أزمة قناة السويس.. خسائر فادحة والتداعيات قد تستمر أشهراً
تم تعويم السفينة إيفر غيفن، الجانحة منذ أسبوع في قناة السويس، واستئناف حركة الملاحة في الممر الملاحي الدولي، بحسب ما أعلن رئيس هيئة القناة أسامة ربيع في بيان، وذلك بعد دقائق من نشر مواقع تتبع صوراً تظهرها في عرض القناة من جديد. وقال ربيع: إنه “تم استئناف حركة الملاحة بقناة السويس بعد نجاح الهيئة بامكانياتها في إنقاذ وتعويم سفينة الحاويات إيفر غيفن”.
ويثت قناة اكسترا نيوز المحلية بثا مباشراً للسفينة بعد تعويمها وأثناء تحركها داخل القناة.
وقبل دقائق من اعلان ربيع تعويم السفينة وعودة الملاحة في الممر المائي الدولي، أظهرت مواقع السفينة وقد عادت الى الوضع العرضي في القناة، وأوضح مصدر في قناة السويس طلب عدم ذكر اسمه أن “رياحا شديدة هبت أثناء مناورات التعويم فأعادت السفينة الى وضع عرضي داخل القناة الا أن القاطرات تمكنت من ضبط وضعها مجددا ثم تعويمها بالكامل وإعادتها الى مسارها الصحيح مرة أخرى”.
وكانت قاطرات عملاقة نجحت فجر الاثنين في تعويم جزئي لسفينة الحاويات “إيفر غيفن” الجانحة في قناة السويس منذ ستة ايام ما سمح لها بالتحرك، في مؤشر إلى بدء حلحلة الأزمة التي كانت تتسبب منذ الثلاثاء بمليارات الدولا بحسب مواقع متابعة السفن.
وفي وقت سابق، وقال رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع في بيان فجر الاثنين إنه تم “البدء في مناورات الشد لتعويم سفينة الحاويات إيفر غيفن بواسطة 10 قاطرات عملاقة تقوم بالعمل من اربعة اتجاهات مختلفة”. واضاف “أنه تم “تعديل مسار” سفينة الحاويات منذ أيام “بنسبة 80%”. متابعا “بدء تعويم سفينة الحاويات البنمية بنجاح بعد استجابتها لمناورات الشد والقطر اذ تم تعديل مسار السفينة بنسبة 80% وابتعاد مؤخرة السفينة عن الشط بمسافة 102 مترا بدلا من 4 أمتار”. وأوضح أن “السفينة القاطرة الهولندية “إيه بي إل غارد” وصلت مساء الأحد وشاركت في جهود تعويم السفينة”.
وتحركت مؤخرة السفينة التي تبلغ حمولتها أكثر من 200 الف طن، لتبتعد عن الضفة الغربية للقناة، بحسب مواقع متابعة السفن. وأكد مصدر طلب عم الكشف عن هويته في قناة السويس قائلا أنه “تم تشغيل محركات السفينة وتبين سلامتها”.
واعلنت الشركة المالكة لحاملة الحاويات أن السفينة “استدارت” لكن لم يتم تعويمها حيث قال المتحدث باسم شركة “شوي كيسن” إن السفينة “عالقة بزاوية 30 درجة نحو القناة لكن تمت حلحلتها” مشيرا إلى أنها “استدارت” لكنها “ليست عائمة بعد”. وقال بيتر بيردوفسكي الرئيس التنفيذي لشركة بوسكاليس للإذاعة العامة الهولندية اليوم الاثنين إن الأنباء الواردة بخصوص التعويم الجزئي لسفينة الحاويات الضخمة التي تسد قناة السويس طيبة لكن استكمال العملية لن يكون سهلا.
وبوسكاليس هي الشركة الأم لشركة سميت سالفدج التي تساعد في جهود تحريك السفينة الجانحة.
وذكر بيردوفسكي أن قاطرة جديدة ستصل وسيجري ضخ المياه أسفل مقدمة السفينة للمساعدة على تحريرها لكن إذا لم تنجح هذه الجهود فمن المحتمل الاضطرار إلى خفض الحمولة.
وأشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاثنين بـ”نجاح” العملية الجارية لـ”إنهاء أزمة” السفينة الجانحة في قناة السويس، في تغريدة على تويتر. وقال: “نجح المصريون اليوم في إنهاء أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس رغم التعقيد الفني الهائل الذي أحاط بهذه العملية من كل جانب”، تعقيبا على تغيير اتجاه حاملة الحاويات العالقة في القناة بنسبة 80% بعد أن نجحت قاطرات عملاقة في تعويمها جزئيا.
