“الصحة العالمية”: الدول الغنية مسؤولة عن وفيات كوفيد-19 في الدول الفقيرة
اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن الدول الغنية مسؤولة بشكل مباشر عن وفاة المعرضين لخطر الإصابة بكورونا في الدول ذات الدخل المحدود والمتوسط. وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي إن “الدول التي تطعم الآن الشباب والأشخاص الأصحاء المعرضين لخطر الإصابة بشكل أقل، تفعل ذلك على حساب أرواح العاملين بمجال الصحة وكبار السن ومجموعات أخرى معرضة لخطر كبير في دول أخرى”.
وأشار إلى أنه طالما أن الوباء يخرج عن نطاق السيطرة في أي مكان، يمكن أن تظهر متغيرات تشكل مخاطر على أولئك الذين أصيبوا أو تم تطعيمهم. وقال تيدروس: “التوزيع غير العادل للقاحات ليس مجرد اعتداء أخلاقي، بل يهزم نفسه اقتصاديا ووبائيا”.
ووفق تقرير نشرته “يو أس إي توداي” فإن قادة وسكان الدول الأخرى انتقدوا الولايات المتحدة ودولا غنية أخرى بشكل متزايد، على شرائها معظم إمدادات العالم من لقاحات كوفيد-19. لكن البيت الأبيض دافع عن استراتيجيته الأولى للتطعيم ضد COVID-19، ووصفها بأنها مبررة بسبب تفشي المرض الرهيب في البلاد ووعد بمشاركة الجرعات بعد حماية الأمريكيين.
كما أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها بشأن احتمال قيام جماعات إجرامية باستغلال الطلب العالمي الهائل، الذي لم تتم تلبيته بعد، على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
جاء ذلك بعد أن أبلغ عدد من وزارات الصحة والسلطات الوطنية التنظيمية ومنظمات المشتريات العامة عن تلقي عروض مشبوهة لتزويدها باللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
وحذر مدير عام منظمة الصحة العالمية، خلال المؤتمر الصحفي الاعتيادي في جنيف، من قيام جماعات إجرامية بإعادة استخدام قوارير اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستخدمة والفارغة، وبيع منتجات مغشوشة عبر الإنترنت، خاصة عبر الشبكة المظلمة.
وشدد غيبرييسوس قائلا: “نحث على التخلص الآمن من قوارير اللقاح المستخدمة والفارغة، أو إتلافها لمنع إعادة استخدامها من قبل الجماعات الإجرامية”، وأضاف: “ونحث جميع الناس على عدم الحصول على اللقاحات المضادة لهذا الفيروس خارج برامج التطعيم التي تديرها الحكومة”، مشيرا إلى أن “أي لقاح يتم شراؤه خارج هذه البرامج، ربما يكون دون المستوى المطلوب أو مزيفا، وأنه قد يتسبب بأضرار جسيمة”.
ولفت غيبرييسوس إلى أن أي ضرر ناتج عن منتج مزيف لا يعكس سلامة اللقاح المضاد لفيروس كورونا الأصلي، مؤكدا أن منظمة الصحة العالمية على دراية بتقارير أخرى عن الفساد وإعادة استخدام قوارير اللقاح الفارغة. وأكمل: “يجب الإبلاغ عن أي عملية بيع مريبة للقاحات إلى السلطات الوطنية التي ستبلغ منظمة الصحة العالمية”.
وفي جهة أخرى، أوضح مدير عام منظمة الصحة العالمية قائلا: “لم يتبق سوى 15 يوما قبل اليوم الـ100، وهناك 36 دولة لا تزال تنتظر اللقاحات ضد فيروس كورونا كي تبدأ بتطعيم العاملين الصحيين وكبار السن”.
ومن بين تلك الدول الـ36، من المقرر أن تتلقى 16 دولة جرعات أولى من برنامج “كوفاكس” (برنامج توزيع القاحات المضادة لفيروس كورونا على الدول الفقيرة)، في غضون الأيام الـ15 المقبلة، وهذا يترك 20 دولة بانتظار اللقاحات، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وأردف: “يحتاج كوفاكس إلى 10 ملايين جرعة على الفور كإجراء عاجل لسد الفجوة، حتى تتمكن هذه الدول العشرون من الشروع في تطعيم العاملين الصحيين والأشخاص كبار السن في غضون الأسبوعين المقبلين”.