الغموض يكتنف موعد تعويم السفينة الجانحة.. و14 مليون دولار خسائر قناة السويس يومياً
لا يزال من غير الواضح متى سيتم إعادة تعويم السفينة إيفر غيفن، والتي يبلغ طولها 400 متر في قطاع جنوبي، من قناة السويس، والتي عطّلت عمليات الشحن العالمية بعد غلق أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم، إذ أكد رئيس هيئة قناة السويس، اليوم الأحد، أن أعمال التكريك والشد بالقاطرات لتعويم السفينة الجانحة ستستمر في توقيتات تتلاءم مع المد والجذر واتجاه الرياح، وأضاف في بيان: إن الكراكات رفعت حتى الآن حوالي 27 ألف متر مكعب من الرمال حتى عمق 18 متراً، مشيراً إلى أن القناة تخسر ما بين 13 و14 مليون دولار من الإيرادات اليومية بعد توقف حركة الملاحة بسبب جنوح سفينة الحاويات، موضحاً أن 369 سفينة تنتظر عبور القناة.
وزادت أسعار الشحن لناقلات المنتجات النفطية إلى المثلين تقريباً بعد جنوح السفينة، وإثر غلق القناة على سلاسل الإمدادات العالمية، مهدداً بحدوث تأخيرات باهظة التكلفة للشركات، التي تعاني أصلاً بسبب قيود كوفيد-19. وإذا استمر إغلاق القناة طويلاً، فإن شركات الشحن ربما تقرّر تغيير مسار السفن لتدور حول رأس الرجاء الصالح، وهو ما يضيف أسبوعين إلى الرحلات بالإضافة إلى المزيد من تكاليف الوقود.
وقالت شركة هولندية تعمل لتعويم السفينة: إن من الممكن تحريرها في غضون الأيام القليلة المقبلة إذا كان من شأن قاطرات ثقيلة وعمليات جارية لتجريف الرمال من حول مقدمتها ومد مرتفع، إزاحتها من مكانها.
وشاركت 14 قاطرة حتى الآن في جهود إعادة تعويم السفينة، على الرغم من أن شركتي بوسكاليس وسميت سالفيج حذّرتا من أن استعمال قوة زائدة على الحد لقطر السفينة يمكن أن يلحق بها الضرر، وقال بيتر بيردوفسكي، المدير التنفيذي لشركة بوسكاليس، وهي الشركة الأم لشركة سميت سالفيج الهولندية التي جيء بها في الأسبوع الماضي لتعزيز جهود هيئة قناة السويس لتعويم السفينة، “إن رافعة برية ستصل خلال أيام وهو ما يمكن أن يخفف حمولة السفينة وذلك من خلال إنزال حاويات، لكن خبراء حذروا من أن عملية من هذا النوع يمكن أن تكون معقدة وطويلة.
وقال بيردوفسكي “إذا لم ننجح في تحريرها الأسبوع المقبل (الذي يبدأ يوم الاثنين) فسيتعيّن علينا إنزال نحو 600 حاوية من مقدمة السفينة لتخفيف الوزن”، ومضى قائلاً “هذا سيؤخرنا أياماً على الأقل لأن المكان الذي سنترك فيه تلك الحاويات سيكون لغزاً إلى حد بعيد”.
وفي وقت سابق اليوم، أكد مصدر في هيئة قناة السويس، فشل محاولة تعويم سفينة الشحن التايوانية العملاقة الجانحة في مجرى القناة، لافتاً إلى أنه تم تكرار المحاولة مع حلول موجات المد البحري المتوقّعة، وأضاف: “للأسف لم ننجح اليوم بمحاولة تعويم السفينة، سنكرّر المحاولة مرة أخرى اليوم مع حلول موجات المد البحري المتوقّعة”.
ونفى مصدر آخر وجود معلومات بشأن موعد تعويم السفينة، لكنه قال: إن هناك مؤشرات إيجابية على ذلك، في حين قال مصدر بقطاع الشحن: تمّ إعداد خطة للعبور السريع لنحو 133 سفينة بمجرد تعويم السفينة الجانحة.
وفي وقت سابق، قال مصدر في إدارة قناة السويس: إنه من الممكن نقل سفينة الحاويات في أقرب وقت الليلة، أثناء ارتفاع المد”، وأضاف: “أتوقّع أن يتمّ نقل السفينة اليوم لأنها بدأت تتفاعل مع عمل القاطرات.. أعتقد أنه سيتم نقلها بالكامل إلى منتصف القناة استعداداً لسحبها خلال أعلى موجة في منتصف الليل”، موضحاً أن حركة سفينة الحاويات تعتمد بشكل كبير على المد والجزر المرتفع والمنخفض.
وكانت الشركة المشغلة للسفينة الجانحة بقناة السويس أعلنت عن فشل محاولات إعادة تعويم السفينة الجمعة، موضحةً أن التحقيقات الأولية تستبعد أي خلل فني أو في المحرك كسبب لجنوحها، وقالت إن “عملية نقل السفينة سيستغرق يومين أو ثلاثة أيام وذلك لإزالة السفينة من المياه الضحلة”، مشيرة إلى أن “الوضع معقد بسبب حجم السفينة وعدد الحاويات عليها”.
وكانت هيئة قناة السويس أفادت في بيان سابق، أن السفينة “إيفر غيفن” جنحت، يوم الثلاثاء الماضي، وهو ما “يعود بشكلٍ أساسي إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظراً لتعرض البلاد لعاصفة ترابية، ما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها”.
وتعتبر سفينة الحاويات “إيفر غيفن” من أكبر سفن الحاويات فى العالم، يبلغ طولها 400 متر، وعرضها 59 متر، فيما تبلغ حمولتها الإجمالية 224 ألف طن بحمولة حوالى 120 ألف حاوية.
وتسبب جنوح السفينة العملاقة في إغلاق قناة السويس التي يصل طولها إلى 193 كيلومتراً، ولا تزال جهود فتح الممر المائي العالمي مستمرة. وعلقت هيئة قناة السويس، الخميس، حركة الملاحة بشكلٍ مؤقت، فيما تواصل 8 زوارق، جهود تعويم سفينة حاويات عملاقة.
وتسبب جنوح سفينة الحاويات في إغلاق الشريان الدولي وحدوث زحمة في البحرين الأحمر والأبيض المتوسط. وما حصل دفع بعض السفن الى تغيير طريقها باتجاه رأس الرجاء الصالح.
وتربط قناة السويس بين البحرين الأحمر والمتوسط، وتعد واحدة من أهم الممرات المائية في العالم، وفقاً للإحصائيات العالمية، التي تقول إن نحو 30% من حاويات الشحن في العالم تمر عبر قناة السويس ونحو 12% من إجمالي التجارة العالمية لجميع السلع.