الأسلحة قصيرة ومتوسطة المدى والتي لم تتبناها المملكة المتحدة، كان من المنطقي ترك استجابة الحلف المناسبة لفرنسا والولايات المتحدة. يبدو أن زيادة ترسانتنا الإستراتيجية رداً على التهديد المزعوم من روسيا غير مناسبة وغير متناسبة.
هل الحدّ الأقصى حقيقة أم خدعة؟. نتحدث عن رفع سقف الرؤوس النووية، ولا نلتزم بزيادة عددها. إما أن يكون هناك خط تمويل لتعزيز الرؤوس الحربية أو لا يوجد، قد يمنعنا التصنيف الأمني من معرفة ذلك، ونظراً لوجود غموض بالفعل في وضعنا النووي فليس من الواضح لماذا يقوي رفع السقف وضعنا.
ما هي صلة الأسلحة النووية بكثرة التهديدات بما في ذلك التهديدات غير الحكومية؟. كان الكاهن الأكبر لنظرية الردع، السير مايكل كوينلان، دقيقاً في هذه النقطة: “الردع يعمل من خلال عرض احتمال الأثمان التي يقدرها الرادع.. ومن ثم فإن الأسلحة النووية لا يمكن بالتأكيد أن تلعب دوراً مباشراً مفيداً ضد الإرهابيين الذين لا يمتلكون هم أنفسهم قاعدة واضحة يمكن أن تهدّدها الأسلحة النووية بشكل موثوق”. وإذا كانت نية الحكومة بجدية أن تكون الأسلحة النووية رداً محتملاً على هجوم إلكتروني، فإن الصعوبات الأخلاقية والقانونية والعملية لهذا الموقف تحتاج إلى الكشف عنها في الأوراق المستقبلية لأن التحديات وفيرة.
هل تكاليف الفرصة البديلة لزيادة الحدّ الأقصى -بافتراض أننا نرفع أعداد رؤوسنا الحربية- تقوّض موقف الردع العام لدينا بشكل مميت؟. يعمل الردع من خلال المواجهة المفرطة للعدو على كل مستوى من مستويات المنافسة، والسلاح النووي هو أهم ورقة رابحة. لا يمكن لعب البطاقة النووية إلا مرة واحدة، وإذا تعرضنا للهزيمة على مستوى أدنى من الصراع حيث تكون الاستجابة النووية مذهلة، فإننا نخسر مع بقاء أجهزتنا النووية في جعبتنا.
هل لدينا المورد للفوز على كل مستوى تصعيدي؟. بالنظر إلى التقارير حول مدى ضعف قواتنا التقليدية، يبدو هذا غير مرجح وأي التزام مالي لرفع سقف الرؤوس الحربية لن يؤدي إلا إلى تفاقم هذا الأمر.