في يوم المسرح العالمي.. مسرح قومي في حمص وحماة
أصبح الاحتفال بيوم المسرح العالمي ذا نكهة خاصة في حمص وحماة بعد أن أحدثت وزارة الثقافة مؤخراً دائرتين للمسرح القومي فيهما لدعم وتفعيل النشاط المسرحي إيماناً منها بالدور المهم الذي يلعبه المسرح في ترسيخ الثقافة والوعي بين الناس والنهوض بالمجتمع.
مسرح حماة حاضر بقوة
وقد أكد سامي طه مدير ثقافة حماة أنه وبعد انتظار طويل أُعلن عن إحداث المسرح القومي في حماة وهو الإنجاز الثقافي الذي انتظره مثقفو حماة والمشتغلون في فن المسرح لأنه يشكل حافزاً وأملاً جديداً وكبيراً لتنشيط وتفعيل العمل المسرحي، سيما وأن المسرح في حماة حاضر بقوة من خلال توافر مقوماته من كتّاب ومخرجين وممثلين، والأهم وجود جمهور عاشق للمسرح، مبيناً طه أن تجربة المسرح الحموي تجلّت في مهرجان حماة المسرحي المستمر منذ أكثر من 25 عاماً ثم مهرجان محمد الماغوط المسرحي الثقافي الذي استقطب منذ انطلاقته فرقاً مسرحية من حماة والمحافظات السورية، مشيراً إلى أن ولادة المسرح القومي في حماة والذي كُلف بإدارته سيشكل مساحة وميداناً لدعم المسرحيين في إنتاج العروض المسرحية، كما سيعمل المسرح القومي وبتوجيه من مديرية المسارح على تشكيل فرق مسرحية متكاملة في محافظة حماة ورعاية المواهب ودعم الشباب التواقين إلى إبراز مواهبهم، لذلك ومنذ إعلان إحداث المسرح القومي في حماة تمت دعوة المثقفين وكل من يعمل في مجال المسرح والإعلام لتشكيل اللجان اللازمة للانطلاقة الواثقة له ولتقديم مقترحات التفعيل ودراستها، وحضر الاجتماع الأول عماد جلول مدير المسارح والموسيقا الذي أعلن دعم كل ما من شأنه تطوير الحراك المسرحي في حماة، منوهاً طه إلى أن باكورة انطلاقة أنشطة المسرح القومي ستكون مع احتفالية وزارة الثقافة باليوم العالمي للمسرح ومع عرض تجريبي لفرقة شابة مسرحية بعنوان “لصباح لم يأتِ بعد” إعداد وإخراج محمد خوجة.
مرحلة جديدة
وتبيّن الفنانة كاميليا بطرس وهي المسرحية المخضرمة في مدينة حماة أن المسرحيين في حماة اليوم يقفون في اليوم العالمي للمسرح على ضفاف نهر العاصي ليرتلوا أغنية الحب والوفاء لمن ساهم في تأسيس المسرح القومي كصرح حضاري ثقافي قادر على احتضان أحلامهم الجميلة المعتقة بمخزون وإرث حضاري ثقافي، مؤكدة أن وجود مسرح قومي يعني الدخول في مرحلة جديدة تتطلب من الجميع المزيد من العمل والجهد والتعاون لتحقيق النجاح الذي يستحقه مسرح حماة العريق بمسرحييه الذين قدموا عروضاً شكلت علامات فارقة ومهمة في المشهد الثقافي.
حاجة ماسّة
في اليوم العالمي للمسرح وبمناسبة إحداث المسرح القومي في مدينة حماة يتذكر المخرج عبد الكريم حلاق المسرحي الحموي العتيق مسرحيي المدينة أمثال محمد شيخ الزور وسمير الحكيم وكاميليا بطرس التي مازالت تعمل وتقدم عروضها، إذ أن جهودهم أثمرت اليوم تحقيق الحلم بتأسيس المسرح القومي في حماة، متمنياً أن يقدم أعمالاً متميزة من قبل أصحاب الخبرة والمخضرمين للمحافظة على السمعة الجيدة التي كرسها مسرحيو حماة عبر السنين، مبيناً حلاق أن أهمية إحداث مسرح قومي في حماة تنبع من الحاجة الماسّة له في مثل هذه الظروف بعد أن توقفت كل الفرق نتيجة الحرب كالمسرح الشبيبي والعمالي والجامعي وغيرها لضعف الإمكانيات المادية، لذلك كان لا بد من وجود مسرح قومي مدعوم من وزارة الثقافة، مع إشارة حلاق إلى ضرورة إحداث عدة فرق يقوم المسرح القومي بدعمها لوجود عدد كبير من المسرحيين المجتهدين والعمل على التعاون مع فرق المنظمات الشعبية المهتمة بالمسرح ليتم تنشيط الحركة المسرحية في المدينة، منوهاً إلى أن المسرح القومي يعني للمسرحيين إثبات الوجود والاستمرارية والتواجد في مكان يقدّر قيمة المسرح ويحفظ للمسرحيين حقوقهم، لذلك كانت أنظار المسرحيين تتجه لتأسيس المسرح القومي الذي يقدم للفنان أجره ولو كان بسيطاً، لكنه أفضل من أن يعمل الفنان بلا أجر أو دعم أو مساندة.
