الرموز التعبيرية تفرض نفسها في واقع مدللتي القلعة الاتحادية..
“البعث الأسبوعية” ــ محمود جنيد
استأثر شباب فريق الاتحاد لكرة القدم بجميع الرموز التعبيرية الإيجابية المتاحة من قبل مناصري النادي (محبة، فرح، فخر، حماسة، إعجاب، تشجيع) لأنهم كانوا مبعث الفخر والأمل والفرح الوحيد بالنسبة للنادي الذي يعيش واقعا سيئا على المستوى العام.
بداية المفارقة كانت في خسارة فريق شباب السلة للقب الدوري أمام الجار والمنافس التاريخي المتقدم على عرش اللعبة، الجلاء، في المباراة النهائية التي عاد فيها الأحمر من بعيد، وأدرك المباراة وتقدم في الوقت الإضافي وكاد يخطف اللقب من منافس قوي ومحضر في ظروف مثالية، أهمها المعسكر المغلق في فندق متلألئ النجوم طيلة الدور النهائي؛ لكن أحداث الدقائق الحاسمة بجدلها التحكيمي وصافراتها التي أطلت على المشهد، لتوكل دور البطولة لحامل لقبها، الجلاء، وسط حالة من السجال الفيسبوكي بين طرفي المعادلة في الإدارتين اللتين تمثلهما قامتان سلويتان كبيرتان – جاك باشاياني ومازن أبو سعدى – بين مشدد على وجود أخطاء تحكيمية ومؤثرة، وناف لذلك – حسب وجهة نظر كل طرف – قبل أن يتلقى فريق الرجال ضربة موجعة بهزيمته التاريخية أمام النواعير في الجولة 15 للدوري، وهي الهزيمةالتي هزت الشارع الرياضي الحلبي، وأقامت الدنيا ولم تقعدها على الإدارة والفريق واللاعبين والمدرب الصربي فينكو باكيتش، ليعلق كابتن الفريق علي ديار بكرلي على الأمر مؤكدا أن الخسارة التي لن يدخل بحيثياتها وخلفياتها لن تبعد فريقه عن المنافسة باللقب، وأن الأمر مجرد سقطة سيتبعها نهوض ومنافسة بقوة حتى الرمق الأخير.
وأكد مدرب شباب الاتحاد ظافر قباني في حديثه الذي لم يشأ فيه التطرق للتحكيم وتأثيره على سير المباراة النهائي، خاصة بعض العقوبات المتضمنة غرامات مالية، والتي طالت مشرف اللعبة ومدير الفريق، عضو إدارة النادي، مازن أبو سعدى، ومساعد المدرب محمد ناجي منصور، إضافة لتغريم النادي وإقامة مباراة بلا جمهور؟
القباني أكد أن فريقه بعينيه وعيون الجمهور بطل غير متوج، مشيرا إلى المباراة الملحمية التي قدمها في النهائي وحقق فيها الانقلاب من متأخر بفارق 18 نقطة إلى متقدم بفارق 6 نقطة في الوقت الإضافي. وبيّن مدرب شباب الاتحاد أن جوهر العمل ونجاحه يكمن بأنه استلم الفريق على واقع مشكلات في روح الفريق الواحد والحضور الذهني والانضباط التكتيكي الدفاعي والهجومي، وهو ما قام بحله، وإعطاء الفرصة لخمسة عشر لاعبا، من بينهم ثلاثة من فئة الناشئين، بالمشاركة في أكثر من لعبة حاسمة، لتتكون لديه فرصة حاسمة قبل دور الثمانية “الفاينال إيت”. وتمنى مدرب وصيف دوري الشباب المحافظة على لاعبي الفريق وإعطاءهم فرصة الظهور في الفريق الأول ليكونوا نواة مستقبل اللعبة الواعد في النادي.
أما شباب الاتحاد لكرة القدم فهم القصة كلها بالنسبة لجماهير النادي التي احتفلت يوم الجمعة الماضي بتتويجه بلقب دوري الشباب للمرة الثانية عشرة في تاريخه، ليكون هذا الإنجاز بمثابة الهلال الذي أفطر عليه شبان الاتحاد بعد 17 عاما من الصيام عن البطولات، وبالوقت نفسه انفردوا بالرقم القياسي بعدد مرات التتويج باللقب، بعد فك الشراكة السابقة مع الكرامة المتوج بإحدى عشرة بطولة. لكن أيضا وأيضا كان هنالك ما ينغص الفرحة، بعد التسريبات التي أرادت ضرب الإدارة في مقتل الإنجاز، إذ تحدثت تلك الكواليس عن عصامية الفريق، والظلم الذي تعرض له من قبل الإدارة، من التهميش إلى عدم صرف رواتب الكادر لأشهر، وعدم الاهتمام والمتابعة من قبل الإدارة، وهذا أيضا خلق جدلا “داخليا” بين من رمى تنغيصة الفرح، ومن عقب – وهو عضو الإدارة رصين مرتيني – نافيا الكلام واصفا إياه بالمغرض، ولتنقسم بعدها ردود الأفعال بين مؤيد ومعارض، مصدق ومكذّب، مستنكر وشاجب ،في انقسام خفف من بريق ورونق الفرح.
أما مدرب الفريق معن الراشد فلم يتطرق في حديثه لـ “البعث الأسبوعية” عن أي خلفيات ومشاكل رافقت مسيرة الفريق الوعرة الظافرة، إذ مرر كلامه بصورة نصائحية متوجها لإدارة النادي بضرورة دعم الفريق والحفاظ عليه، من خلال استراتيجية وخطة عمل ممنهجة تهدف لبناء فريق للمستقبل قوامه جيل مميز ومؤهل من مدرسة النادي، بما يحقق الاكتفاء الذاتي، ويخفف الأعباء المادية للعقود الاحترافية لانتدابات اللاعبين من خارج المدرسة الاتحادية.
وبالنسبة للقب فريقه الذي تحقق في ظل ظروف قاتمة تمر بها الرياضة الحلبية بصفة عامة، أوضح الراشد أن المعادلة التي تحققت تكمن بروح الجماعة والولاء للقميص والشعار، وخلف ذلك دعم جمهور النادي الذي شكره على صنيع الدعم المعنوي الكبير للفريق.
ولم تختلف الصورة كثيرا إزاء أنموذج كرة السلة، إذ جاء هذا الإنجاز على أنقاض واقع فريق الرجال الذي لم ينل من لمسة المدرب البرازيلي آرثر داسيلفا، سوى الخيبة “هزيمتين” إحداهما أمام الفتوة المتأخر على اللائحة، وتعادل في الدوري تلاه تعادل ودي في فترة توقف الدوري، السبت الفائت، أمام الحرية متذيل الترتيب.