الحرب حسمت تجديد استراتيجية الطفولة المبكرة للمرة الرابعة
دمشق- حياة عيسى
تحت شعار “أسرتي بخير.. أنا بخير ووطني بخير”، وضمن حملة “أيام الأسرة السورية” التي أطلقتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان، يقيم قسم علم الاجتماع في جامعة دمشق مع الهيئة الأسبوع الثقافي السنوي تحت عنوان: “تداعيات الحرب على المجتمع والأسرة”.
وبيّن الدكتور محمد أكرم القش، رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان، أن تداعيات الحرب أرخت بأثقالها على كاهل المرأة بشكل كبير، لاسيما أن “الإعالة” أصبحت تقع على عاتقها، وذلك نتيجة فقدان معيل الأسرة، إضافة إلى مجموعة من الأمور الأخرى كالفارق العمري بين الزوجين، والعنف داخل الأسرة، والهجرة، وقوانين الأسرة والطلاق، لاسيما التعسفي، مع الإشارة إلى أن “المرأة المعيلة” ليست ظاهرة جديدة، لكنها تزايدت في المجتمع نتيجة الحرب وتداعياتها، ما أدى إلى بروز حالة “تأنيث الفقر” التي لا يعتبر ظهورها نتيجة لضعف الدخل، بل هي نتيجة الحرمان من الإمكانيات، ما يفرض عليها الميل للعمل ضمن ظروف غير ملائمة، والقبول بمستوى دخل منخفض، وتجاوز حق التأمين في العمل، وتقبّل ساعات العمل الطويل والعقد السنوي، لذلك لابد من التوجه نحو رفع مستوى الدخل، وتقبّل المرأة المعيلة لأسرتها بوصفها امرأة عاملة، إضافة إلى ضرورة الاهتمام بقضايا العمل، وإيجاد الصيغ المناسبة لتوفير عقود عمل تحرر المرأة من عبثية العمل.
من جهتها الخبيرة الدولية بقضايا الطفل هديل الأسمر بيّنت أن تداعيات الحرب نالت من الطفل والطفولة أيضاً، الأمر الذي أصبح حاسماً لتجديد “استراتيجية الطفولة المبكرة للمرة الرابعة”، علماً أنه تم إطلاقها منذ عام ٢٠٠٥، لاسيما قسم تداعيات الأزمة التي تناولتها، وموضوع الأزمة وامتدادها لجائحة كورونا، وخصوصيتها للأطفال، مع تأكيدها أن الاستراتيجية ستتوجه للأطفال الذين عاشوا ضمن المناطق غير الخاضعة لسلطة الدولة، بالظروف القاسية والقاهرة التي عانوا منها، لإعادة بنائهم، وضمان التعافي والاندماج بالمجتمع بالشكل الأمثل.