المسرح في حمص
ورأى حسان لباد مدير ثقافة حمص والمكلف بإدارة مسرح قومي حمص أن أهمية إحداث مسرح قومي هو بمثابة محرك ومحفز جديد لكل الحركة الثقافية في مدينة حمص، وهو رافد مادي ومعنوي جديد للمسرحيين، وخاصة جيل الشباب، ومع وجوده ستتغير الكثير من الأمور، حيث سيقلّ حجم الروتين والوقت اللازم للمراسلات والموافقات، إضافة إلى أن إحداث دائرة مع ملاكات سيقدم فرص عمل جديدة وسيضيف إلى الفرص التي كانت متاحة للفرق فرصاً جديدة بتقديم الدعم لإنتاج العروض وسهولة تنقلها بين المحافظات وكذلك زيادة في عدد العروض والحفلات على مدار العام لأن إحداث مسرح قومي سيحفز الفنانين على العمل بطاقة وحماس أكبر، مشيراً لباد إلى ضرورة وجود خطة إسعافية حالياً وهي بدأت بالفعل مع أول اجتماع دعا إليه كلَّ المسرحيين وبعض رؤساء الفرق الفنية بحضور عماد جلول مدير المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة لدراسة أوضاع المسرح وإمكانية دعم الفرق، وخاصة الشبابية، في حين تقوم الخطة الاستراتيجية على إعطاء فرص لكل الفرق في حمص لتقدم أعمالها.
فارق نوعيّ
وأكد المخرج حسن عكلا أن المسرح القومي في حمص كان موجوداً بصيغة ما من خلال العروض الكثيرة التي تم تقديمها باسمه، لكن الأكثر أهمية اليوم هو إحداث دائرة رسمية له باعتباره مؤسسة مسرحية بحد ذاتها مرتبطة عضوياً وإدارياً مع المؤسسة الأم مديرية المسارح.. من هنا يمكن التنبؤ بمستقبل يحدث فارقاً نوعياً لإنجاز مهم بالغ التأثير على حركة المسرح والمسرحيين في حمص، وهذا مرهون بالطبع بإدارة هذا المسرح والنظم التي سيعمل بها والأسلوب وعدم الاستعجال في اتخاذ خطوات مرتجلة غير مدرَوسة قد تقوم بإجهاض نهضة مسرحية وطنية منتظرة ستكون بداية مرحلة مضيئة مضافة إلى حركة المسرح في سورية خصوصاً والعربية عموماً.
إكمال المسيرة
لتاريخ حمص المسرحي العريق وللجهود الكبيرة التي بذلها مسرحيوها على مدار مسيرته الغنية بيَّن المخرج والممثل تمام العواني أن الجميع سعيد بإحداث مسرح قومي حمص الذي ينتظره المسرحيون بفارغ الصبر لإكمال مسيرة المسرح من خلال دائرة هدفها جمع كل الطاقات المسرحية في حمص وتكون المؤسسة الرسمية التي ترعى أعمالهم على غرار المسارح القومية في دمشق وحلب واللاذقية وطرطوس، وكذلك لفتح آفاق جديدة للممثلين الموهوبين وللمخرجين لممارسة نشاطهم، متمنياً في الوقت ذاته أن يتم العمل على تخصيص مسرح قومي في حمص لتقديم العروض وإجراء البروفات في ظل عدم وجوده حتى الآن حيث تقدم العروض عادة على مسرح قصر الثقافة المخصص لكل الأنشطة والمناسبات، شاكرا عماد جلول مدير المسارح والموسيقا على الجهود التي بذلها ليرى مسرح قومي حمص النور.
أمينة عباس