استثمار داخلي مكشوف
تقرير إخباري: سمر سامي السمارة
في محاولة لتجميل صورته أمام الرأي العام التركي، ترأس رأس النظام التركي أردوغان اجتماعاً لمجلس الأمن القومي التركي أمس لاستثمار العديد من القضايا و الملفات الخارجية لتحقيق مكاسب داخلية.
كان الملف السوري في صدارة الملفات التي تم بحثها في الاجتماع، وزعم المجلس أن الهدف من التدخل التركي في سورية هو حماية ما يسمى أمن تركيا القومي. لكن رأس النظام التركي تغافل عن أن ما قام به في سورية كان انتهاك صارخ للمواثيق الدولية من خلال احتلال أجزاء واسعة من شمال وشمال غرب سورية، بالإضافة إلى الدعم المباشر وغير المباشر للإرهابيين، وارتكاب القوات التركية وعصاباتها المدعومة من قبلها خروقات واسعة ضد المدنيين القاطنين على الحدود، مثل القتل والتعذيب والخطف، والابتزاز، والاحتجاز، وحرمان نحو نصف مليون شخص من المياه. والجدير بالإشارة إلى أن كل ذلك كان يتم في المناطق التي تحتلها القوات التركية شمال سورية منذ بدء العدوان التركي، وقد تم توثيق العديد من الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها قوات ما يسمى “الجيش الحر” التي تمولها أنقرة لدى المنظمات الحقوقية والإنسانية التابعة للأمم المتحدة.
ومن ضمن الملفات التي تمت مناقشتها أيضاً الخلافات بين أنقرة وأثينا حول النزاع الحدودي البحري، وملف الهجرة الذي تورطت فيه تركيا لأهدف غير إنسانية، حيث نراها الآن تسعى للهروب من ورطتها من خلال تبييض صورتها مع الإتحاد الأوربي.
أما في الملف الليبي، فقد استخدم أردوغان عبارات التفافية كي يغطي بها انتهاكاته في الساحة الليبية، حيث لجأ مجلس الأمن القومي التركي إلى الكذب بشأن عملياته العسكرية في طرابلس على أنها عمليات إنسانية ستوفر شتى أنواع الدعم الأمن والاستقرار والرخاء للشعب الليبي، لكن الواقع على الأرض يبين أنها انتهاكات تمارسها تركيا ضد الشعب الليبي، وما يؤكد ذلك هو الاحتفاظ بوجود عسكري كبير على الأراضي الليبية والذي يضم آلاف المرتزقة الذين جندتهم من الإرهابيين السوريين وغير السوريين الموالين لها.
مما تقدم نجد أن تركيا تحاول أن تبيض صفحتها عبر منصة مجلس الأمن القومي، لكن ادعاءاتها مكشوفة لكل الأطراف المتضررة من سلوكها العدواني، وسياساتها الداعية إلى زعزعة الاستقرار بهدف تحقيق أحلامها العثمانية في إحياء إمبراطوريتها البائدة.