يوم للشعر في مكتبة الأسد
أقامت مكتبة الأسد بالتعاون مع الهيئة السورية للكتاب مهرجاناً شعرياً، ألقى فيه نخبة من الشعراء “ثائر زين الدين، رضوان السح، شفيق ديب، صقر عليشي، ليندا إبراهيم، مروة حلاوة” قصائد مميزة ومتنوعة، وأدار المهرجان الشاعر والإعلامي علي الدندح، ورافقه معزوفات موسيقية متنوعة قدّمها كلّ من العازفين هوشيك حبش وحمزة بو ريش وعفيف دهبر.
وأكدت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح أن الشعرُ هو نبض الشعوب، والشاعر هو مرآة هذا الشعب، ومرآة أحاسيسه ومعاناته، موضحة أن الشعب السوري مرّ بمعاناة كبيرة منذ بداية الحرب لم تنتهِ حتى الآن للأسباب التي يعرفها الجميع، ورأت أن الشعراء الذين يشاركون في هذا المهرجان الشعري اليوم هم شعراء ينضحون بمشاعر تختلج في نفوسهم، ويشاركهم بها الكثيرون، وعليه فإن من جاء لحضور هذا المهرجان لم يأتِ ليستمع إلى آلام هؤلاء الشعراء فقط، بل جاء ليرى أسلوب تعبيرهم عن هذه الآلام، متمنية أن يكون أسلوبهم مبتكراً. وأملت أن يكون الشعر قد حقّق هو أيضاً قفزات إبداعية أسوة بالفن التشكيلي، والمسرح، والفنون السينمائية التي تطوّرت، واتخذت منحىً جديداً خلال هذه الحرب، لأن الظروف الصعبة قد تخلق الإبداع أحياناً.
وتحدث الشاعر ثائر زين الدين الذي ألقى عدداً من النصوص عن هذا المهرجان الشعري بالقول: “إن الشعر لا يحتاج إلى يوم واحد فحسب، فالشعراء ينتجون ويكتبون الشعر وهم مسكونون به يومياً، غير أن الأمم المتحدة- اليونيسكو- رأت أن يكون ثمة يوم للشعر، وعليه فقد درجت جهات فكرية وثقافية كثيرة على الاحتفاء بهذا اليوم، بما فيها وزارة الثقافة”.
بدوره ألقى الشاعر رضوان السح عدداً من النصوص التي تميّزت بالعمق في عباراته التي يتجلّى فيها الهمّ الوطني في ظروفنا الراهنة. وبيّنت الشاعرة ليندا إبراهيم أن الاحتفاء بهذا اليوم يعني إشاعة الحياة في هذا البلد الذي ابتلي بهذه الحرب على مدى سنوات عشر، كما أنه يعني الاستمرار في بعث وجه سورية الحضاري، الأمر الذي لم يتوقف خلال السنوات الماضية عبر مواصلة تقديم الزاد الفكري، والوجبات المعرفية، وإقامة المشاريع والأنشطة الثقافية على اختلاف أشكالها، كما أن احتفاءنا بالشعر عبر هذا المهرجان يعني أننا في سورية نقول إن الشعر، والبلد الذي أنبت الشعراء الكبار هو بلد حيٌّ نابض بالحب، والحضارة، والسلام”.
أما الشاعر صقر عليشي الذي عايش الطبيعة وقادته دروب الينابيع إلى جوهر البساطة في قصائده، فقد قدّم أشياء تكاد تكون منسية من يومياتنا المألوفة، لكنه حين يقدّمها تشعر بعمق أهميتها وكأنها كائن حيّ عملت يد فنان ماهر على كشف حقائقها، فهي من باب السهل الممتنع والسهل الجميل.
وكان ختامُ الاحتفالية مسكاً فاحت به نصوص الشاعرة مروة حلاوة لتضفي على الأمسية جمالاً أخاذاً واءمت فيه بين وجدانها الشعري وجمالية دمشق وحبها لها.
عُلا أحمد