بماذا تنبض الستارة الحلبية في اليوم العالمي للمسرح؟
حلب ـ غالية خوجة
يحتفل العالم بيوم عالمي سنوي ودوري مخصص للمسرح في كافة أرجاء المعمورة، وتبدأ المنصات والورشات والندوات والفرق المسرحية حيويتها من جديد. وسوريتنا الحبيبة منذ المسرح التراثي الأول وهي تحتفل بهذه المنصة من خلال برامج فنية وثقافية وعروض مسرحية مختلفة. وضمن هذا اليوم، احتفلت مديرية المسارح والموسيقا ـ مسرح حلب القومي، من خلال برنامج بدأ بكلمة الفنانة البريطانية هيلين ميرين رسالة المسرح لعام 2021″، قرأها الفنان الباحث هلال دملخي. ونشير إلى ما اختتمت به ميرن: “لن تختنق أبداً الرغبة الإبداعية للكتاب، والمصممين والراقصين والمغنين والموسيقيين والمخرجين، وفي المستقبل القريب ستزهر الرغبة مرة أخرى، تدفعها طاقة جديدة، وفهم جديد للعالم، الذي نتشاركه جميعاً”.
وتألقت ذاكرة حلب المسرحية من خلال عرض توثيقي من أرشيف الفنان المرحوم عبد الوهاب جراح، الذي اشتهر بالعديد من الأدوار منها دور جحا. وانطلاقاً من مقولة: “أعطني خبزاً ومسرحاً.. أعطيك شعباً مثقفاً”، شاهد الحضور الاحتفالية التي أقيمت على مسرح نقابة الفنانين بحلب، ضمن برنامج من تأليف عمر شعراني، وفكرة وإخراج غسان الذهبي.
تألف فريق الاحتفالية من الفنانين سلوى جميل، عمر شعراني، أحمد مكاراتي، عمار جراح، سوسن علي، نغم قوجاك، إياد شحادة، ديمة مرعياني، أحمد شعبان، طارق خليلي، بمشاركة فرقة كارلي للرقص المسرحي، وفرقة قلعة حلب للفنون الشعبية، وبرزت الموسيقا بجمالياتها المناسبة من معزوفات ليث صايغ على آلة الكمان. والملفت أن العرض الافتتاحي تميز بتمحوره حول الأم السورية وتقاسيم معاناتها الذاتية والأسرية والمجتمعية، لا سيما في ظل الظروف القاسية. وقدم الحفل محمد أمجد حلاق، بينما تألف الفريق التقني من سعيد خليلي، مساعد مخرج، عبد القادر سواس، عروض الشاشة، عمار جراح تصميم إضاءة، أحمد العلي ـ تنفيذ الإضاءة، فاتح جوهر ـ الصوت، حسين عابدين ـ مدير المنصة، محمد أبو ردن ـ تصوير مرئي.
بهذه المناسبة، نقتطف كلمات للكاتب المسرحي عبد الفتاح قلعه جي، الذي سيتم تكريمه من قبل اتحاد الكتاب العرب في حزيران القادم: “قطار المسرح في العالم يسير بسرعة فائقة، في كل محطة مدرسة جديدة، واتجاه حديث وتجريب أكثر حداثة، وأنا لا أدعو إلى التبعية للحاق بركب المسرح العالمي الحديث، وإنما أدعو إلى الموازاة في انطلاقة الركب والتطور، وهي موازاة تقوم على ثقافة مسرحية شاملة، وعلى إدراك عميق لشخصيتنا بما يحقق شرط وجودنا، وعلى وعي أصيل بانتمائنا للحضارة الإنسانية. إن المسرح لا يمكن أن يتطور مع الجمود والسكون والبلادة، وأرى أن زملاءنا من أئمة المسرح مخضرمين وشباباً لديهم من طاقة الإدراك والإبداع وحب المغامرة ما يؤهلهم للسير في قطار المسرح إلى عوالم غير مكتشفة.