معرض تشكيلي نوعي في افتتاح صالة جديدة للفنون الجميلة
افتتح اليوم معرض لكوكبة من التشكيليين السوريين المعروفين في التصوير الزيتي وهم: أدوار شهدا، غسان نعنع، عبد الله مراد، نزار صابور، باسم دحدوح، أحمد أبو زينة، يوسف عبد لكي، وفي النحت: إحسان العر، مصطفى علي، لطفي الرمحين.
هذا المعرض الأول الذي تفتتح فيه الصالة الجديدة التي تحمل اسم “غاليري 13” للفنون الجميلة والواقعة في اتستراد المزة بدمشق، أملاً في تعزيز حضور الفن التشكيلي السوري وتقديمه بالشكل اللائق للجمهور والسعي لتسويقه محلياً وخارجياً وتسد ما قصرت فيه بقية الصالات الخاصة، تلك التي تعاملت مع الفن التشكيلي بمنطق النفعية والربح والانسحاب حين تراجعت الحياة الاقتصادية بفعل الحرب.
هذا المعرض الهام قدم فيه الفنانون مجموعة من الأعمال الجديدة فلكل منهم ميزة تشكيلية خاصة وشخصية فنية مؤثرة فأغلبهم ما زال مشغولاً بقضية الإنسان ولم تبارح لوحته هذا الموضوع الأثير فقد عالجه بأسلوب تعبيري كثيف من جهة الانفعال والتلخيص ونلحظ ذلك واضحاً في تجربة باسم دحدوح الذي يقتفي أثر الفنانين الكبار أمثال مروان قصاب باشي وغيره، ونجد في محطة أخرى أكثر من لوحة لغسان نعنع الذي يعنى بالضوء والنور في لوحته جاعلاً منها عالماً تسكنه النورانية واللطف، فيما يصر ادوار شهدا على تعبيريته الخاصة المستخلصة من بساطة الرسم وتلقائية الفكرة دون الولوج في فيزيائية الاستعراض اللوني والبهرجة التقنية ليقدم لوحة خالصة مكتملة في معناها ومبسطة في مبناها التقني والأسلوبي، ونشهد ذلك عند قرينه التجريدي عبدالله مراد الذي يرسم بوعي وحساسية لأهمية أي بقعة لونية وتأثيرها الفيزيائي وصولاً إلى الفن الخالص والبعيد عن الاستعراض والوظيفية في الرسم، كما يصر يوسف عبدلكي الفنان الحفار على أسلوبه بالأبيض والأسود حيث التأثير الصادم للوحة المعبأة بخبرة الرسام والواثق من سواد فحمه بين أصابعه حيث تضيء فكرة بيضاء على الكرتون تعيش وتبقى لجدية ما تحمل من رؤية وفن، بينما نزار صابور المولع بالتجارب التقنية والبحث عن ملامس جديدة لسطح لوحته التي ينجزها بحذاقة العارف لمستوى الصباغ وتأثيره على القماش، يكتفي بأن يرسم روح أي مكان في ذاكرته ليجعل منه شيئاً سكنه سلام خاص منذ أزل.
في جانب مجموعة من الأعمال الخشبية والبرونزية لنحاتين لا تقل أهمية في حضورها عن اللوحة مما جعل من صالة العرض مكان بهجة وذوق تسر وترقى برائيها.
أكسم طلاع