فسيفساء جديدة تشرق من اتحاد الكتّاب العرب
حلب- غالية خوجة
كيف يرتّب اتحاد الكتّاب العرب إشراقاته المتجدّدة ليكون المساهم في الوعي الوطني والثقافي والإنساني والفني، ويبني الزمن الحضاري المنطلق من الإنسان، لأن بناء الأرض والحضارات والمستقبل والأوطان يبدأ من الإنسان؟.
ضمن هذه المنظومة التشبيكية يوجّه الاتحاد بوصلته لتزداد الأشعة الفاعلة وعياً من خلال الكتابة والإبداع والتواصل مع المجتمع بكافة الوسائل الممكنة، وابتكار الوسائل المناسبة، وذلك من خلال زيارة رئيس اتحاد الكتّاب العرب الدكتور محمد الحوراني ووفد من أعضاء المكتب التنفيذي، وهذا ما ظهر واضحاً أثناء الاجتماع الذي غلبت عليه صفة الجلسة التحاورية الهادفة إلى تطوير العمل الثقافي، وتفعيل مشهده، ليصل إلى شرائح المجتمع كافة.
وبهذه المناسبة، أكد د. الحوراني أن العمل الثقافي لا يعني فقط الواجب، بل يشمل الرغبة والمحبة والتطوع، والاقتراب أكثر من هموم ومعاناة الناس، لأن أساس الهدف من الكتابة الإنسان، وإيصال الرسالة لوعيه أينما كان في المدارس والجامعات والبيت والشارع والعمل، مؤكداً على ضرورة أن تكون الفعاليات تفاعلية، وأن تتضمن المناطق القريبة والبعيدة والأرياف، مشيداً بالعلاقة المتناغمة بين الاتحاد ومديرية الثقافة، لافتاً إلى الخطة الواسعة للاتحاد والتي تتضمن مبادرات عدة، وتوقيع مذكرات تفاهم مع عدد من الوزارات.
وتبادل الحاضرون الآراء بغية تطوير الأداء واتساعه، وتوظيف الوسائل الممكنة، واستمع الوفد برئاسة د. الحوراني إلى العديد من المقترحات الإيجابية التي تضيف أفكاراً مستدامة، مثل الانطلاق بالفعاليات إلى الهواء الطلق بين الناس، منها مثلاً قلعة حلب وساحة الجامعة وساحة سعد الله الجابري والحدائق العامة مثل حديقة حلب والسبيل وميسلون، وإقامة الفعاليات المناسبة في المدارس والمعاهد والكليات الجامعية، وتوظيف الأمكنة المهمّة الأخرى مثل المناطق الأثرية والمقاهي المختلفة والأسواق المناسبة لإقامة الفعاليات الثقافية التي من الممكن أن ترافقها رسوم مباشرة لفنانين تشكيليين مبدعين وشباب،
وترافق هذه الفعاليات معزوفات موسيقية ملائمة من قبل الفنانين العازفين في حلب المخضرمين منهم والشباب، ومن الممكن أن يكون هناك مهرجان دوري شهري أو فصلي في الأماكن العامة والهواء الطلق، ليكون تظاهرة ثقافية أدبية تشكيلية موسيقية ومسرحية أيضاً، إضافة لتوظيف الوسائل التكنولوجية بشكل أفضل، وتوظيف الشاشات الإلكترونية المنتشرة في حلب لبثّ الفعاليات بشكل مباشر والإعلان عن الأنشطة، والمزيد من الاهتمام بمقر الاتحاد كمكان، واكتشاف المواهب الشابة.
وتضمنت جولة وفد الاتحاد زيارة لمحافظ حلب السيد حسين دياب، حيث تمت مناقشة العديد من النقاط الإيجابية، وزيارة إلى منزل كل من الأديبين وليد إخلاصي وعبد الفتاح قلعه جي اللذين سيتمّ تكريمهما في مهرجان القصة والرواية الذي سيقام في حلب شهر حزيران القادم.