وجنحت سفينة الحاويات “إم في إيفر غيفن”، التي يزيد طولها عن طول أربعة ملاعب لكرة القدم، بالعرض في مجرى قناة السويس صباح الثلاثاء فأغلقته بالكامل، ما عطّل الملاحة في الاتجاهين في المجرى المائي البالغ الأهمية.
وكانت السفينة البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، تقوم برحلة من الصين إلى روتردام في هولندا.
وأدّى تعطل الملاحة إلى ازدحام مروري في القناة وتشكل طابور انتظار طويل.
وقال رئيس هيئة قناة السويس في تصريح لقناة العربية الأحد إن 369 سفينة تنتظر الآن عبور القناة في الاتجاهين.
وتسبّب تعطّل السفن بتأخير بالغ في عمليات تسليم النفط ومنتجات أخرى.
خسائر كبيرة
وأشار تقرير لشركة أليانز للتأمين إلى أن اليوم في تعطّل نقل البضائع، نتيجة وقف الملاحة بالقناة، “يكلّف التجارة العالمية من 6 إلى 10 مليارات دولار”.
وقالت شركة “لويدز ليست” إنّ الغلق يعيق شحنات تقدر قيمتها بنحو 9,6 مليار دولار يومياً بين آسيا وأوروبا، وأشارت إلى أن “الحسابات التقريبية” تفيد بأن حركة السفن اليومية من آسيا إلى أوروبا تُقّدر قيمتها بحوالي 5,1 مليار دولار ومن أوروبا إلى آسيا تُقّدر بنحو 4,5 مليار دولار.
ومن جهته قدّر ربيع السبت الخسائر اليومية لقناة السويس بسبب تعطل الملاحة ما بين 12 و14 مليون دولار.
وأعلنت وكالة الصحة الحيوانية في رومانيا السبت أن 11 سفينة محمّلة بالماشية تأثرت بتعطّل حركة عبور القناة. وحذّرت منظمة “أنيمالز إنترناشونال” غير الحكومية من “مأساة” محتملة تهدد نحو 130 ألف حيوان.
إلا أن وزارة الزراعة المصرية أفادت في بيان نشر على صفحة الوزارة على موقع فيسبوك أنها قررت إرسال فرق خدمات بيطرية وتقديم الأعلاف لها على ظهر السفن “حفاظا على صحة هذه المواشي القادمة من أوروبا إلى الأردن والسعودية”.
التحول الى طريق رأس الرجاء الصالح
وفي انتظار استئناف الملاحة في قناة السويس، قررت شركات ملاحية كبرى مثل ميرسك الدنماركية أو الشركة العامة الملاحية (سيه ام آه سيه جيه ام) الفرنسية تحويل بعض السفن الى طريق رأس الرجاء الصالح الذي يتطلب الدوران حول قارة افريقيا وهو ما يعني 6 الاف كيلومتر اضافية الى الرحلة بين سنغافورة وروتردام على سبيل المثال.
وأوضح متحدث باسم الشركة الفرنسية لفرانس برس أن “المجموعة قرّرت تحويل خط سير اثنيتن من سفنها المتجهة الى اسيا الى رأس الرجاء الصالح وتدرس خيارات أخرى لعملائها من بينها نقل البضائع على متن طائرات أو عبر خطوط السكك الحديدية”.
تداعيات تمتد لأشهر
يأتي ذلك فيما أفادت مجموعة “ميرسك” للشحن، في بيان، بأن وضع سفينة الحاويات العالقة في قناة السويس نجمت عنه اضطرابات في نشاط الشحن العالمي “قد يستغرق زوالها أسابيع وربما عدة شهور”.
وقالت أكبر شركة لشحن الحاويات في العالم في بيان استشاري للعملاء: “حتى بعد إعادة فتح القناة، الآثار المضاعفة على القدرة والمعدات العالمية كبيرة”. وأضافت أن لها ثلاث سفن عالقة في القناة بخلاف 29 أخرى تنتظر الدخول، مضيفة أنها غيرت حتى الآن مسارات 15 سفينة لتبحر بدلا من ذلك جنوبي القارة الإفريقية، وأشارت إلى أنه “بعد تقييم وضع التكدس الحالي للسفن، قد يستغرق عبور كامل الصف ستة أيام أو أكثر”.