على خطا ترامب.. إدارة بايدن تمتنع عن وصف الضفة الغربية بالأرض المحتلة
امتنعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في تقريرها السنوي حول حقوق الإنسان عن وصف الضفة الغربية بالأرض المحتلة من قبل الكيان الإسرائيلي، وذلك في استمرار لسياسة إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب التي تخلت عن هذا التوصيف في تقاريرها السابقة.
ورداً على سؤال عن السبب الذي دفع بالوزارة إلى عدم العودة إلى الصيغة التي كانت معتمدة قبل عام 2018 بخصوص وصف الضفة الغربية بالأرض المحتلة، زعمت ليزا بيترسون المسؤولة عن حقوق الإنسان في الخارجية الأميركية: “إن الدبلوماسيين الأميركيين فضلوا الالتزام بالمحددات الجغرافية فحسب”، وادعت أن “هذا الأمر يتماشى مع ممارساتنا العامة.. ونعتقد أيضاً أنه أوضح وأكثر فائدة للقراء الذين يسعون للحصول على معلومات عن حقوق الإنسان في هذه المناطق”!.
وحتى تسلم ترامب السلطة في 2017 دأبت وزارة الخارجية الأميركية في التقرير الذي تعده سنوياً حول أوضاع حقوق الإنسان في العالم على تخصيص فصل لـ (إسرائيل والأراضي المحتلة) لكن هذا العنوان تغير في 2018 إلى (إسرائيل والضفة الغربية وغزة) وهي نفس العبارة التي وردت في التقرير الصادر الاثنين.
وجاء تغيير وصف الأرض المحتلة في عام 2018 مقدمة لقرار ترامب اعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، ومن ثم إعلانه بشأن الجولان السوري المحتل، وكذلك قراره عدم اعتبار المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة مخالفة للقانون الدولي.
ميدانياً، اقتحم 309 مستوطنين المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، فيما توغلت أربع آليات للاحتلال شرق دير البلح وسط قطاع غزة وشرعت بأعمال تجريف للأراضي في المنطقة.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة طوباس وقرية دير جرير شرق مدينة رام ومخيم الجلزون شمالها ودهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها واعتقلت ثلاثة منهم، فيما اقتحم مستوطنون المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمال مدينة نابلس بالضفة الغربية.
ونقلت وكالة وفا عن رئيس بلدية سبسطية محمد عازم قوله: إن عشرات المستوطنين اقتحموا المنطقة الأثرية وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال التي منعت الفلسطينيين من دخولها.
ورغم أنه لم تمض ساعات على إطلاق سراح الأسير مجد بربر من سجون الاحتلال بعد 20 عاماً من الأسر والظلم، حتى اقتحمت شرطة الاحتلال منزله واعتقلته بطريقة وحشية، وأفاد شهود عيان عن اقتحام منزل عائلة بربر ومحيطه تحت وابل القنابل الصوتية.
واعتدى عناصر القوة الإسرائيلية على المتواجدين بالدفع، وبعدها اعتقل مجد بربر مجدداً.
قصة هذا الأسير الفلسطيني كانت لساعات حديث الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب المشاعر التي أظهرتها مقاطع فيديو في اللحظات الأولى لاستقباله من قبل زوجته فاطمة وابنته زينة، بعد 20 عاماً من الفراق.
اليوم بإعادة الاحتلال بربر إلى السجن، يعتبر الكثيرون أن الإسرائيلي انزعج من فرحة الشعب الفلسطيني لحظة خروج الأسير وما ترافقه من حفلات استقبال وتهنئة. وخصوصاً أن خروجه تزامن مع يوم الأرض الفلسطيني، هذا اليوم الذي يجدد فيه الشعب الفلسطيني صموده وثباته بوجه ظلم الاحتلال وقمعه.
وفي الآونة الأخيرة، كثّف الاحتلال من سياسة اعتقال الأسرى لحظة حريتهم، لا سيما في القدس المحتلة، حيث ينتهج هذه السياسة بحق غالبية الأسرى المقدسيين، عدا عن أن هذه السياسة تنفذ بحق العشرات من المعتقلين الإداريين قبل موعد الإفراج عنهم بأيام.
وفي هذا الصدد، قال المحامي الفلسطيني صالح أبو عزة إن “الكيان الإسرائيلي يعتقد أنّ أهم أدواته في إخماد الحالة النضالية للشعب الفلسطيني هي السجون وإصدار الأحكام العالية والمجحفة بحق الأسرى الفلسطينيين، في محاولة منه لردعهم عن معاودة أي فعل مقاوم للاحتلال، مهما بدا هذا الفعل بسيطاً، في ظل اختلال ميزان القوى بين الفلسطيني ومحتله”.
وهذا ما اختصره الأسير الفلسطيني مجد بربر، أثناء اعتقاله بعد يوم واحد من الإفراج عنه، حينما صرخ بكل الحاضرين “مهما فعل الاحتلال.. لن نُهزَم”.