الكرملين: القيادة الروسية لن تسمح للولايات المتحدة بالتحدث معها من موقع قوة
أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، أثناء خطاب ألقاه في جلسة للمجلس الروسي للعلاقات بين الشعوب التي تجري في شكل مؤتمر الفيديو: “أريد أن أبدأ من الموضوع المركزي وهو “تعزيز الهوية والمواطنة الروسية”، وأضاف: “لا يوجد هناك شيء أهم من ذلك بالنسبة لبلادنا وبالنسبة لكل دولة أخرى. ونعرف ما هي القضايا التي يواجهها الكثير من بلدان العالم في هذا المجال المركزي بالذات، وذلك في القارتين الأمريكية والأوروبية على حد سواء”، فيما أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف اليوم أن القيادة الروسية لن تسمح للولايات المتحدة بالتحدّث مع روسيا من موقع قوة.
وقال بيسكوف في مقابلة مع صحيفة “أرغومينت أي فاكتي” (“الحجج والحقائق”) الروسية: “يردد الأمريكيون الآن مثل المانترا (التعويذة الصوتية)، ويؤكّدون أنهم سيتحدثون مع الجميع من موقع قوة. لكن الرئيس الروسي وكذلك باقي أعضاء القيادة الروسية، لن يسمحوا للأمريكيين أو لأي شخص آخر، بالتحدّث معنا بهذه الطريقة”.
ورداً على سؤال حول إمكانية قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، قال بيسكوف: إنه لا يرغب بالحديث عن مثل هذه السيناريوهات المتطرفة، ونوه بأن روسيا ستدرك إلى أين تتحرّك في العلاقات مع الولايات المتحدة، بعد مراجعة العلاقات الثنائية في ظل الإدارة الأمريكية الحالية، وأضاف: إن موسكو ترى ضرورة عدم السماح للعلاقات بين موسكو وواشنطن بالتدهور أكثر، لذلك تلخص رد فعل بوتين على تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن المسيئة، بالدعوة للحوار، التي ظلت دون رد من الجانب الأمريكي.
وأضاف بيسكوف: “سيكون هناك إصلاح شامل للعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا في ظل الإدارة الحالية.. ونحن بحاجة الآن لمنع هذه العلاقات من الانزلاق إلى أسفل المنحدر فقد تم إلحاق الكثير من الضرر بها ويجب إعادة إحيائها بطريقة ما”، وأشار الى أن بلاده بحاجة إلى التحدث للأميركيين حول خطة العمل الشاملة المشتركة مع إيران والعديد من المواقف والمشاكل الأخرى في العالم.
ورداً على سؤال عما إذا كان الكرملين، يتوقّع حدوث احتجاجات في الصيف والخريف مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في روسيا، أشار بيسكوف إلى أن السلطات تتوقّع زيادة النشاط السياسي بطريقة أو بأخرى، لأن الحملة الانتخابية ترتبط دائما بالمناقشات والجدل، وأضاف بيسكوف: “هذا وقت نشط دائما. لكن ليس لدي شك في أنه إذا حدثت استفزازات، فسيتم التصدي لها”.
وستشهد روسيا في يوم 19 تشرين الثاني المقبل، انتخابات مجلس الدوما، وستجري بالترافق معها، انتخابات محلية وبلدية.
وعبر الناطق باسم الكرملين عن أمله بألا تصل الأمور إلى حظر المنصات الإلكترونية الأجنبية في روسيا بشكل كامل، وقال: “أود أن آمل ألا نصل إلى هذا وأن يتم إيجاد طرق لحل النزاع. لا أحد يريد فرض حظر كامل، وسيكون من الحماقة إطلاق دعوات لذلك. لكننا بحاجة إلى إجبار تلك الشركات على الالتزام بما لدينا من قواعد”، وأوضح أنه يتعين على الشركات الأجنبية التقيد بالقواعد والأحكام المحلية القائمة في الدول التي تعمل فيها، وأضاف: “لا تبدي كل الشركات استعداداً للحوار، مع أنه ليست كل شركة قادرة على تأمين نفسها من أن تصبح أداة في أيدي الدول الأخرى للتأثير على الدولة التي تعمل فيها”.
وفي وقت سابق هذا الشهر، أبلغت السلطات الروسية إدارة شركة “تويتر” بقرارها إبطاء سرعة عمل موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي واحتمال حجبه بالكامل في حال عدم امتثاله للمطالبة بالتقيد بالقانون الروسي.
وفيما يخص مواجهة فيروس كورونا، قال بيسكوف: إنه من الصعب للغاية هزيمة الفيروس وبالتالي فإن “كوفيد 19” لن يختفي.