هل تنظيم الضبوط التموينية كافٍ لضبط فوضى الأسواق؟
حلب – معن الغادري
لم يعد الحديث عن تنظيم الضبوط التموينية من قبل حماية المستهلك يعني الكثير من المواطنين الذين يرون أن هذا الإجراء لا يكفي لضبط الأسواق والأسعار، والدليل أن مئات الضبوط التي تمّ تنظيمها على مدى الأيام والأشهر الماضية لم تنجح بوقف المدّ المتزايد لجشع واستغلال كبار وصغار التجار للظروف الاقتصادية الراهنة، بل على العكس زادت من جشعهم وإمعانهم في سرقة ونهب جيوب المواطنين أينما كان شكل سعر الصرف صعوداً أو هبوطاً.
وأجمعت آراء عدد كبير ممن التقيناهم وحاورناهم أن الحاجة تبدو أكثر من ماسة لتشريعات وقوانين جديدة أكثر شدة وصرامة تضع حداً لهذه الفوضى، واتخاذ كل ما يلزم لضبط الأسواق خاصة وأن شهر رمضان المبارك بات على الأبواب وهو الأكثر إنفاقاً وكلفة على الأسرة، ناهيك عن مصاريف وتكاليف استقبال عيد الفطر والذي نأمل أن يكون سعيداً على الجميع.
آراء المواطنين التي استطلعناها اتفق معها إلى درجة المطابقة مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك المهندس أحمد سنكري، والذي أكد أن دور حماية المستهلك لا يكفي لإحداث نوع من التوازن في الأسواق، بل يجب أن يتزامن ذلك مع تحديث القوانين والتشريعات وفرض أشد العقوبات بحق كل من يحاول استغلال الظروف التي نمر بها، وتحديداً ما يتعلق منها باحتياجات ومتطلبات المواطنين اليومية.
ويشير سنكري إلى أن دوريات حماية المستهلك في وضع استنفار دائم، وهي تجول يومياً في الأسواق وتنظم الضبوط التموينية بحق المخالفين تبعاً للقوانين النافذة والناظمة، مؤكداً أن التعاون مطلوب من المواطنين للإبلاغ عن أي ارتكاب أو مخالفة لمعالجتها فوراً، كما المطلوب أن يتحلى التجار كباراً وصغاراً بحسّ المسؤولية وأن يكونوا عوناً لمؤسسات الدولة في هذه المرحلة، وأن يطغى الجانب الأخلاقي والإنساني على تجارتهم، لجهة الجودة والأسعار، للتخفيف من الأعباء اليومية الملقاة على عاتق المواطنين جراء الظروف الراهنة والمؤقتة حسب تقديره.
يُذكر أن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحلب نظمت خلال اليومين الماضيين 56 ضبطاً تنوعت بين حيازة مواد منتهية الصلاحية وفرم لحم بشكل مسبق وأغذية مكشوفة وعدم حيازة فواتير وضبوط أفران ومولدات الأمبير. كما تمّ تنظيم 19 ضبطاً عدلياً بحق محلات تقوم بالبيع بسعر زائد، وتمّ إغلاق المحلات المخالفة بشكل فوري، في حين تم ضبط محلين بحي الملعب البلدي يبيعان لحماً مفروماً بشكل مسبق ومخلوطاً مع بقايا الفروج على أنه كباب فروج، إضافة إلى ضبط محلين يقومان بعرض وحيازة مواد منتهية الصلاحية، حيث تمت مصادرة المواد واستكمال الاجراءات القانونية، فضلاً عن تنظيم ضبط لعرض وبيع أغذية مكشوفة بحي الملعب البلدي وتنظيم ضبوط أخرى بحق أصحاب المولدات لتقاضيهم أجوراً زائدة عن التسعيرة المحدّدة.
يُشار إلى أن عدد الضبوط التموينية المسجلة من بداية العام وحتى الآن وعلى وفرة عددها والذي بلغ أكثر من 1000 ضبط، لم تحدث أي تغيير إيجابي في مؤشرات الأسواق، على العكس تماماً، حيث ما زالت السمة الطاغية هي الفوضى والجشع والارتفاع اليومي في أسعار المواد والسلع الأساسية.