مدتها 25 عاماً.. الصين وإيران توقّعان وثيقة استراتيجية للتعاون
تظهر وثيقة “برنامج التعاون الشامل بين جمهورية الشعبية والجمهورية الإسلامية الإيرانية”، المستقبل المتوقع للشراكة بين طهران وبكين في الأعوام الـ25 المقبلة، إذ تحتوي على بنود تشمل التعاون في جميع القطاعات الاقتصادية؛ الصناعية والزراعية والسياحية والتجارية، والأمنية والعسكرية والائتمانية، كما تتضمن تبادل الخبرات في تدريب القوى العاملة، والتعاون التكنولوجي، فضلاً عن التعاون العسكري لتعزيز القدرات الاستراتيجية، والتشاور في القضايا المطروحة في المحافل الدولية.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أعلن أن طهران وبكين ستوقعان يوم السبت معاهدة استراتيجية للتعاون المشترك مدتها 25 عاماً، وذلك أثناء زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي، وقال: إن المباحثات مع يي ستتناول “سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتبادل وجهات النظر بشأن التطورات الدولية والإقليمية”.
ولضمان تنسيق تنفيذ هذه الوثيقة، سيقوم الطرفان بإنشاء آلية عمل يرأسها مسؤولون رفيعو المستوى، على أن يعقد الممثل السامي اجتماعات سنوية لبحث التقدم في سير العمل، وذلك بإشراف وزارتي خارجية البلدين.
وتتضمن الأهداف الأساسية في الوثيقة نقاطاً تشمل أن تكون الصين “مستورداً مستمراً للنفط الخام الإيراني”، و”الارتقاء بمكانة الجمهورية الإيرانية في مبادرة الطريق والحزام من خلال تطوير النقل المتعدد الأوجه بما في ذلك شبكات السكك الحديدية والطريق السريع والطرقات البرية والبحرية والجوية”.
كذلك تنص الأهداف على “تطوير التعاون في مجال الانتاج الزراعي والطب والصحة والصناعات المبتكرة”، بالإضافة إلى “تنمية القدرات التجارية وتحسين بناء القدرات في التعاون الجمركي”، وتشغيل قدرات البلدين “لتنفيذ المشاريع التعدينية الكبيرة”.
وتحتوي الوثيقة في مجال الأهداف: “تطوير التعاون العسكري والدفاعي والأمني في مجالات التعليم والبحث والصناعة الدفاعية والتعاون في القضايا الاستراتيجية”.
وفي القسم المتعلق بشؤون الطاقة، تطرح الوثيقة مشروعات مختصة بضمان أمن الطاقة على المدى البعيد، وذلك من خلال “تشجيع الشركات من كلا الجانبين على تطوير حقول النفط الإيرانية”، والبحث حول “المشاركة في إنشاء وتجهيز خزانات النفط والغاز والبتروكيماويات في البلدين”، وتشجيع المشاركة في الشركات الصينية في “الاستثمار وتمويل مشاريع الكهرباء والمياه والصرف الصحي”.
وبخصوص التعاون الإقليمي، فتورد الوثيقة نقاطاً تشير إلى توريد الغاز الإيراني إلى الصين وباكستان، وتصميم وتنفيذ “برنامج مشترك لتطوير ونقل موارد الطاقة في العراق”، ومشاركة الصين في “إنتاج ونقل الكهرباء بين إيران والدول المجاورة”.
الصين الخبيرة في مجال النقل والمهتمة في بناء خطوط تجارية واسعة في العالم ستكون أيضاً معنية – حسب الوثيقة – بجذب رأس المال لتجديد كهرباء خطوط سكك الحديد الرئيسية في إيران، وتطوير المطارات، ونقل تكنولوجيا صناعة الطائرات، وإطلاق مشاريع الإسكان على شكل الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتطوير شبكة الموانئ، والتعاون في بناء المدن الذكية.
ويمتد التعاون إلى الجانب المالي والمصرفي، حيث تقترح الوثيقة إقامة مشروع مشترك لتسهيل تجارة البضائع بين البلدين، وفتح فروع أو مكاتب تمثيلية للبنوك الإيرانية في المناطق الاقتصادية الخاصة الصينية، وإنشاء بنك صيني – إيراني مشترك.
هذا وأكد وزير الخارجية الصيني، اليوم السبت، خلال لقائه علي لاريجاني، مستشار قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي، أن “علاقات بكين مع طهران لن تتأثر بالظروف اليومية”، وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين “ستكون دائمة واستراتيجية”.
وشدد الجانبان في اللقاء، الذي جاء كذلك بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين إيران والصين، على التنمية الشاملة للعلاقات القائمة على الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
كما أعرب الجانبان عن “ارتياحهما لاستكمال برنامج التعاون الشامل بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية الصين الشعبية”، وبحثا كيفية دفع الأبعاد الكلية للعلاقات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية.
من جانبه، قال لاريجاني، في إشارة إلى نهج إيران في السياسة الخارجية: “إن جمهورية إيران الإسلامية تبني بشكل مستقل علاقاتها مع الدول، وعلى عكس بعض الدول، لا تغير موقفها جراء تلقي اتصال هاتفي من جهة خارجية”.
هذا وأكد الجانب الصيني أهمية التعاون في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة، مشيرا إلى العلاقات التاريخية والودية بين البلدين، معربا عن ارتياحه لاستكمال اتفاقية العلاقات الاستراتيجية الشاملة.
ووصل وانغ يي إلى طهران عصر الجمعة، في زيارة رسمية بدعوة من نظيره الإيراني محمد جواد ظريف لبحث توطيد العلاقات والشراكة الاستراتيجية بين البلدين ضمن جولته الإقليمية في غرب آسيا.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الوزير الصيني سيلتقي نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، والرئيس حسن روحاني.